الراي - أنس جويعد
ألقى جلالة الملك عبد الله الثاني خطابا ندد فيه بالوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، داعيا إلى اتخاذ خطوات عملية لحماية الشعب الفلسطيني، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي تعصف بالمنطقة، ووجه فيه العديد من الرسائل للمجتمع الدولي.
وأكد خبراء عسكريون وقوف الشعب الاردني خلف قيادته الهاشمية وجلالته يعبر عن ضمير الأردنيين ويشكل رسالة واضحة للعالم بأسره وتأكيدا بأن الأردن لن يكون وطننا بديلًا للفلسطينيين، ردًا على دعاة المتطرفين الصهاينة وداعميهم، وأن الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين.
وقال العميد المتقاعد في القوات المسلحة الاردنية مخلص المفلح خطاب جلاله الملك عبدالله الثاني باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كان له اصداء ايجابية لدى جميع الاردنيين الشرفاء حيث اكد جلالته وكما هو الحال بالمرات السابقة بان الاردن لن يسمح بالتهجير القصري للفلسطينيين ولن يكون الأردن في أي حال من الأحوال وطنا بديلا، وستبقى فلسطين موطننا للفلسطينيين الأصلي والأصيل وعاصمتها القدس الذي يجب على العالم أجمع الوقوف إلى جانبهم وتثبيتهم على أرضهم التي سلبت منهم.
وبين المفلح أن جلالته أشار بغضب إلى الظلم الكبير الواقع على الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان الغاشم على غزة والضفة الغربية من قبل إسرائيل، مؤكدا من خلال خطابه في حال استمرت إسرائيل في عدوانها وغطرستها وقامت بتهجير الفلسطينيين، لن يقف الاردن مكتوف الايدي وسيعتبر ذلك إعلان حرب ستقوم الأردن بالدفاع عن حدودها وسيادتها بكل ما اوتيت من قوة وستقف بالمرصاد لكل من يحاول التعدي على سيادتها وحدودها.
بدوره قال العميد الركن المتقاعد عادل يحيى بني عيسى إن جلالته تحدث عن ثلاث عناوين رئيسية (نشأت جنديا) و ( لن يحدث أبدا ) و(لن نسمح بالتهجير القسري) وهي ثلاثية الإرتكاز هذه العناوين لأي عمل وتفكير وإجراء من قبل من يحاول تنفيذ برامجه وعلى رأسها (دولة الاحتلال/ إسرائيل).
وقال بني عيسى عندما تكون لغة الجسد هي المحرك لما يصدر على اللسان فهذا يعني بلغتنا (نقطة وسطر جديد) وكلام قاطع ووضع النقاط على الحروف، ولا مجال للتأويل والأصطياد بالمياه العكره وعندما يتكلم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في محفل الجمعية العامة للأمم المتحدة بعبارة ( نشأت جنديا) فهذا يعني ان لغة السياسة التي لم يدركها ولم يستجب إليها الطرف الآخر لم تعد هي الخيط الذي من الممكن أن ننسج الأمر من خلاله، عبارة لها معناها ومرماها وخصوصا عندما تُصَمُ الآذان عن سماع الصوت المعتدل، وعادة ما يكون الموقف العسكري يأتي بعد الموقف السياسي في القضايا الأمنية، ولكن وللأسف الغطرسة والتعنت من كيان عاش على أحادية الرأي وعلى بروتوكولات وضعوها مسبقا على أمل التطبيق يأتي رد وكلام جلالته الذي (أزال الغشاوة) عن ما يرنون ويطمحون إليه.
وبين أن جلالته في كل المحافل الدولية يؤكد ما قاله ويقوله بإستمرار(لن تكون ابدا) نعم لن تكون الأردن وطن بديل لإخواننا الفلسطينيين (ولن نسمح بالتهجير القسري)، نعم هذه ثوابت وعناوين لهذه القيادة الهاشمية ولهذا الشعب الوفي العروبي، نهاية الأمر وبدايته وماضيه وحاضره ومستقبله يجب أن يعي ويعرف كل من يصطاد بالماء العكر بأن الأردن قيادة وشعبا وجيشا وأجهزة أمنية وجميع مؤسساته لم ولن يكونوا يوما (إلا) في خندق الكرامة وخندق فلسطين والشواهد على ذلك لا تحصى من تأسيس الإمارة وقبل ذلك الى وقتنا الحاضر وستبقى هذه المواقف المشرفة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
(نشأت جنديا) و(لن يحدث/ لن تكون الأردن وطن بديل) و(لن نرضى بالتهجير القسري).. هي عناويين وثوابت ومنها يكون الإنطلاق لأي عمل وختم حديثه حفظ الله وطننا وقيادتنا وشعبنا وقواتنا المسلحة والأجهزه الأمنية وحفظ الله فلسطين وابنائها.
من جانبه أكد العميد المتقاعد من القوات المسلحة الأردنية العميد نائل الحموري أن جلالة الملك عبدالله الثاني قطع الطريق على المتطرفون، الذين يروجون باستمرار لفكرة الأردن كوطن بديل وقال بكل وضوح تماما: هذا لن يحدث أبدا. ولن نقبل أبدا بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهو جريمة حرب.
خبراء عسكريون جلالته وجه رسللة واضحة للعالم الأردن لن يكون وطننا بديلا.
وأشار الحموري إلى حديث جلالته في خطابه "لقد نشأت جنديا في منطقة أصبحت فيها الصراعات أمرا مألوفا"، وهو معنى قوي وفيه من التحدي الكثير لكل محاولة مساس بأمن الوطن وسيادته واستقراره، وأن الشعب الأردني يقف خلف جلالته، جنودا أوفياء للدولة والوطن والقيادة وأكد بوضوح أن الأردن لن يقبل بأي حال من الأحوال بمقولة "الوطن البديل"، وأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو جريمة حرب لن يقبل بها الأردن.
وأضاف أن استخدام جلالة الملك لكلمة "جندياً" يعزز مفهوم أن الدفاع عن الوطن هو جزء من هويته الشخصية والوطنية، وهو تعبير عن التحدي والإصرار على حماية سيادة واستقرار الأردن مهما كانت التحديات وهذه فهذه الجملة تعبر عن تجربته الشخصية كرجل عسكري، وهي إشارة صريحة إلى فهمه العميق للبيئة الجيوسياسية المحيطة ببلادنا.
ونوه جلالته أن الثقة بالمبادئ والقيم الأساسية للأمم المتحدة قد بدأت بالانهيار، سواء داخل هذه القاعة أو خارجها. فالواقع الأليم الذي يتجلى أمام الكثيرين هو أن بعض الشعوب هي فعليا فوق القانون الدولي، وأن العدالة الدولية تنصاع للقوة، وأن حقوق الإنسان انتقائية؛ فهي امتياز يمنح للبعض ويحرم البعض الآخر منه حسب الأهواء.
وأشار أيضا جلالته في خطابه إلى شاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أنها بلا حراك، وعلى بعد أميال فقط من فلسطينيين يتضورون جوعا، كما يتم استهداف ومهاجمة عمال الإغاثة الإنسانية الذين يحملون شعار هذه المؤسسة بكل فخر، ويتم تحدي قرارات محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة، وتجاهل آرائها.
وأكد أن التصعيد ليس من مصلحة أية دولة في المنطقة، ويتجلى ذلك بوضوح في التطورات الخطيرة في لبنان في الأيام القليلة الماضية. يجب أن يتوقف هذا التصعيد.