وكالات -
اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الجمعة، الجيش الإسرائيلي بسرقة أعضاء من جثامين شهداء فلسطينيين، داعيًا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف ما وصفها بـ"الجريمة المروعة".
وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، لوكالة الأناضول إن "الاحتلال سلّم عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر 120 جثمانًا خلال الأيام الثلاثة الماضية"، موضحًا أن "معظم الجثامين وصلت في حالة مزرية تظهر تعرض أصحابها لإعدام ميداني وتعذيب ممنهج".
الاحتلال سرق أعضاء الشهداء
وفي 10 من الشهر الجاري، بدأت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل، وفق خطة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وأفرجت بموجبها الحركة عن 20 محتجزًا إسرائيليًا أحياء و10 جثامين.
في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالسجن المؤبد، و1718 اعتقلتهم من غزة بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسلمت جثامين 120 شهيدًا فلسطينيًا.
وبحسب الثوابتة، فإن بعض الشهداء أعيدوا معصوبي الأعين ومقيدي اليدين والقدمين، فيما تظهر على أجساد آخرين علامات خنق وحبال حول الرقبة في مؤشر على عمليات قتل متعمد.
وأردف أن "أجزاء من أجساد العديد من الشهداء مفقودة، بينها عيون وقرنيات وأعضاء أخرى، ما يؤكد سرقة الاحتلال أعضاء بشرية خلال احتجاز الجثامين"، واصفًا ذلك بأنه "جريمة وحشية".
وطالب الثوابتة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بـ"تشكيل لجنة تحقيق دولية فورية لمحاسبة إسرائيل على الانتهاكات الجسيمة بحق جثامين الشهداء وسرقة أعضائهم".
وقبل سريان وقف إطلاق النار، كانت إسرائيل تحتجز 735 جثمانًا لشهداء فلسطينيين فيما يُعرف بـ"مقابر الأرقام"، وفق "الحملة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين" غير الحكومية.
وبخلاف الجثامين الـ735، أشارت الحملة إلى تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية في 16 يوليو/ تموز الماضي، يفيد بأن الجيش الإسرائيلي يحتجز في معسكر سدي تيمان سيئ الصيت نحو 1500 جثمان لشهداء فلسطينيين من غزة.
ومقابر الأرقام مدافن بسيطة محاطة بحجارة دون شواهد، وفوق كل قبر لوحة معدنية تحمل رقمًا دون اسم صاحب الجثمان، ولكل رقم ملف خاص تحتفظ به الجهات الأمنية الإسرائيلية.
جثامين سلمتها إسرائيل مكبّلة ومحروقة
من ناحيته، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إلى فتح تحقيق دولي عاجل، لكشف ملابسات الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل وظهرت على أجساد شهداء فلسطينيين سلمت جثامينهم إلى وزارة الصحة في غزة عبر الصليب الأحمر.
وقال المرصد في بيان: إن "الحالة المروّعة التي وُجدت عليها جثامين فلسطينيين سلمتهم سلطات الجيش الإسرائيلي، بعد احتجازهم خلال حرب الإبادة على قطاع غزة تظهر دلائل واضحة على تعرّض العديد منهم لجرائم تعذيب، وتنكيل وحشي ومتعمّد تسببت بمعاناة شديدة".
وأشار إلى أن "عددًا منهم أعدم بعد احتجازه، في انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي".
وشدد المرصد على أن "هذه المعطيات الخطيرة تفرض فتح تحقيقٍ دولي عاجل ومستقل لكشف ملابسات الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها، بما يضمن إنصاف الضحايا ويكرّس مبدأ عدم الإفلات من العقاب".
ولفت إلى عدم وجود وسائل تحقُق فعالة في غزة لتوثيق هويات الضحايا، وفحص ملابسات احتجازهم وتعذيبهم وقتلهم.
وطالب المرصد، بالسماح فورًا بوصول بعثات طبية شرعية ومستقلة وخبراء في الطب الشرعي والحمض النووي، والتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسريع عملية التعرّف على الشهداء وتسليمهم لعائلاتهم.