الراي - فاتن الكوري -
في ليلة استثنائية من ليالي الطرب الأصيل، تنفّس المدرج الروماني في عمّان نغمًا وسحرًا مع شمس الأغنية العربية نجوى كرم، التي أطلّت على جمهورها الأردني بحضورها البهي وصوتها الجبلي الذي صدح فوق حجارة التاريخ، لتفتح «حالة طوارئ» من الفرح العارم والحب المُتبادل، ضمن محطتها الأردنية من جولتها الفنية لإطلاق ألبومها الجديد.
تدفّق المئات من محبيها إلى ساحة المدرج منذ ساعات العصر، حاملين الأعلام اللبنانية والأردنية، ولافتات الترحيب، مردّدين كلمات أغانيها قبل أن تعتلي المسرح. وبمجرد أن أشرقت نجوى على الخشبة بفستان أزرق لامع من توقيع المصمم اللبناني نيكولا جبران، ضجّ المكان بالتصفيق والتهليل، في مشهد يعكس علاقة استثنائية بين الفنانة وجمهورها الأردني الذي لطالما اعتبرته «نبضًا لا يغيب».
افتتحت كرم الحفل بأغنية «يا مرحبا يا ليل»، قبل أن تُعلن دخول الجمهور في «حالة طوارئ» فنية، معلنة: «هلا في حالة لازم نعلنها… حالة طوارئ!»، لتنطلق الأغنية الجديدة وسط تفاعل نادر قلّما يشهده المدرج التاريخي، الذي امتلأ حتى آخر مقعد، وامتد الحضور إلى المداخل والمحيط الخارجي.
وقدّمت كرم خلال ساعتين كاملتين باقة من أنجح أغانيها التي طالما ردّدها الجمهور، منها:
“لو ما بتكذب»، «ما في نوم»، «هالكم يوم»، «ما بسمحلك»، «نقطة عالسطر»، «شو هالحلا»، و”ملعون أبو العشق»، بمصاحبة فرقتها الموسيقية بقيادة المايسترو أنطوان الشعك.
وفي لحظة وجدانية خاصة، قدّمت كرم موّالاً مؤثرًا مهداة إلى الأردن، قائلة بصوتها الدافئ:
“كلما يا أردن بعتني الشوق من لبنان… كل بيت فيك حسبته بيت لبناني»، وسط دموع الفرح من الحضور ووقوفهم احترامًا لتلك اللحظة.
التنظيم كان بتوقيع شركة «مومنتس إيفانتس» التي أبهرت الجمهور بتجهيزات تقنية وصوتية عالية الجودة، وإضاءة تليق بعراقة المكان وجمال الحدث، مع إتاحة دخول الإعلاميين بسهولة وتقديم تجربة مريحة وآمنة للجميع.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عُقد في فندق فورسيزونز عمّان بعد الحفل، تحدّثت نجوى كرم بعفويتها المعهودة، قائلة:
“الفن مش شغل… هو رسالتي، وأنا كل مرة بتعامل مع الغنية كأنها أول مرة بوقف على المسرح».
أما عن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT في الترويج لحفلها، فقالت:
“الـAI أداة العصر، ولازم نعرف كيف نخدم فيها رسالتنا، مش نخاف منها… وأنا استخدمته لأنه سهل وذكي وبيوصل الفكرة بسرعة».
وعن علاقتها بالأردن، أضافت بشغف:
“ما فيني غيب عن الأردن… هالناس غاليين، وبيتي هون كبير، وكل مرة برجع كأني عم شوف أهلي بعد غياب طويل».
نجوى كرم، التي تجاوزت ثلاثين عامًا من النجاح الفني، أثبتت في هذه الليلة أن نجوميتها لا تزال متجددة، لا تغيب ولا تخبو، بل تتوهّج كل مرة أكثر من سابقتها.
وتستعد نجوى الآن للسفر إلى إسطنبول لإحياء حفل غنائي جديد يوم 26 يوليو الجاري، بمشاركة الفنان اللبناني آدم، ضمن تنظيم آخر لشركة «مومنتس إيفانتس»، حيث ستواصل تقديم أغاني ألبومها «حالة طوارئ»، وسط توقعات بحضور جماهيري لافت مشابه لما شهدته العاصمة الأردنية.