Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Jun-2023

الأمم المتحدة تحذر من أزمة إنسانية في غزة

 الغد-هآرتس

 أمير تيفون
الامم المتحدة تحذر من أزمة إنسانية في قطاع غزة بسبب وقف المساعدات الغذائية العالمية في المنطقة في الفترة القريبة القادمة بسبب النقص في الميزانية. البرنامج يساعد في اطعام نحو 200 ألف فلسطيني في القطاع يوميا. واغلاقه يثير الخوف الشديد في اوساط دبلوماسيين غربيين، الذين يعتقدون بأن هذه الخطوة ستزيد، ضمن امور اخرى، احتمالية التصعيد الامني. المتحدث بلسان السكرتير العام للامم المتحدة حذر قبل يومين من خطر مشابه يحدق ببرنامج آخر للامم المتحدة في القطاع، الذي اشتدت ضائقته الاقتصادية بسبب جولة القتال الاخيرة بين اسرائيل والجهاد الاسلامي. "مئات آلاف الاشخاص سيفقدون الدعم الذي يمكنهم من اطعام عائلاتهم"، حذر المتحدث.
 
 
ثلاثة من الدبلوماسيين الغربيين قالوا للصحيفة بأن تحذير الامم المتحدة حول برامج المساعدة هو تحذير مبرر. وحسب قولهم فان السبب الرئيسي للصعوبة في التمويل يكمن في الحرب في اوكرانيا التي جعلت الكثير من الدول ترسل اليها الموارد وتزيد نفقاتها الامنية – مع تقليص تبرعها في ساحات اخرى. احد الدبلوماسيين قال بأن الوضع السياسي في اسرائيل وفي المناطق وغياب أي أمل لعملية سياسية مهمة بين الطرفين تؤثر على مقاربة الدول الغربية لهذا الموضوع. "في اسرائيل توجد حكومة لا تريد فعل أي شيء في المسألة الفلسطينية. ولكن في اللحظة التي تكون فيها ازمة انسانية فهي تقوم بارسال مندوبين لطلب زيادة دعمنا المالي"، أوضح.
الازمة في تمويل المساعدات الغذائية للقطاع معروفة لمتخذي القرارات في اسرائيل منذ بضعة اسابيع. مبعوث الامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط، الدبلوماسي النرويجي تور فنسلاند، حذر من ذلك في عدة مناسبات مؤخرا، بما في ذلك في الجلسة الخاصة لمجلس الامن بعد عملية "درع ورمح" في القطاع في الشهر الماضي. فنسلاند اشار الى أنه يجب على الدول المانحة للسلطة الفلسطينية ومنظمات المساعدة التابعة للامم المتحدة العمل بسرعة لمنع "ازمة انسانية، وربما حتى تصعيد امني". دبلوماسي غربي تحدث مع الصحيفة قال إن هناك خطرا مشابه، لكنه أقل الحاحا، يحدق بتمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا"، التي يمكن أن تصل الى ازمة مالية في الصيف. "هذه ستكون كارثة حقيقية في غزة. وفي اسرائيل ايضا يدركون التداعيات"، قال.
برنامج المساعدات الغذائية العالمية يقدم للفلسطينيين المدعومين من قبله كوبونات غذاء شهرية بمبلغ 10.30 دولار للفرد، وسلة غذاء. هذه المسارات للمساعدة ستتأثر من التقليص الذي سيحدث في شهر حزيران (يونيو) الحالي. وحسب معطيات المكتب المركزي الفلسطيني للاحصاء للعام 2023 فان نحو 45 في المائة من سكان القطاع عاطلين عن العمل، معظمهم من الشباب.
في جهاز الامن الاسرائيلي يتابعون الصعوبات في تمويل برنامج المساعدة الغذائية العالمية وايضا الصعوبات بعيدة المدى التي تواجهها "الاونروا". تصريحات الامم المتحدة حول الموضوع اعتبرت في اسرائيل محاولة لخلق الشعور بالضغط والالحاحية لدى الدول المانحة. وبذلك اقناعها بتجنيد المبلغ الناقص للنشاطات الجارية لبرنامج المساعدة الغذائية، الذي قدر بمبلغ 50 مليون دولار. اضافة الى التركيز على الحرب في اوكرانيا وعلى اخطار اخرى في المنطقة، من بينها الحرب في اليمن والازمة في السودان، فانهم في اسرائيل يلاحظون "الانهاك في بعض الدول الاوروبية من ضخ الاموال للساحة الفلسطينية، والانتقاد للدول العربية التي قلصت معظمها في الفترة الاخيرة بشكل كبير الدعم للفلسطينيين".
الخوف الاساسي في جهاز الامن هو أن الصعوبات المالية لبرنامج الامم المتحدة ستؤدي في نهاية المطاف الى التدهور الامني على خلفية اشتداد الضائقة الاقتصادية في القطاع. مع ذلك، هناك في اسرائيل من يعتبرون ذلك فرصة في الازمة، التي يمكن أن تؤدي الى تغيير نماذج الدعم الدولية للفلسطينيين. "الاونروا" وبرنامج المساعدة الغذائية العالمية تعتبر في اسرائيل كمن تعطي الفلسطينيين "السمك بدلا من الصنارة"، وتساعد بشكل غير مباشر على تخليد الفقر والأزمة الاقتصادية بدلا من تقديم حلول في التشغيل.