الراي-من الغريب ان توصف وزارة ما بأنها أقل حظّأ فذاك وصف تعودناه للافراد أو لبعض شرائح المجتمع من الضعفاء أو المهمشين، والأغرب أن بعض المسؤولين يطلقونه على وزاراتهم اذا ما بدت مخصصاتها في الميزانية اقل مما تستحق.. في نظرهم! وهو فهم سطحي خاطئ يدل على انهم لم يعجموا عود الدولة وسياساتها.. فلو تجاوزنا مثلا وزارة الزراعة التي ابتليت بسرعة تغيير وزرائها وتضاؤل نصيبها من الميزانية العامة بعد انشاء سلطة قناة الغور الشرقية حسب اتفاقية جونستون لتقسيم المياه في المنطقة وحتى ندرك ما وراء الأكمة علينا ان نتحدث عن وزارة أخرى وُصفت بالاقل حظاً هي «الصحة» التي تأخّر تاريخ ظهورها الرسمي حتى عام 1950 بعد ان كانت احدى مديريات وزارة الداخلية، وبدأت بميزانية ضعيفه، لذلك بقيت من دون اي مستشفى حقيقي حتى في العاصمة إلى ان تمكنت عام 1956 من تجهيز المستشفى الجراحي في الاشرفية لمواجهة حالة الطوارئ اثر العدوان الثلاثي على مصر! أما المستشفيات التي انشأتها بشق الأنفس على مدى العقود التالية فقد ضُم كثير منها لمؤسسات صحية اخرى كمستشفى الاميرة هيا (العقبة) ومستشفى عمان الكبير (الجامعة) ومستشفى الملك عبدالله المؤسس ومستشفى الامير زيد (الطفيلة) أو ليدار كمؤسسة مستقلة كمستشفى الامير حمزه في عمان!