Monday 27th of January 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Jan-2025

المستوطنون إرهابيون عنيفون

 الغد-هآرتس

أيهود أولمرت  26/1/2025
 
للحظة حبست الأنفاس وساد الصمت في أرجاء البلاد. هذا كان عندما شاهدنا النساء الثلاث يمشين وسط صخب وضجيج مقاتلي حماس في غزة، في الطريق إلى سيارة الصليب الأحمر التي نقلتهن إلى بيوتهن.
 
بعد أشهر من الانتظار، الخوف إزاء الرفض غير الإنساني لرئيس الحكومة من أجل التوصل إلى الاتفاق، الذي كان محتملا، لتحرير المخطوفين، وبدرجة كبيرة بفضل الرئيس الأميركي الجديد – القديم، توصلنا إلى الاتفاق. أنا لا أتذكر منذ سنوات كثيرة أنه كان حدث مثل هذا القلق والتوقع وعدم الصبر والأمل، مثل الساعات التي انتظرنا فيها إلى أن توقف النفس في نهاية المطاف، والمخطوفات الثلاثة ظهرن وسببن لنا الانفعال العميق الذي أملناه جدا.
هذه اللحظة كانت قصيرة وانتهت. الجولة المقبلة من المخطوفين العائدين. القلق الكبير على مصيرهم والخوف من فقدانهم والفرح بإنقاذ حتى لو عدد قليل منهم، يخلق على الفور الشعور المتجدد بالتضامن في المجتمع الإسرائيلي. ولكن هذا ليس دقيقا. بين إنقاذ مخطوفة وأخرى خلال الحوار المتواصل في جميع قنوات الإعلام وفي الشبكات الاجتماعية حول الشعور الرائع للراحة والرضا، يواصل محاربو المستوطنين في الضفة الغربية التنكيل والاعتداء والإحراق والضرب وتدمير ممتلكات الفلسطينيين الذين يعيشون هنا، والمس بهم أيضا.
في الأسابيع الأخيرة الكثير من الشباب، على الأغلب ملثمين أو يرتدون أقنعة تستهدف طمس هويتهم، انقضوا على قرى في الضفة الغربية وعملوا بالروح الكهانية الآخذة في الانتشار في أوساط أجزاء واسعة في المجتمع الإسرائيلي. هم يخرجون من أجل المس بالسكان الفلسطينيين، الذين ليس لديهم أي مكان يهربون إليه، أو وسائل للدفاع عن أنفسهم، أو شرطة وحرس حدود وجيش لحمايتهم.
النضال ضد هذا الإرهاب هو مهمة رئيسية للجيش، الشرطة والشاباك. هذا النضال سيستمر لفترة طويلة، ونحن سنضطر مرة أخرى إلى مواجهة عمليات كثيرة ستكون مقرونة بفقدان إسرائيليين لحياتهم في أرجاء الضفة الغربية.
أيضا اتفاق السلام مع السلطة الفلسطينية، الذي لا يلوح في هذه الأثناء في الأفق السياسي لدينا، لن يقضي على (الفعل المقاوم) الفلسطيني في فترة قصيرة. المرارة التي تراكمت في أوساط ملايين الفلسطينيين خلال عشرات سنين الاحتلال الإسرائيلي للمناطق، لن تتلاشى بين عشية وضحاها، وحتى ليس في سنة. هذه ستكون عملية طويلة، مؤلمة ومعقدة، وسنضطر إلى تعلم مواجهتها واستيعابها وإحباط تهديدها.
لكن لم يعد أمامنا خيار التسامح مع الإرهاب اليهودي العنيف الذي ينتشر في أرجاء الضفة الغربية. في الأشهر الاخيرة أصبح الشباب في أوساط المستوطنين وكثير من البالغين أيضا، أشخاصا يرتكبون المذابح وليس لهم كابح. هم ينقضون على الفلسطينيين الذين يوجدون قرب المستوطنات التي نفذت قربها عمليات (مقاومون)، ويدمرون ممتلكاتهم ويحرقون بيوتهم وحقولهم. لا توجد أي طريقة لطمس هذه الظاهرة، وهي آخذة في الاتساع والتهدد باشتعال نار الانتفاضة الثالثة في أرجاء البلاد.
