الغد- هآرتس
بقلم: أسرة التحرير 7/5/2025
للقرار الذي اتخذ في الكابينت هذا الأسبوع بتوسيع القتال في غزة يوجد معنى واضح: قرار واعٍ للتخلي عن المخطوفين، لتعميق الكارثة الإنسانية التي توقعها إسرائيل على مليوني مواطن عديمي الحماية، على أمل عابث في أنه يمكن أن تجرى لهم "إعادة تموضع" – أي ترحيل إجرامي – ولطمس النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني عن وجه الأرض. الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو فقدت السيطرة وهي تجر دولة كاملة إلى الضياع.
لن يكون هنا أي "حسم"، باستثناء الحسم الذاتي. لا تحرير مخطوفين بل موت بطيء، بعذابات الجوع، وحدهم في الانفاق. لقد أوضح كبار رجالات جهاز الأمن لأعضاء الكابنت بأن المقاتلين الذين يحتجزون المخطوفين قد يفرون من مناطق القتال ويتركوا المخطوفين في الأنفاق بلا ماء وغذاء ليموتوا وحدهم جوعا. حكومة إسرائيل تعرف هذا، ومع ذلك اختارت هذا الطريق. حتى العائلات التي ينعكس قلقها في كل كتاب، مظاهرة ومقابلة صحفية لا تنجح في اختراق الحرب التهكمية والمصلحية لأعضاء الكابنت.
على قطاع غزة يفرض حصار مطلق منذ شهرين، وعليه فإن الأطفال هناك يموتون بسوء التغذية. هذا الواقع يسعى الكابنت إلى تفاقمه. حسب الخطة، فإن كل السكان المدنيين سيتم إخلاؤهم إلى محور موراغ وحشرهم في منطقة مساحتها أقل من ربع مساحة القطاع – وهناك أيضا بانتظارهم الجوع، المرض وانعدام المساعدات.
وكل هذا لماذا؟ من أجل بقاء سياسي لحكومة منقطعة عن الواقع جعلت الحرب وصفة لحماية الائتلاف. نتنياهو، الذي في الماضي لم ينسحب إلا بضغط مباشر من رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، يواصل الاندفاع مع متزمتي عظمة يهودية والصهيونية الدينية نحو هذيانات الترحيل، الاستيطان والحكم العسكري. وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قال هذا صراحة: "نحن نحتل كي نبقى. لم يعد هناك دخول وخروج بعد اليوم".
اذا ما قرر ترامب الا يتدخل والا يدفع قدما بصفقة حول زيارته إلى دول الخليج الأسبوع القادم، وحققت إسرائيل مبتغاها في القطاع، فإن الثمن سيكون باهظا: فضلا عن المخطوفين الذين بالتأكيد سيموتون، ومزيد من الجنود سيسقطون، ومزيد من العائلات ستنهار تحت العبء (توسيع الحملة يستوجب تجنيدا واسعا لبضع فرق احتياط) وسيقتل آلاف آخرون من السكان الغزيين، كثيرون منهم نساء وأطفال. هذا إلى جانب انهيار الشرعية الدولية لإسرائيل، التي على أي حال وصلت إلى أسفل الدرك.
على إسرائيل أن تعمل العكس بالضبط. ان تدخل فورا إلى القطاع مساعدات إنسانية على نطاق واسع يضع حدا للجوع لوقف قتل المدنيين وإنهاء هذه الحرب عديمة الجدوى. ان تدفع قدما حقا بصفقة شاملة في اطارها ينسحب الجيش من القطاع مقابل إعادة المخطوفين. محظور أن تستمر رحلة الهدم والموت هذه.