Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-May-2023

إمبراطورية ما بعد الإمبريالية: كيف تحول الحرب الأوكرانية أوروبا؟ (2-2)

 الغد- ‏ترجمة: علاء الدين أبو زينة

تيموثي غارتون آش*‏ - (فورين أفيرز) 18/5/2023
الاتحاد الأوروبي يتحول‏
‏تثير هذه الرؤية بعيد الأجل للاتحاد الأوروبي الموسع المرتبط بشراكة استراتيجية مع منظمة حلف شمال الأطلسي، على الفور، سؤالين كبيرين. ماذا عن روسيا؟ وكيف يمكن أن يكون هناك ‏‏اتحاد أوروبي‏‏ مستدام مكون من 36 دولة عضوا، ذاهب إلى أن يضم 40 دولة؟ من الصعب مناقشة السؤال الأول من دون معرفة كيف ستبدو روسيا ما بعد بوتين، لكن جزءا كبيرا من الإجابة سيعتمد على أي حال على البيئة الجيوسياسية الخارجية التي يكون قد تم إنشاؤها إلى الغرب والجنوب من روسيا. وتبدو هذه البيئة معرضة بشكل مباشر لأن يقوم بتشكيلها صناع السياسة الغربيون بطريقة لا يمثلها التطور الداخلي لروسيا متدهورة -وإنما التي تظل مسلحة نوويا.‏
 
‏من الناحية السياسية، ألقى شولتس أهم خطاب حول هذا الموضوع في براغ في آب (أغسطس) الماضي. وفي معرض تأكيده على التزامه الجديد بالتوسع الكبير للاتحاد الأوروبي شرقا -بما في ذلك منطقة غرب البلقان ومولدوفا وأوكرانيا، وعلى المدى الطويل، ‏‏جورجيا‏‏- أصر على أن هذه الجولة من التوسيع، كما كان الحال مع الجولات السابقة، ستتطلب المزيد من تعميق الاتحاد. وإلا فإن الاتحاد الأوروبي المؤلف من 36 دولة عضوا سيتوقف عن كونه مجتمعا سياسيا متماسكا وفعالا. وعلى وجه التحديد، دعا شولتس إلى المزيد من "تصويت الأغلبية المؤهلة"، وهو إجراء لصنع القرار في الاتحاد الأوروبي يتطلب موافقة 55 في المائة من الدول الأعضاء، والتي تمثل 65 في المائة على الأقل من سكان الكتلة. ومن شأن هذه العملية أن تضمن عدم قدرة دولة عضو واحدة، مثل المجر تحت زعامة فيكتور أوربان، على التهديد باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد جولة أخرى من العقوبات المفروضة على روسيا أو غير ذلك من التدابير التي تعتبرها أغلب الدول الأعضاء ضرورية. باختصار، ينبغي أن تكون السلطة المركزية للاتحاد الأوروبي أقوى للحفاظ على تماسك هذا المجتمع السياسي الكبير والمتنوع، على الرغم من وجود ضوابط وتوازنات ديمقراطية دائما، ومن دون هيمنة قومية واحدة.‏
من الواضح أن تحليل شولتس صحيح، وهو مهم بشكل مضاعف لأنه يأتي من زعيم القوة المركزية في أوروبا. ولكن، أليس هذا التصور في حد ذاته نسخة من الإمبراطورية؟، على أساس العضوية الطوعية والموافقة الديمقراطية. يجفل معظم الأوروبيين من مصطلح "الإمبراطورية"، معتبرين أنها شيء ينتمي إلى ماض مظلم، سيئ في جوهره، غير ديمقراطي وغير ليبرالي. والواقع أن أحد الأسباب التي جعلت الأوروبيين يتحدثون أكثر عن الإمبراطورية، مؤخرا، هو صعود حركات الاحتجاج التي تدعو القوى الاستعمارية الأوروبية السابقة إلى الاعتراف بالشرور التي ارتكبتها إمبراطورياتها الاستعمارية، والاعتذار والتعويض عنها. وهكذا، يفضل الأوروبيون لغة التكامل، أو الاتحاد، أو الحكم متعدد المستويات. في ‏‏كتابه "الطريق إلى عدم الحرية‏‏" The Road to Unfreedom، يصف مؤرخ جامعة ييل، تيموثي سنايدر Timothy Snyder، المنافسة بين الاتحاد الأوروبي ‏‏وروسيا تحت زعامة بوتين‏‏ بأنها "التكامل أو الإمبراطورية". لكن كلمة "التكامل" تصف عملية وليس حالة نهائية. ويشبه التعارض بين المفهومين إلى حد ما الحديث عن "السفر بالقطار مقابل المدينة"؛ حيث وسيلة النقل لا تصف الوجهة.‏
