Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-May-2020

الشاعر عبد الرزاق الربيعي: الحراك الثقافي لا يمكن الحجر عليه

 الدستور– عمر أبو الهيجاء

شهر رمضان الكريم له إيقاعه المختلف عن بقية شهور السنة، فهو شهر التصالح مع النفس والآخرين، شهر تتجلى فيه الروح بتأملاتها بعظمة الخالق، شهر يأخذنا إلى تنقية الروح وغسل الأرواح من الذنوب ومراجعة الذات، لرمضان عند كافة الناس طقوس خاصة يمارسونها بأشكال مختلفة، وخاصة الكتاب والأدباء لهم طقوس ربما تختلف عن غيرهم في رمضان، وفي الشهر الكريم هذا العام الذي يأتي في ظروف قاسية من خلال جائحة كورونا التي عصفت بالبشرية جمعاء.
 
«الدستور» في «شرفة المبدعين» تلتقي كل يوم مع مبدع أردني أو عربي وتسأله عن طقوسه الإبداعية في رمضان، وإيقاع هذا الشهر الفضيل بالنسبة له، والعادات والتقاليد عند المبدعين العرب في بلدانهم، في هذه الشرفة نلتقي مع الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي .. فكانت هذه الرؤى والإجابات.
 
* ماذا عن طقوسك التي تمارسها كمبدع في شهر رمضان؟
 
- اعتدت في شهر رمضان السهر؛ إذ تبقى لليالي رمضان نكهة خاصّة، تعيدني إلى ليالي رمضان في بغداد، وجلسات المقاهي، إلى ساعة متأخّرة من الليل، ومسامرات الأصدقاء، والطفولة البعيدة، والألعاب الشعبيّة ومنها «لعبة المحيبس» أمّا اليوم، فهذه كلّها أصبحت ذكريات أتلذّذ باستعادتها مع نفسي، وأبقى ساهرا، مع صفاء الليل، وسكونه، من دون أن أفتح جهاز التلفاز الذي هجرت مشاهدته في السنوات الأخيرة إلّا اضطرارا، وبإلحاح من أصدقاء لمشاهدة برنامج ثقافي، وغالبا ما أتناول السحور بعد الواحدة ليلا، وأنام بحدود الثالثة، لأصحو للصلاة ثم أواصل نومي، في أيام العمل انهض في الثامنة صباحا لأكون في المكتب في التاسعة، وأخرج منه في الثانية بعد الظهر، أقرأ، حتى اتعب وأستمتع بقيلولة، ثم أنهض لأقرأ، وقبل الإفطار بساعة أخرج لأزاول رياضة المشي، ولا أعود إلا بعد سماع صوت المؤذن، بعد الإفطار والصلاة، أتفرّغ للكتابة، فاكتب مقالا او أشتغل على نص مسرحي، او نص شعري
 
* هل هو فرصة للتأمل.. أم القراءة ام الكتابة؟
 
- أميل خلال شهر رمضان، في كلّ عام، إلى الخلوة مع النفس، وإنجاز المشاريع التي تحتاج إلى مراجعة، وصبر، وتدقيق، إذ اعتدت التوقف عن السفر خلال الشهر الفضيل، والإقلال من الخروج من البيت؛ لأن الأنشطة الثقافية والفنية، والاجتماعية تكون شبه متوقّفة، كذلك تتوقف زيارات الضيوف من خارج السلطنة، وبذلك أستطيع أن أقول إن الوقت يصبح ملكي أديره حسب ما أرغب، في القراءة والكتابة، وقد اعتدت الكتابة للمسرح في رمضان؛ لأنها تحتاج إلى تركيز، وهذا لا يتوفر إلا في رمضان، أما عن متابعتي للأعمال الدرامية، فكما ذكرت توقّفت في السنوات الأخيرة عن مشاهدة التلفزيون، وإذا أحببت مشاهدة برنامج معين، أو مسلسل ما، فإنني أستعين باليوتيوب
 
* ما المميز في رمضان عن بقية الشهور عندك؟
 
- أهم ما يميز رمضان أن الكل يعرف برامج الكلّ، وانشغالاته، لذا يمنح مساحة للخصوصيّة الاجتماعية، فيعود المرء إلى أسرته، ومحيطه الاجتماعي الضيّق، وتكثر الروحانيات، وتهدأ حركة الحياة الأفقيّة، لصالح الحركة العموديّة التي تتّصل بالعلاقة مع الخالق، والكون
 
* ما رؤيتك للجانب الثقافي لاسيما مع كورونا؟
 
- على عكس التوقعات، فالحجر الصحّي في البيوت، وملازمتها نشّط الجانب الثقافي، والفني أكثر من خلال البث المباشر من البيوت (أون لاين)، وصرت في كلّ يوم أتلقّى دعوة للمشاركة في ندوة، او حلقة عمل، او أمسية شعريّة، لأن الحراك الثقافي لا يمكن الحجر عليه، لأنه فعل تفكير، ووعي، وقراءة، وهذه يمكن القيام بها من أيّ مكان، وليس بالضرورة أن تكون خارج البيت!
 
* هل هناك حقول معرفية تفضل فيها القراءة في رمضان؟
 
- لا أميل في شهر رمضان إلى قراءة الكتب الثقيلة التي تحتاج إلى جهد عقلي، بل أجدني أميل أكثر إلى مراجعة دواوين الشعر العربي القديم، والتمتّع بالأوابد، وقراءة كتب المختارات الشعرية، والملخّصات.