Friday 11th of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jul-2025

تركيا.. إيران الجديدة

 الغد

إسرائيل هيوم
 
شاي غال  8/7/2025
 
 
عندما هاجمت إسرائيل ايران شخّص اردوغان فرصة لجعل تركيا "ايران الجديدة": دولة تهدد عسكريا، سياسيا وربما حتى نوويا. مثل ايران، تمنح تركيا رعاية سياسية ولوجستية لمنظمات وعلى رأسها حماس التي تعمل ضد إسرائيل بدعم منها.
 
 
مؤخرا أعلن اردوغان بأن تركيا توجد في مرحلة متقدمة في تطوير صواريخ باليستية بعيدة المدى وبدأ انتاج واسع للطائرة القتالية الخفية "كآن"، التي ستدخل الخدمة في 2029. منذ العام 2022 نجحت تركيا، في تجربة صاروخ "تايفون" لضرب هدف على مسافة 560 كيلو مترا، وشدد اردوغان على أن بلاده لا يمكنها أن تبقى في الخلف حيال ايران وإسرائيل، بل وحذر من انه اذا لم تبق اليونان "هادئة" فسيضرب الصاروخ أثينا.
هذه التهديدات على اليونان، الى جانب حقيقة أن تركيا تبقي منذ 50 سنة قوات في شمال قبرص ارض محتلة لعضو في الاتحاد الأوروبي، هي جزء من عقيدة "الوطن الأزرق" لسيطرة تركية في شرقي البحر الأبيض المتوسط.
رغم ذلك، فإن سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا تعاني من نقص في الثبات. في أيار 2025 اقر الاتحاد خطة SAFE بمبلغ 150 مليار يورو تتضمن تعاون امني مع دول من خارج الاتحاد أيضا، بما فيها تركيا. وهكذا، رغم خروقات حقوق الانسان، الاحتلال في قبرص والتهديدات العلنية على اليونان – فإن أنقرة كفيلة بان تحظى بتمويل أوروبي، تكنولوجيات متطورة وتسليح إضافي تعظم أكثر فأكثر تهديدها الاستراتيجي.
التهديد ليس فقط تقليديا. تركيا تسرع أيضا المشروع النووي على شاطئ البحر المتوسط الذي سيبدأ بالعمل هذه السنة. إصرارها على تخصيب مستقل سيسمح لها بتطوير سلاح نووي. ومنذ 2019 أوضح اردوغان بانه لا يقبل الحظر على ذلك "فيما أن إسرائيل تحوزه".
من شأن تركيا أن تعيد السيناريو الإيراني الذي يتحول فيه برنامج نووي مدني الى عسكري، ولهذا الغرض فهي تستخدم شبكة دولية: الباكستان، التي ساعدت في الماضي ايران وليبيا في المجال؛ النيجر، التي تورد موادا خامة نووية؛ والصومال، حيث اقامت فيها قواعد خفية لـ"التدريبات" بعيدا عن عيون الغرب.
كل هذا على خلفية تضخم مالي مندفع، اعتقالات سياسية ومظاهرات كبرى ضد اردوغان والتي تدفعه لان يصعد تهديدات إقليمية ودولية كي يصرف الانتباه العام. تركيا تستغل عضويتها في الناتو للحصانة من عمل عسكري ضدها. اردوغان يقوض الحلف من الداخل لكنه يتمتع بدفاع لم تحصل عليه ايران ابدا، رغم ان سياسته تتعارض ومصالح الحلف. انعدام ثبات الولايات المتحدة وأوروبا في مواقفهما يستوجب من إسرائيل استعدادا استراتيجيا مستقلا. نموذج بارز على نحو خاص على ذلك هو إصرار الرئيس ترامب على إعادة تركيا الى برنامج طائرات الـ"إف35" رغم إخراجها منه بعد أن اشترت من روسيا منظومات الدفاع الجوي S400، الخطوة التي اثارت تخوفا شديدا من تسرب تكنولوجيات حساسة الى موسكو ومست بشدة بمصداقية الناتو.
إن توصيات تقرير لجنة نيغل حول الاستعداد المسبقل لتهديدات استراتيجية تشدد على الحاجة الى استعداد إسرائيلي للتهديد التركي. فقد بنت إسرائيل تحالفات قوية مع اليونان وقبرص، تتضمن تدريبات منتظمة، تعاون بحري لحماية ممتلكات الطاقة وبيع أسلحة متطورة. بالتوازي، فهي تعزز التعاون الأمني مع مصر واتحاد الامارات، اللتين تخافان هما أيضا من تعاظم قوة تركيا.
في الاتصالات مع دمشق على إسرائيل أن تطلب قيودا واضحة على التموضع التركي في شمال سوريا والرفض القاطع لفكرة ترامب لتحرير صفقة الـ"إف 35" مقابل موافقة تركية على الاتفاق.
ان إسرائيل وشركاءها ملزمون بالعمل الان قبل أن يتطور التهديد التركي الى خطر استراتيجي جسيم وغير مسبوق، يغطي حتى على التهديد الإيراني.
*خبير في السياسة الدولة، إدارة الازمات والاعلام الاستراتيجي