Saturday 7th of June 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Jun-2025

محادين يودع الحياة الأكاديمية

 

عمون -
أعلن الوزير الأسبق الأستاذ الدكتور كامل محادين، مغادرة الحياة الأكاديمية بعد 45 عامًا قضاها في الجامعات الأمريكي والأوروبية والأردنية.
 
ووصف محادين رحلته بالجميلة التي سطرها الطلاب والطالبات وأبدعوا في العطاء.
 
وتحدث الوزير الاسبق عن وقفته الأخيرة بين يدي زملائه وطلابه في الجامعة الامريكية، ليخبرهم بأنه سينهي العمل الأكاديمي وسيفتقدهم كثيرًا لكن صومعته المكتبية واستشاراته ومذكراته وكتبه سبتقي إلى جانبه.
 
وتاليًا نص منشور كتبه محاديه في صفحته الرسمية عبر فسيبوك:
 
مسيرتي ازدانت بكم جميعًا، وما توفيقي إلا بالله.
البارحة، غادرتُ الحياة الأكاديمية بعد ٤٥ عامًا قضيتها في الجامعات الأمريكية والأوروبية والأردنية… رحلة جميلة سطّرها طلاب وطالبات أبدعوا في العطاء، والمحبة، والاحترام، والوفاء. وأجمل ما في هذه الرحلة، أنهم الآن زملاء مهنة.
 
وقفتُ البارحة بين يدي زملائي وطلابي في الجامعة الأمريكية في مادبا، وأخبرتهم بأنني سأُنهي عملي الأكاديمي. سأفتقد ذلك كثيرًا، لكن صومعتي المكتبية، واستشاراتي، ومذكّراتي، وكتبي ستبقى إلى جانبي. في هذه الرحلة، تعرّفتُ وعرفتُ، وتحمّلت واحتملت، من أجل قلمي وريشتي وكتبي، ومن أجل من أحببت، ألا وهم طلابي… لأنهم فعلًا كانوا أفضل أساتذتي، كما ذكرت في كتبي ومؤلفاتي مرارًا.
 
الكثيرون خاطبوني وأكرموني وشكروني. كنتُ صعب المِراس، حازمًا، لكنني لم أغادر القاعات الصفية يومًا إلا مبتسمًا مع الجميع. وددتُ أن يصبح طلّابي من أفضل المعماريين، وفعلاً، منهم من تفوّق في العطاء والأداء.
 
علّمتني الحياة أن الكتب مدارس، وأن الترحال مكتبات متنقّلة، والأهم أن التدريس مهنة وحِرفة لا يُتقنها إلا من دخل قلوب الطلّاب قبل عقولهم.
 
حالَفني الحظ أن أتنقّل بين الحين والآخر في العمل العام، لكنني استمررتُ بالأداء بعقل أكاديمي. كنتُ أُحاور وأتخذ القرار بلا تردّد، زاملت مسؤولين، وخاطبني كثير من المواطنين. أصبتُ أحيانًا، وأخطأتُ في القليل منها. فَعذرًا لمن أخطأت بحقّهم، ومع ذلك، كانت جميعها فترات جميلة وممتعة، لأن العنوان الأهم كان: محبة تراب الوطن، وأهله، وقيادته.
الجامعة الأمريكية في مادبا احتضنتني قرابة عشر سنوات. وافر التحايا وجزيل الشكر لكم، الأكاديميين والإداريين. أما الطلبة، فلكم محبّتي واحترامي. أجمل الأوقات قضيتُها واقفًا أمام جيل ينبض بالحياة. وافر التقدير للجامعة، ولمجلس أمنائها، ولرئيسها الأستاذ الدكتور مأمون عكروش، ولزملائي العمداء والرؤساء الذين خدمتُ معهم.
 
وهنا، أتوقّف قليلًا لأشكر الجامعة الأردنية، جامعتي الأم. خدمتُ فيها ٢٥ عامًا… كانت أيّامًا جميلة بكل معانيها، لكادرها الأكاديمي والإداري تُرفع القبّعات، أما طلّابها، فهم عنوان الوفاء.
 
مرةً أخرى، الشكر الموصول لكل من ساهم في دعم مسيرتي العلمية والأكاديمية. وسنبقى على العهد أوفياء للوطن، ولقيادته، ولأهله.
مسيرتي ازدانت بكم جميعًا، وما توفيقي إلا بالله.
 
أخوكم،
أ. د. كامل محادين