Friday 11th of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jul-2025

محاكمة نتنياهو.. وصفقة الشرق الأوسط

 الغد

معاريف
 
 
زلمان شوفال  8/7/2025
 
 
 
الصفقة لوقف النار وإعادة المخطوفين إشكالية، لكنها محتمة. لم يتفق عليها بعد، ومناورات الابتزاز من حماس تتواصل. لكن حتى لو اتفق عليها قريبا، الأيام وحدها ستقول ماذا ستكون تداعياتها على المدى البعيد. في كل حال، هي لن تقرر مستقبل الشرق الأوسط ومكان إسرائيل فيه.
 
 
في لقاءات رئيس الوزراء نتنياهو مع الرئيس ترامب والقيادة السياسية والأمنية الاميركية قد تتخذ قرارات ذات أهمية عالية لمستقبل الشرق الأوسط والمستقبل السياسي لإسرائيل. فلئن نصب 7 أكتوبر حاجزا ثقيلا في وجه تسوية سياسية وامنية جديدة في الشرق الأوسط، فان نصر إسرائيل على ايران وحزب الله، وعودة ترامب الى البيت الأبيض اعادا التسوية الى مركز الساحة.
سورية والموضوع الفلسطيني كفيلان بان يكونا على جدول الاعمال في اللقاءات في واشنطن. كما ان المسألة الإيرانية لم تشطب عن الجدول وواضح ان هذا الموضوع أيضا سيبحث بتوسع في هذه المحادثات. ليس في كل أمر وشأن يمكن أن يكون تماثل مصالح مطلق بين قوة عظمى عالمية كالولايات المتحدة وبين دولة إسرائيل، التي بعد 77 سنة من قيامها ما تزال تكافح تهديدات وجودية. حكمة الدبلوماسية من الطرفين تفترض جسر الفجوات.
على أي حال، اهداف الرئيس واهداف رئيس الوزراء تسعد جدا وهي تتضمن اليوم خطوات محتملة نحو تسوية شاملة للشرق الأوسط.
سبق الزيارة نقد الرئيس ترامب على المعركة القضائية ضد نتنياهو، النقد الذي ينبغي هو الآخر ان نراه كجزء من المعركة السياسية التي يريد الرئيس الأميركي خوضها. لقد حاول الاعلام الإسرائيلي في البداية إخفاء الأمور لكن بعد وقت قصير ترك نداء ترامب لإلغاء محاكمة نتنياهو أثره. يمكن الموافقة على معظم ما قاله ترامب، بما في ذلك ما وصفه كـ"صيد الساحرات" السخيف ضد نتنياهو "في احدى اللحظات العظمى في تاريخ إسرائيل"، لكن كان من الأفضل لو كان هذه الاقوال جاءت على لسان شخصية رفيعة المستوى في إسرائيل وليس زعيم اجنبي – رغم أنها كلاشيء وكصفر مقارنة بتدخلات سابقة في السياسة الإسرائيلية من قبل ادارات أميركية ديمقراطية وجمهورية على حد سواء.
وهذا ليس فقط رأي الرئيس ترامب. فمثلما كتب مؤخرا كاتب الرأي ديفيد بروكس في "نيويورك تايمز": لم اصبح معجبا ببيبي وترامب، ولكن ستكون كارثة اذا ما قرر معارضو نتنياهو وترامب ان يعارضوا كل ما يؤيدانه". اليسار في إسرائيل لم يصل بعد الى الاستنتاج ذاته. ثمة من وصف اقوال ترامب بانها اعراب عن صداقة شخصية لنتنياهو. ومع أنه في السياسة توجد أحيانا صداقة، فان ما يقرر حقا هو فقط وحصريا المصالح بخاصة في العلاقات الدولية – ويبدو أن المصالح السياسية للولايات المتحدة تتطابق اليوم ومصالح دولة إسرائيل ورئيس وزرائها.
لقد بحث هذا المقال في جوانب سياسية ترتبط بمحاكمة نتنياهو. لكن يجب إعطاء الرأي أيضا في المسائل المبدئية المرتبطة بها. لقد ولدت محاكمة نتنياهو في الخطيئة والحقت ضررا بثقة الجمهور بجهاز القضاء كله، واساسا لانه لم يحصل في أي دولة ديمقراطية أخرى أن قدم الى المحاكمة رئيس او رئيس وزراء في زمن ولايته – سواء حسب قانون صريح مثلما في فرنسا، ام على أساس الدستور مثلما في الولايات المتحدة ام حسب العرف، مثلما في دول أخرى.
لقد تصرف جهاز القضاء الإسرائيلي بخلاف كل ما هو دارج في العالم الديمقراطي، ويُسأل السؤال لماذا. صحيح ان هذه ليست محاكمة سياسية مثل المحاكمات السياسية في العالم الشيوعي حيث تكتب قرارات المحاكم مسبقا، لكن للاعتبارات السياسية كانت بالتأكيد اكثر من لمسة سواء في تحديد الاتهامات ام توقيت تقديمها – حتى بدون التطرق الى جوهر الاتهامات، التي تبدو للكثيرين، وليس فقط لترامب، سخيفة بل وبلا أساس.
يروى في وسائل الاعلام بانه أجريت اتصالات ومداولات مختلفة في هذه المسألة، بما في ذلك الإمكانيات لشطب التسجيل الجنائي او منح عفو مسبق، مثلما في سابقة قضية الخط 300، لكن بعض من الاقتراحات ليست ذات صلة، او ليست جدية، لان كل شكل من العفو يشير الى اعتراف بذنب مزعوم. الطريق المباشر والمنطقي هو الالتصاق بالعرف الدولي، أي تأجيل المحاكمة الى ما بعد نهاية ولاية رئيس الوزراء، والبحث فيها عندها، وفقا للظروف.
يحتمل ان في اعقاب اللقاء بين نتنياهو وترامب إسرائيل ستخرج الى طريق جديد، بما في ذلك في موضوع السلام - ومحظور أن تغطي السياسة الداخلية الضيقة في إسرائيل على الاحتمال بافق جديد وايجابي.