البرغوثي: أي تسوية بلا عدالة ستبقى ميتة.. والخطة المعدلة جعلت التنفيذ شبه مستحيل
جو 24 :
خاص - قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، إنّ العديد من التقارير الإعلامية الدولية، وفي مقدمتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أكدت أنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مارس ضغوطًا مكثفة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعديل الخطة السياسية التي كانت قيد التوافق مع عدد من الدول العربية والإسلامية، بما يتناسب مع المصالح الإسرائيلية ويكرّس واقع الاحتلال على الأرض.
وأضاف البرغوثي لـ الاردن24 أن هذه الضغوط نجحت في تغيير جوهر الخطة بشكل جذري، حيث تم حذف البنود التي كانت تمنح الفلسطينيين أي مكاسب سياسية حقيقية، واستبدالها ببنود جديدة تُلزم المقاومة بقبول شروط إسرائيلية قاسية، ما جعل الخطة في صورتها النهائية بعيدة كل البعد عن أي مسار عادل أو متوازن.
وأوضح البرغوثي أنّ التسريبات التي ظهرت خلال الأيام الماضية، سواء من داخل أروقة الإدارة الأمريكية أو من دوائر قريبة من حكومة الاحتلال، تشير إلى أن نتنياهو حصل في النهاية على كل ما كان يطمح إليه تقريبًا، رغم الانتقادات الدولية الواسعة التي واجهها بسبب استمرار الحرب على غزة والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.
وبيّن أن الرئيس الأمريكي ترامب أخرج الخطة في صيغة توحي بأنها "انتصار سياسي لنتنياهو"، وذلك في محاولة واضحة لتحسين صورته أمام الرأي العام الإسرائيلي الذي يشهد حالة من التراجع في الثقة بحكومته، مؤكدًا أن هذا التوجه الأمريكي لم يأخذ بعين الاعتبار المعايير القانونية أو السياسية، بل جاء لخدمة أهداف انتخابية وشخصية بحتة.
وأشار البرغوثي إلى أنّ المقاومة الفلسطينية تعاملت بمسؤولية عالية مع المقترح، ووافقت مبدئيًا على بعض البنود حرصًا على مصلحة الشعب الفلسطيني ووقف العدوان، إلا أنّ الخطة المعدّلة التي تم فرضها لاحقًا جعلت التنفيذ شبه مستحيل، بسبب غياب الضمانات الحقيقية وارتكازها على الرؤية الإسرائيلية الأحادية.
وأكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية أنّ ما جرى هو مثال واضح على "الانحياز الأمريكي التام لإسرائيل"، مشيرًا إلى أن واشنطن تخلت عن دور الوسيط النزيه وتحولت إلى طرف في الصراع، الأمر الذي يهدد فرص الاستقرار في المنطقة ويقوّض أي أمل في تحقيق تسوية عادلة.
وشدد البرغوثي على أن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يقبلوا بأي حلول تُفرض عليهم من الخارج، مشيرًا إلى أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام هو بإنهاء الاحتلال، ووقف العدوان، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وختم البرغوثي حديثه بالتأكيد على أنّ "ما لم يدركه نتنياهو وترامب هو أن إرادة الفلسطينيين أقوى من كل الخطط المفروضة، وأن أي تسوية لا تستند إلى العدالة ستبقى ميتة على الورق مهما حظيت بالدعم السياسي أو الإعلامي".