من الواضح أنه إذا كان المرء يعني بـ"الإمبراطورية" السيطرة المباشرة على أراضي الآخرين من قبل دولة استعمارية واحدة، فإن الاتحاد الأوروبي ليس إمبراطورية. ولكن، كما جادل مؤرخ آخر في جامعة ييل، آرني ويستاد Arne Westad، فإن هذا تعريف ضيق للغاية للكلمة. إذا كانت إحدى السمات المميزة للإمبراطورية هي سلطة، وقانون، وقوة فوق وطنية، فإن الاتحاد الأوروبي لديه بالفعل بعض الخصائص المهمة للإمبراطورية. والواقع أن القانون الأوروبي في العديد من مجالات السياسة له الأسبقية على القانون الوطني، وهو ما يثير غضب البريطانيين المتشككين في أوروبا. وفيما يتعلق بالتجارة، يتفاوض الاتحاد الأوروبي نيابة عن جميع الدول الأعضاء. وقد وثقت الباحثة القانونية أنو برادفورد Anu Bradford  الامتداد العالمي لـ"السلطة التنظيمية الأحادية" للاتحاد الأوروبي في كل شيء، من معايير المنتجات وخصوصية البيانات وخطاب الكراهية عبر الإنترنت، إلى صحة المستهلك وسلامته وحماية البيئة. ولكتابها عنوان فرعي كاشف، ولو بلمسة من القطعية، "‏‏كيف يحكم الاتحاد الأوروبي العالم"‏‏.‏
‏وإضافة إلى ذلك، كانت الإمبراطورية الرومانية المقدسة، أطول الإمبراطوريات عمرا في التاريخ الأوروبي، في حد ذاتها مثالاً على نظام حكم معقد متعدد المستويات، مع عدم وجود أمة أو دولة واحدة مهيمنة. وقام بإجراء المقارنة مع الإمبراطورية الرومانية المقدسة بالفعل في العام 2006 العالم السياسي يان زيلونكا Jan Zielonka، الذي استكشف "نموذج عصور وسطى جديد" لوصف الاتحاد الأوروبي الموسع.‏
‏يأتي دعم التفكير في الاتحاد الأوروبي بهذه الطريقة من مصدر وثيق الصلة بشكل خاص. فقد وصف دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني، الاتحاد الأوروبي، بأنه "أول محاولة على الإطلاق لبناء إمبراطورية ليبرالية"، مقارنا ذلك بمحاولة بوتين استعادة الإمبراطورية الاستعمارية الروسية عن طريق الغزو العسكري. وعندما تحدثت أنا وهو في وزارة الخارجية الأوكرانية المحمية بكثافة بمتاريس أكياس الرمل في كييف في شباط (فبراير)، أوضح أن السمة الرئيسية للإمبراطورية الليبرالية هي الحفاظ على تماسك دول وجماعات عرقية مختلفة للغاية "ليس بالقوة، بل بسيادة القانون". ومن وجهة نظر كييف، هناك حاجة إلى وجود إمبراطورية ليبرالية ديمقراطية لهزيمة إمبراطورية غير ليبرالية ومعادية للديمقراطية.‏
ترتبط العديد من العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف أيضا بالتاريخ الإمبريالي لأوروبا. وقد جادلت عالمة السياسة الألمانية غويندولين ساسي Gwendolyn Sasse بأن ‏‏ألمانيا‏‏ يجب أن "تنهي استعمار" نظرتها إلى أوروبا الشرقية. وهذه نسخة غير عادية من إنهاء الاستعمار. عندما يتحدث الناس عن حاجة المملكة المتحدة أو فرنسا إلى إنهاء استعمار نظرتهم إلى إفريقيا، فإنهم يقصدون أن هذه البلدان يجب أن تتوقف عن رؤيتها (بوعي أو بغير وعي) من خلال عدسة تاريخها الاستعماري السابق. لكن ما تقترحه ساسي هو أن ألمانيا، مع افتتانها التاريخي الطويل بروسيا، تحتاج إلى التوقف عن رؤية دول مثل أوكرانيا ومولدوفا من خلال العدسة الاستعمارية لأحد آخر: عدسة روسيا.‏
كما أن الموروثات الإمبريالية وذكريات القوى الاستعمارية الأوروبية الغربية السابقة تعيق العمل الجماعي الأوروبي بطرق أخرى. وتشكل المملكة المتحدة مثالا واضحا على ذلك. كان لخروجها من الاتحاد الأوروبي العديد من الأسباب، ولكن من بينها كان الهوس بالسيادة القانونية الصارمة التي تعود إلى قانون العام 1532 الذي سن انفصال الملك هنري الثامن عن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، مدعيا بطريقة موحية بأن "مملكة إنجلترا هذه إمبراطورية". وقد تم استخدام كلمة "إمبراطورية" هنا بمعنى أقدم، بمعنى السلطة السيادية العليا. كما لعبت ذكرى الإمبراطورية البريطانية خلف البحار "التي لم تغرب عنها الشمس أبدا" دورا في الاعتقاد الخاطئ بأن المملكة المتحدة ستكون على ما يرام مع قطع الشوط بمفردها. وكتب بوريس جونسون، الزعيم الأكثر نفوذا في حملة المغادرة، في الفترة التي سبقت استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في العام 2016:‏ "لقد اعتدنا أن ندير أكبر إمبراطورية شهدها العالم على الإطلاق، ومع عدد سكان محليين أقل بكثير وجهاز خدمة مدنية صغير نسبيا. فهل نحن حقا غير قادرين على عقد صفقات تجارية؟". وفي الحالة الفرنسية، تترجم ذكريات العظمة الإمبريالية الماضية إلى فكرة مشوهة مختلفة: ليس رفض الاتحاد الأوروبي، وإنما الميل إلى التعامل مع أوروبا كفرنسا مكبَّرة.
