الرأي - كامل ابراهيم -

 

أغرقت الأمطار الغزيرة آلاف الخيام المنتشرة في مناطق مختلفة من قطاع غزة، وسط تحذيرات من تداعيات منخفض جوي قطبي يهدد حياة مئات آلاف النازحين الذين يعيشون في خيام بدائية منذ أكثر من عام.

 

وفي اليوم الحادي والستين من بدء وقف إطلاق النار في غزة، أعلنت وزارة الصحة في القطاع وصول 3 شهداء و5 إصابات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، جراء الخروقات الإسرائيلية للاتفاق. وبذلك ترتفع حصيلة الضحايا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار الهش في 11 تشرين الأول 2025 إلى 379 شهيدًا و992 إصابة، إضافة إلى انتشال جثامين 627 شهيدًا. كما ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب منذ السابع من تشرين الأول 2023 إلى 70,369 شهيدًا و171,069 إصابة.

 

وواصل الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 11 تشرين الأول الماضي، حيث سجّل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة 738 خرقًا شملت نسف مبانٍ في غزة وبيت لاهيا، وقصفًا جويًا ومدفعيًا على رفح وخانيونس، إضافة إلى قصف بطائرات «كواد كابتر» شرق حي التفاح.

 

كما أصيب طفل، أمس الأربعاء، برصاص مسيّرة إسرائيلية شرق مخيم البريج وسط القطاع، في حادثة تزيد من معاناة المدنيين وسط استمرار التوتر والتصعيد.

 

وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني بأنه، وبعد التنسيق مع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا»، تمكنت طواقمه من انتشال جثمان شهيد من منطقة الواحة شمال غزة ونقله إلى مستشفى الشفاء. وأوضح الدفاع المدني أنه تم انتشال أكثر من 30 جثمانًا من مقبرة جماعية في مجمع الشفاء الطبي، مؤكّدًا أن عمليات الانتشال متواصلة، وأن عدد الشهداء المدفونين في المقبرة الجماعية يقدَّر بأكثر من 300 شهيد.

 

وحذّر المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، من مخاطر «غير مسبوقة» قد يشهدها القطاع مع دخول المنخفض الجوي العميق، مؤكدًا أن الوضع بالغ الصعوبة في منطقة أنهكتها الحرب وتسبب دمارها الواسع بانهيار شامل في مختلف القطاعات.

 

وأطلقت غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة مناشدة عاجلة إلى المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية، دعتها فيها إلى وقف تخزين الخيام والشوادر ومستلزمات الإيواء، والعمل على توزيعها فورًا على العائلات الأكثر تضررًا. وأكدت الغرفة أن القطاع يحتاج إلى أكثر من 300 ألف خيمة ووحدات إيواء مؤقتة لضمان الحد الأدنى من المأوى للأسر التي فقدت منازلها خلال العامين الماضيين.

 

وقال رئيس بلدية غزة، يحيى السراج، إن المنخفض الجوي تسبب في ارتفاع كبير بمنسوب المياه وغرق العديد من مراكز الإيواء وقطع الطرق، مشيرًا إلى أن الظروف الجوية الحالية تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل الدمار الواسع للبنية التحتية وغياب الإمكانات اللازمة. وأضاف السراج أن البلدية تتوقع موجة جديدة من المنخفض خلال الساعات المقبلة، في وقت لا تمتلك فيه سوى معدات قديمة مستأجرة من القطاع الخاص لا يمكنها التعامل مع حجم الأضرار.

 

من جانبه، أعلن الدفاع المدني تلقيه أكثر من ألف مناشدة إنقاذ مرتبطة بالمنخفض الجوي الذي أدى إلى غرق آلاف الخيام في المناطق الغربية من القطاع، ما فاقم معاناة النازحين وأثر على الأوضاع الإنسانية.

 

وفي السياق، قالت رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة إن الاحتلال يعرقل إدخال المساعدات، ما يعقّد الجهود المبذولة للتعامل مع تداعيات المنخفض الجوي، مؤكدة أن على الأطراف الدولية تحمل مسؤولياتها والضغط على الاحتلال لتسهيل دخول الإغاثة.

 

وأفاد مسؤول أميركي بأن الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار يحرز تقدماً رغم الصعوبات، مشيرًا إلى أن قوات الاستقرار الدولية لن تنتشر في مناطق سيطرة حركة حماس. وفي المقابل، أكد رئيس حركة حماس في الخارج، أن السلطة في غزة يجب أن تكون فلسطينية، وأن الشعب وحده من يقرر من يحكم، مشددًا على أن «الخطر يأتي من الكيان الصهيوني» وأن نزع السلاح الفلسطيني يعني نزع الروح.