في الوقت الذي نواجه فيه الحاجة إلى إنهاء الحرب في غزة، واستكمال إعادة جميع المخطوفين الأحياء ودفن الذين ماتوا، تحدث في المناطق التي توجد تحت سيطرتنا العسكرية والأمنية المطلقة أعمال فتك مثيرة للاشمئزاز كجزء من جهد استراتيجي واع للجهات التي تنفذه لتوسيع الحرب التي نغرق في ألمها منذ 15 شهرا أيضا إلى داخل قرى ومدن الضفة الغربية، من أجل أن يؤدي ذلك إلى إخلاء هذه المناطق من السكان وتمهيد الأرض للضم الكامل لدولة إسرائيل. لا يوجد خيار أمام شخص يحترم نفسه لتجاهل هذه الظاهرة وطمس تأثيرها وأخطارها والتهديد الذي تشكله على طابع وقيم المجتمع الإسرائيلي.
للأسف، حكومة إسرائيل تتصرف وكأن هذه الأمور لا تحدث أبدا. في الحقيقة ايتمار بن غفير، الذي تمت إدانته بدعم الإرهاب مرات عدة، وشجع شبيبة التلال على مواصلة النشاطات التي يرافقها العنف الشديد كجزء من روتين حياتهم، لم يعد الآن عضوا في الحكومة، لكن روحه، وقيمه وكراهيته، ما تزال تملي سلوك الجهات الحكومية في مناطق الضفة الغربية. هكذا نشأ بالفعل مجال واسع ومريح للجهات الإرهابية اليهودية، للعمل من دون خوف من جهات تنفيذ القانون.
في السنة الأخيرة كانت هناك أحداث عدة، أشعلت الجمهور في إسرائيل لفترة قصيرة، مثل التقارير عن اقتحام سجن سديه تيمان من قبل المستوطنين والقاعدة العسكرية في "بيت ليد"، واستخدام العنف ضد الجنود وخرق كل قواعد الانضباط الأساسية التي كانت متبعة في إسرائيل منذ عشرات السنين عندما يدور الحديث عن منشآت عسكرية. من بين العشرات الذين اعتقلوا لبضعة أيام تم تقديمه للمحاكمة؟ ضد من اتخذت وسائل قانونية مشددة مثلما يقتضي الأمر من العنف القاسي الذي ميز هذه الأحداث؟.
في السنة الأخيرة أيضا، جاء المئات من معتمري القبعات من المناطق، أحيانا يرافقهم أعضاء كنيست ووزراء في الحكومة، ومنعوا قوافل الشاحنات التي كانت تنقل التموين الإنساني إلى القطاع. يمكن، بل مسموح، التعبير عن الرأي ضد هذا التموين. هذه المواقف عبر عنها عدد غير قليل في إطار الخطاب العام في وسائل الإعلام الحرة في الدولة. ولكن المستوطنين الذين وصلوا إلى كرم أبو سالم والمعابر في غزة، اتبعوا أساليب عنيفة لخرق قرارات الحكومة وسلوك قوات الأمن. منهم من تم اعتقاله؟ ومن تم تقديمه للمحاكمة؟ من دفع الثمن بسبب هذه الخروقات العنيفة للقانون الإسرائيلي؟.
في هذه الأحداث ليس فقط لم يتم اتخاذ خطوات، كما هو مطلوب، بل إن شرطة إسرائيل، بإلهام من رئيسها لفترة قصيرة، وقفت جانبا وشاهدت هذا الخرق للقانون والمس المادي بالشاحنات التي نقلت المواد الغذائية للمحتاجين إليها وشاهدت تدمير هذا التموين ولم تتدخل. هي لم تحاول منع تدمير المواد الغذائية وكأنها فرع للإرهاب اليهودي الذي عمل من دون إزعاج. في الفترة الأخيرة، في أعقاب أحداث الإرهاب القاسية في منطقة قرية الفندق التي توجد في منطقة افرايم، خرج المستوطنون في حملة انتقام في القرية. فقد مسوا بالممتلكات والبيوت والسكان والمنطقة، وكل ذلك من أجل زرع الخوف والذهول في أوساط الناس الذين يعيشون هناك.