‏ثم هناك تصور أوروبا في الأماكن التي كانت ذات يوم مستعمرات أوروبية أو، مثل الصين، عانت من التأثير السلبي للإمبريالية الأوروبية. في الصين، يعلمون تلاميذ المدارس الصينية التأمل في، والاستياء من "قرن من الإذلال" على أيدي الإمبرياليين الغربيين. وفي الوقت نفسه، يشير الرئيس ‏‏شي جين بينغ‏‏ بفخر إلى الاستمراريات، من إمبراطوريات الصين الحضارية السابقة إلى "الحلم الصيني" الحالي بالنهضة الوطنية.‏
إذا كانت أوروبا تريد أن تعرض قضيتها بطريقة أكثر فعالية لبلدان ما بعد الاستعمار الرئيسية، مثل الهند وجنوب أفريقيا، فعليها أن تكون هي نفسها أكثر وعيا بهذا الماضي الاستعماري. (قد يكون من المفيد أيضا الإشارة إلى أن عددا كبيرا ومتزايدا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في أوروبا الشرقية كانت هي الأخرى أهدافا للاستعمار الأوروبي، وليس من بين مرتكبيه). عندما يهرول القادة الأوروبيون متجولين حول العالم اليوم، ويقدمون الاتحاد الأوروبي على أنه تجسيد سامٍ لقيم ما بعد الاستعمار، الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام والكرامة الإنسانية، فإنهم غالبا ما يبدون وكأنهم نسوا تاريخ أوروبا الاستعماري الطويل والحديث -لكن بقية العالم لم تنس. وهو أحد الأسباب التي جعلت دول ما بعد الاستعمار مثل الهند وجنوب أفريقيا لا تقف مع الغرب بشأن الحرب في أوكرانيا. ويظهر استطلاع للرأي أجري في أواخر العام 2022 وأوائل العام 2023 في الصين والهند وتركيا لصالح الـ"مجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" -بالشراكة مع مشروع "بحث أوروبا في عالم متغير" بجامعة أكسفورد، الذي شاركتُ في إدارته- مدى بعد الناس هناك عن فهم ما يحدث في أوكرانيا كنضال من أجل الاستقلال ضد حرب تخوضها روسيا لمحاولة إعادة الاستعمار.‏
إمبراطوريات متداخلة‏
إضافة إلى ذلك، ثمة حقيقة أن أوروبا، كما أوضحت الحرب في أوكرانيا مرة أخرى، ما تزال تعتمد في أمنها في نهاية المطاف على الولايات المتحدة. غالبا ما يتحدث ماكرون وشولتس عن الحاجة إلى "السيادة الأوروبية"، ولكن عندما يتعلق الأمر بالدعم العسكري لأوكرانيا، لم يكن شولتس مستعدا لإرسال إحدى فئات الأسلحة الرئيسية (مركبات القتال المدرعة والدبابات) ما لم تفعل الولايات المتحدة ذلك أيضا. وهذه نسخة غريبة من السيادة. من المؤكد أن الحرب حفزت التفكير الأوروبي والعمل الأوروبي في مجال الدفاع. وقد أدخل شولتس إلى اللغة الإنجليزية كلمة ألمانية جديدة، ‏‏Zeitenwende‏‏ (التي تعني تقريبا، نقطة تحول تاريخية)، والتزم بزيادة مستدامة في الإنفاق الدفاعي والاستعداد العسكري الألمانيين. ولن يكون أخذ ألمانيا للبعد العسكري للقوة على محمل الجد مرة أخرى حقيقة صغيرة في التاريخ الأوروبي الحديث.‏
