الملل ليس أزمة، في أغلب الأحيان، بل هو مجرد دفعة صغيرة نترك فيها المجال للطفل أن ينظر حوله وأن يدع عقله يتنفس. هذا راي سام جولدشتاين، الحاصل على درجة الدكتوراه، ه وشارك في تأليف كتاب " المثابرة عند الأطفال".

 

ووفقًا له، عندما يتم ترفيه الأطفال باستمرار، وتوجيههم باستمرار، فإنهم دائمًا في وضع الاستجابة، ويتفاعلون مع شيء يأتي إليهم بسهولة .وعندها فإنهم لا يحصلون على فرصة أن يكونوا فقط مع أفكارهم الخاصة، وأن يتساءلوا ويستكشفوا، وأن يخترعوا شيئًا من لا شيء.

لكن وعندما لا يوجد شيء يقومون به ويبدأ الشعور بالملل ففي هذا الوقت يكون عند الطفل مساحة للاستكشاف ويستيقظ الخيال. 

سيلاحظ الطفل أن صندوقًا من الورق المقوى يصبح سيارة سباق. وسائد الأريكة تصبح قلاعًا. الملل لا يوقف الأمور، بل إنه يُحَرِّك مفتاح الإبداع. بالتأكيد، قد يكون الطريق هناك مليئًا بالتنهدات والشكاوى الدرامية، ولكن هذا مجرد عمل إحماء لخياله وما يلي ذلك يمكن أن يكون نموًا حقيقيًا، ومرونة، وحتى قوة عاطفية. 

 

ودعونا لا ننسى: الراحة مهمة أيضًا. في بعض الأحيان الملل لا يؤدي إلى الإبداع، بل إلى السكون. وهذا ليس أمرًا جيدًا فحسب، بل إنه صحي أيضًا. الاستلقاء على الأرض، ومشاهدة السحب من النافذة، لا يعتبر لحظات ضائعة. هذه لحظات من إعادة الضبط العقلي والعاطفي، وبصراحة، فهي لا تقدر بثمن. 

 

 

وهنا، قدم نصيحة مهمة وهي إن ترك طفلكِ يجلس مع الملل دون التسرع لإنقاذه هو أحد أقوى الأشياء التي يمكنكِ القيام بها. إنه يعلم الصبر وسعة الحيلة والقدرة على تهدئة الذات عندما لا يحدث شيء مثير. هذه هي التجارب اليومية الصغيرة التي تبني مهارات حياتية كبيرة. 

 

واعلمي أن خيال طفلك لا يحتاج إلى جدول زمني، بل يحتاج إلى الحرية. ليس علينا أن نخطط لكل فكرة عظيمة. الخيال يزدهر في المساحات الفارغة. ثقي أن تلك اللحظات البطيئة والهادئة وغير المنظمة ليست جيدة فحسب؛ بل إنها تترافق مع حدوث أفضل الأشياء.