Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Aug-2019

خمس سنوات على الجرف الصامد

 الغد-يديعوت أحرنوت

 
عاموس يدلين
 
21/8/2019
 
نحيي هذه الايام خمس سنوات على حملة “الجرف الصامد” و 13 سنة على انتهاء حرب لبنان الثانية. واذا كنا حصلنا في الشمال على 13 سنة ردع قوي وهدوء شبه مطلق، فالوضع في الجنوب بعيد عن ذلك. في 2014، بعد اسبوعين من القتال، وصفت نتائج الجرف الصامد كـ “تعادل استراتيجي غير متماثل”، والاستنتاج بقي على حاله حتى في نهاية 21 يوما من المعركة، وهكذا صحيح رؤية الوضع اليوم أيضا.
لقد جلبت الجرف الصامد الهدوء الى الجنوب لثلاث سنوات ونصف. ولكن منذ اذار 2018 عادت تنقيطات الصواريخ، العنف ومحاولات العمليات في مجال الجدار، مثلما ايضا جولات القتال القصيرة والمكثفة كل بضعة اشهر. سكان الجنوب لا يحصلون على الامن الذي يستحقونه.
خمسة دروس اساسية تعلمناها من الجرف الصامد، كلها سارية المفعول اليوم ايضا. الاول هو ان اهداف المعركة، “الهدوء مقابل الهدوء والضربة الشديدة لحماس”، لم تعرف كما ينبغي ولم تتحقق عمليا.الهدوء تحقق لزمن قصير نسبيا، والضربة لغزة كانت قاسية، ولكن حماس – ولا سيما الذراع العسكرية – لم تتضرر بقدر يخلق ردعا واملاءا لشروط انهاء جيدة لاسرائيل.
الدرس الثاني هو أن الرغبة في الحفاظ على حماس كعنوان مسؤول – “مردوع وضعيف” – هو هدف يعاني من تناقض داخلي. التمسك بك ادى الى تمديد المعركة الى ما بعد مرحلة النجاعة، منع ضربة شديدة للذراع العسكرية لحماس وساهم في ان كانت حماس في نهاية المواجهة غير مردوعة بما يكفي وغير ضعيفة بما يكفي.
الدرس الثالث هو الاشكالية في خلق الثنائية المغلوطة بين احتلال غزة وبين عملية جوية بالمقابل، دون خلق استراتيجية وسطى ناجعة. فقدرات الجيش الاسرائيلي حيال حماس، التي ليست العدو الاقوى الذي يواجهه الجيش الاسرائيلي في المنظور معدد الجبهات، تسمح باتخاذ المبادرة واملاء معركة مختلفة تماما عما خططت لها منظمة محدودة مثل حماس. ان على مفهوم الامن القومي الاسرائيلي ان يكون البوصلة بالنسبة لنا في تخطيط معركة قصيرة، مع الاسس التي خدمت اسرائيل في معارك الماضي: حسم واضح وسريع ونقل المعركة الى ارض العدو. من الحيوي التمسك بمبادئ الحرب الكلاسيكية كالمبادرة والهجوم، الخدعة، تركيز الجهد، اخراج العدو من توازنه، التواصل والاستمرارية.
الدرس الرابع هو أنه على الخطوة العسكرية أن تؤدي الى وضع يستكمل بخطوة سياسية. في الجرف الصامد لم يحصل الامر – لا حيال الامم المتحدة، لا حيال العالم العربي ولا حيال السلطة الفلسطينية.
وأخيرا، الدرس الخامس هو أنه يوجد الى جانب أن شروط النهاية للمعركة لم تعنى بنزع سلاح حماس ولا بتجنيد تعاظمها العسكري. هكذا نصل الى مواجهات السنة والنصف الاخيرة، مع حماس اقوى واكثر تسليحا، ذات قدرات مضادات للدروع ووسائل صاروخية محسنة من حيث المسافة وقوة الرؤوس المتفجرة.
على فرض أنه حتى الانتخابات لن تتصرف الحكومة بشكل مختلف عما تصرفت به حتى الان، فان الحكومة القادمة ملزمة بان تقود تغييرا مهما في الميزان الاستراتيجي لاسرائيل حيال حماس في قطاع غزة. توجد خمسة بدائل واقعية.
الاول هو استمرار السياسة الحالية: ادارة النزاع، خلق شروط لتهدئة طويلة في مركزها منطق دفاعي وردعي – الى أن يرتكب احد الطرفين خطأ وتخرج مواجهة.
الثاني هو الوصول الى “هدنة طويلة المدى” بين اسرائيل وحماس: على فرض أننا لا نستسلم لمطالب حماس غير المقبولة، الامكانية للوصول الى هدنة بعيدة المدى هي فقط عبر معركة عسكرية مع نتائج جيدة اكثر من الجرف الصامد.
الثالث هو الدفع الى الامام بمصالحة فلسطينية داخلية، تتضمن تجريد القطاع من أجل السماح بعودة السلطة الفلسطينية الى غزة – بديل يتعارض مع نهج الحكومة الحالية، التي ترى في وجود كيانين فلسطينيين منفصلين وضعيفين هدفا مهما لمنع العودة الى مسيرة سياسية.
الرابع هو القطع المطلق للقطاع عن اسرائيل. اغلاق المعابر لاسرائيل وفتحه امام مخرج بحري والى سيناء. المشكلة الاساس في هذا النهج هو توجيه قطاع غزة ليقع في اليدين المفتوحتين لايران، في الطريق الى مواجهة مستقبلية محتمة.
اما البديل الخامس والاخير فهو قيادة معركة لاسقاط الذراع العسكرية لحماس او حكم حماس، وبعد ذلك العمل على استقرار وتصميم الواقع المستقبلي في غزة.
كل واحد من البدائل يمر عبر ضربة مبادر اليها وشديدة للذراع العسكري لحماس، في معركة عسكرية وسياسية تختلف تماما عن تلك التي جرت قبل خمس سنوات.
*رئيس معهد بحوث الامن القومي