‏كما تخطط بولندا لبناء أكبر جيش داخل الاتحاد الأوروبي، وستكون لأوكرانيا منتصرة أكبر قوات مسلحة وأكثرها صلابة في القتال في أوروبا -فيما عدا روسيا. ولدى الاتحاد الأوروبي "مرفق السلام الأوروبي"، الذي أنفق خلال السنة الأولى من الحرب في أوكرانيا نحو 3.8 مليار دولار للمشاركة في تمويل إمدادات الأسلحة من الدول الأعضاء إلى أوكرانيا. وتقترح رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الآن أن يطلب "مرفق السلام الأوروبي" مباشرة الذخيرة والأسلحة لأوكرانيا، وقارنت ذلك بشراء الاتحاد الأوروبي اللقاحات خلال جائحة "كوفيد- 19". وهكذا، تكون لدى الاتحاد الأوروبي أيضا بدايات متواضعة للبعد العسكري الذي ينتمي تقليديا إلى القوة الإمبريالية. وإذا حدث كل هذا، يجب أن تنمو الركيزة الأوروبية للتحالف عبر الأطلسي بشكل ملحوظ، وبالتالي سيكون من المحتمل أيضا تحرير المزيد من الموارد العسكرية الأميركية لمواجهة التهديد القادم من الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ولكن من غير المرجح أن تتمكن أوروبا من الدفاع عن نفسها بمفردها ضد أي تهديد خارجي كبير.‏
‏على الرغم من أن الهوية التأسيسية للولايات المتحدة هي هوية قوة مناهضة للاستعمار، فإن لديها في حلف شمال الأطلسي "إمبراطورية بالدعوة"، على حد تعبير المؤرخ غير لوندستاد Geir Lundestad. وفي شرح لاستخدامه كلمة "إمبراطورية"، يقتبس لوندستاد أطروحة مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، زبيغنيو بريجنسكي، القائلة إن "الإمبراطورية" يمكن أن تكون مصطلحا وصفيا وليس معياريا. فهذه الإمبراطورية الأميركية المناهضة للإمبريالية هي أكثر هيمنة من الإمبراطورية الأوروبية، ولكنها أقل هيمنة مما كانت عليه في الماضي. وكما أظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرارا، وشولتس أيضا على طريقته الخاصة، لا يمكن للولايات المتحدة ببساطة أن تقول للدول الأعضاء الأخرى في الناتو ما يجب عليهم فعله. وبالتالي، لدى هذا التحالف أيضا ادعاء موثوق بأنه إمبراطورية بالتوافُق.‏
‏يمكن للمرء أن يدفع بلغة الإمبراطورية شوطا بعيدا جدا. تكشف مقارنة الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي بالإمبراطوريات السابقة عن اختلافات مثيرة للاهتمام بقدر ما هي أوجه التشابه. من الناحية السياسية، لن يقدم الاتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة نفسيهما على أنهما إمبراطوريات، ولن يكون من الحكمة أن تفعلا. ومع ذلك، من الناحية التحليلية، يجدر تأمل حقيقة أنه في حين شهد القرن العشرون انتقال معظم أوروبا من إمبراطوريات إلى دول، فإن عالم القرن الحادي والعشرين ما تزال فيه إمبراطوريات -ويحتاج إلى نشوء أنواع جديدة من الإمبراطوريات للوقوف في وجهها. وسوف تعتمد قدرة أوروبا على إنشاء إمبراطورية ليبرالية قوية بالقدر الكافي للدفاع عن مصالح وقيم الأوروبيين، كما هو الحال دائمًا في تاريخ البشرية، على الظروف، والحظ، والإرادة الجماعية والزعامة الفردية.‏
هنا إذن يكمن الاحتمال المفاجئ الذي تكشف عنه الحرب في أوكرانيا: الاتحاد الأوروبي كإمبراطورية ما بعد إمبريالية، في شراكة استراتيجية مع إمبراطورية ما بعد إمبريالية أميركية، لمنع عودة إمبراطورية روسية متدهورة، وضبط إمبراطورية صينية صاعدة.‏
 
*تيموثي غارتون آش Timothy Garton Ash: أستاذ الدراسات الأوروبية في جامعة أكسفورد وزميل أول في معهد هوفر في جامعة ستانفورد. يعتمد هذا المقال على التحليل الوارد في كتابه القادم "‏‏الأوطان: تاريخ شخصي لأوروبا "Homelands: A Personal History of Europe‏‏ (مطبعة جامعة ييل، 2023).‏