يمكن الافتراض بأن هذه الحالة، مثل عدد كبير من الأحداث في الضفة الغربية وأعمال شغب الإرهاب اليهودي، بما في ذلك التي انتهت بقتل أبرياء، ستبقى من دون رد مناسب من قبل قوات الأمن لدينا. المشاغبون اليهود لن يتم اعتقالهم، والمذنبون لن يتم إيجادهم، ومن يؤيدون الإرهاب اليهودي ويدافعون عنه، يمكنهم الإعلان بغطرسة أن هؤلاء أقلية صغيرة جدا من الشباب غير المنضبطين.
هذا ليس هو الوضع. الحديث لا يدور عن أقلية صغيرة، أو عن شباب غير منضبطين، بل الحديث يدور عن إرهابيين عنيفين يعملون في مجموعات كبيرة ومنظمة. الحديث لا يدور عن أقلية هامشية، بل عن مجتمع كبير من المشاغبين الذين يملكون السلاح الذي كما يبدو في حالات كثيرة، تم تزويدهم به بصورة غير قانونية، كجزء من توزيع السلاح للوزير بن غفير. هؤلاء الشباب يعملون في مناخ يحتضنهم ويدعمهم، من قبل عدد غير قليل من السكان البالغين الذين يوجدون في الأراضي الفلسطينية.
أنا أعرف أن ما أكتبه سيغضب من أشير اليهم. هم سيستخدمون الأدوات التي يخلقها المناخ العام في أسرائيل الآن، من أجل محاولة أسكاتي. ولكن أنا لا توجد لدي أي أمكانية للصمت، لأن جزءا من مناخ العنف والكراهية والأرهاب يمكن، أن ينزلق أيضا إلى وحدات الجيش. لا يمكن عدم الحديث عن ذلك. وقد قلت سابقا في مناسبات عدة، وفي نقاشات علنية غير قليلة إن من يعتمرون القبعات المنسوجة هم الأكثر شجاعة وجرأة في أوساط الجنود. لا يوجد مثلهم. وليس صدفة أن الكثيرين في أوساط الذين سقطوا في الحرب هم من معتمري القبعات المنسوجة. مثل شوفال بن نتان، الذي قال فوق قبر شقيقه عند تأبينه كيف أنه قتل وأحرق ودمر الممتلكات والبيوت في غزة فقط كي يفرح أصدقاؤه. هناك أسباب للافتراض أن شوفال لم يكن وحده. حالات كثيرة للعنف القاسي والوحشي كشفت في هذه الحرب. جرائم كثيرة تم ارتكابها أثناء القتال على يدي الجنود والضباط، حتى ضباط كبار في وحدات النخبة المقاتلة لدينا.
تجاهل تحذير حول القصص عن القادة، بما في ذلك قادة الفرق الذين يسمحون لأنفسهم ببث روح التدمير من دون كبح في وضع مطلوب فيه ضبط النفس، ويقتضي الحذر من ارتكاب جرائم حرب، أمر يجب أن يقلقنا.
"شبيبة التلال"، هو لقب "أكل الدهر عليه وشرب". الحديث يدور عن شباب الأعمال الفظيعة، الذين يعملون في المناطق التي فيها دولة إسرائيل هي المسؤولة عن الأمن.
الفشل في منع شباب الفظائع ليس صدفة. هو يمثل سياسة تمثل دولة إسرائيل 2025. إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين في الضفة بصورة تظاهرية من قبل وزير الأمن، هو إشارة. من الواضح أنه يمكنهم الهياج لمعرفتهم أن جهاز الأمن الإسرائيلي يعطيهم الدعم والتغطية.
إذا لم نقم على الفور بوقف مظاهر العنف وعمليات الفتك هذه، فجميعنا سنكون مسؤولون عنها.