الغد-هآرتس
أسرة التحرير
يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سياسة التطهير السياسي لجهاز الأمن. وتتجه النية للتخلص من كل من ليس مستعدا لأن يضع الولاء الشخصي له فوق الولاء لدولة إسرائيل. هذه هي الخلفية لإقصاء رئيس الموساد دافيد برنياع ورئيس الشباك روني بار من فريق المفاوضات على الصفقة لتحرير المخطوفين ولقرار نتنياهو تنصيب مستشاره وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر على رأس الفريق المفاوض.
نتنياهو لم يقصِ بار وبرنياع لانهما فشلا في مهمتهما، بل العكس؛ فقد تعاطى الاثنان بجدية للمهمة التي كلفا بها وسعيا الى صفقة لتحرير المخطوفين. غير أنه بالنسبة لنتنياهو الذي على مدى معظم الوقت لم يكن معنيا الا بمظهر التفاوض وليس بالتحرير نفسه، فإن برنياع وبار هما عائقا ينبغي ازاحته. وبالتأكيد مع حلول المرحلة الثانية من الصفقة التي تفترض إنهاء الحرب وتهدد بقاء الحكومة.
برأي نتنياهو، في مكان بار وبرنياع ينبغي أن تكون دمية خيطان مثل ديرمر، الذي يفهم ما الذي يوجد على كفة الميزان – حياة الحكومة أو حياة المخطوفين – ويعمل على إنقاذ الحكومة بكل ثمن.
ديرمر هو الرجل المناسب من أجل الفعل غير المناسب. من خلال ديرمر يمكن لنتنياهو أن يعرقل بسهولة المرحلة الثانية من الصفقة، دون الازعاج الدائم من جانب المستوى المهني. إضافة الى ذلك، فإن اقصاء برنياع وبار يحدد لليمين المتطرف بأن وجهة نتنياهو هي لمواصلة الحرب حتى بثمن التخلي عن المخطوفين.
كل هذا لم يمنع نتنياهو من التشهير بمن تكبدا العناء على الصفقة ويأخذ لنفسه الحظوة على إعادة المخطوفين. فقد نسب "مصدر كبير" لنتنياهو "انجاز الاتفاق لتحرير ستة من مخطوفينا الاحياء دفعة واحدة، الى جانب إعادة أربعة مخطوفين ضحايا غدا (اليوم) وكأن هذا كان "نتيجة قرار رئيس الوزراء لتغيير تركيبة الفريق المفاوض. الفريق الجديد غير الالية وقاد الأخذ والعطاء بدلا من العطاء والعطاء"، كما جاء في البيان.
في بيان "المصدر الكبير" حرص على الثرثرة بمؤامرة الخيانة وكتب ان الفريق الجديد "أوقف عُرف الاحاطات الدائمة والمغرضة ضد رئيس الوزراء والمستوى السياسي والتي لم تؤدي إلا إلى جعل حماس تتمترس في موقفها وتضيف مطالب".
اليوم (أمس) من المتوقع أن يعود الى إسرائيل، في توابيت، مواطنون إسرائيليون اختطفوا من بيوتهم وتركوا ليموتوا في وردية نتنياهو. نتنياهو معني بأن يصرف الانتباه عن مسؤوليته عن الكارثة الأكبر في تاريخ دولة إسرائيل والقاء الذنب على المستوى العسكري، وعمليا ينفذ انقلابا أمنيا. محظور السماح له بذلك.
الجمهور ملزم بان يقف الى جانب عائلات المخطوفين ويوضح لنتنياهو وكذا لحامل أدواته ديرمر بأن ليس لهم تفويض للتخلي عن المخطوفين.