Friday 9th of May 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Nov-2023

الفرح أصبح جريمة في إسرائيل

 الغد-هآرتس

بقلم: جدعون ليفي  26/11/2023
 
هذه كانت نهاية أسبوع صادمة، لم يكن أي أحد يستطيع أن يبقى غير مبال. صور العائدين، مسنات وأطفال، هي مثل ألف مسلسل تلفزيوني مع نهاية سعيدة. أن ترى اميليا (6 سنوات) وهي تبكي. وأن ترى اهود (9 سنوات) وترتعش. أن ترى حنه كتسير التي أعلن الجهاد الإسلامي عن موتها، ويافا هدار التي بقيت على قيد الحياة في سن الـ85، وأن تشعر في غصة في الحلق. حتى حقيقة أن وضع الجميع جيد هي حقيقة مفرحة لا مثيل لها. هكذا تبدو الفرحة الوطنية ممزوجة بالحزن والخوف والألم الذي تعيش فيه إسرائيل منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر). فقط نأمل أن يعودوا جميعهم.
 
 
إسرائيل بالفرحة المختلطة، وأيضا الفلسطينيين بالفرحة المختلطة. هل مسموح أن نفرح لفرحهم؟ لمن مسموح أصلا أن يفرح في هذه البلاد؟ شرطة المشاعر وضعت الحدود: محظور على الفلسطينيين الفرح. ممثلو شرطة إسرائيل قاموا بزيارة بيوت المحررين في شرقي القدس وحذروا السكان هناك من إظهار أي مظهر للفرح. لنا مسموح أن نفرح بعودة أبنائنا. أما هم فمحظور عليهم الفرح بعودة أبنائهم. ولكن الحظر لا ينتهي هنا. فمحظور علينا أيضا مشاهدة فرحهم.
في غداة عودة المخطوفين، أشرق الصبح على غزة. هذا كان هو الصباح الأول بعد 50 صباح متواصل لم تكن فيه السماء في غزة مغطاة بسحب الدخان والغبار بسبب الانفجارات. الناس هناك لم يهربوا طلبا للنجاة هنا وهناك وهم عاجزون أمام القنابل والصواريخ التي لا يعرف أي أحد متى ستسقط. الأطفال حتى الآن يبولون في الفراش من شدة الخوف (هذا إذا بقي لهم الآن فراش كهذا). لكن هل مسموح لنا الفرح في إسرائيل أيضا على ذلك؟.
على بعد ساعة سفر من المستشفيات التي كان فيها الفرح الوطني للم شمل العائلات، كانت مشاهد مشابهة في شرقي القدس والضفة الغربية، لكن الأب الذي لم يرى ابنته منذ ثماني سنوات التقى معها بالاحتضان الدامع. الأم ركضت بشكل هستيري نحو ابنتها التي كانت في السجن منذ سبع سنوات. أنا شاهدت أم ملك سلمان من بيت صفافا وهي تحتضن ابنتها وهي تبكي وتصرخ. ملك صرخت: "أمي، أمي". أنا شعرت بالفرح. هل هذه جريمة؟ هل هذا عيب نفسي؟ عيب أخلاقي؟.
39 امرأة وقاصر فلسطينية شقوا الطريق من السجن نحو عائلاتهم والحرية. بعضهم تمت إدانتهم بالطعن وحيازة سكين أو محاولة القتل.
 آخرون تمت إدانتهم برشق الحجارة أو تهمة بسيطة. لا أحد منهم بريء من جريمة مقاومة الاحتلال العنيفة. وكان مسموحا للدولة تقديمهم للمحاكمة ومعاقبتهم. ولكن هم أيضا من البشر. الأطفال هم بالتأكيد أطفال، حتى عندما يدور الحديث عن راشقي حجارة صغار حكم عليهم في إسرائيل بأحكام غير متزنة وبظروف قاسية أكثر بكثير من أبناء جيلهم اليهود. أنا فرحت لرؤيتهم وهم يتحررون. أنا أعرف أن هذا الأمر كان محظورا علي.
الآن هذه الأيام هي أيام تضج بالمشاعر. قطار الجبال يصعد ويهبط، ومسموح فيه أيضا أن نبقي مكانا صغيرا لفرح الفلسطينيين العاديين. الحرب، كما تقول الحكومة، هي فقط ضد حماس.