Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Aug-2019

«الزول» يسرج الأمل..*رشيد حسن

 الدستور-اسمحوا لنا أن نتفاءل، فما حققه الشعب السوداني الشقيق، وعبر نضاله الموصول منذ الاستقلال والى اليوم، وخاصة في فترة حكم «الانقاذ» المقيتة «30 عاما»، يدعونا حقا الى التفاؤل. ويعيد الروح العربية الى الجسد العربي، بعد ما ذوت، وذبلت، ودخلت في غيبوبة تامة..

الشعب السوداني الشقيق..كل الشعب، تمرد على الظلم، على القهر والاستبداد، فخرجت جموعه المناضلة بالملايين، وعلى امتداد «8» اشهر، ..في المدن والارياف.. في العزب والنجوع... وفي كل الجغرافيا السودانية المعطاءة الطيبة، تطالب بالتغيير العميق، بالديمقراطية الحقيقية، وليس فقط برحيل جلاوزة «الانقاذ» وحسب.. بل بتشريع دستور ديمقراطي، يضع حدا لحكم العسكر، الذين ساهموا في نقل الفلاشا من اثيوبيا الى الكيان الصهيوني في عهد سيء الذكر «نميري»، الذي اعدم خيرة المناضلين السودانيين.. ويضع حدا لسياسة المحاور .. وحدا للقفز من خندق الى خندق، وحدا لدعم الجماعات المتطرفة الارهابية.. ولحالة العوز والفقر التي تضرب السودانيين.. رغم ان السودان الشقيق بمساحاته الشاسعة ، وانهاره الكثيرة، ومياهه الوفيرة، ومناخه المتنوع..قادر على ان يكون سلة العالم العربي الغذائية، وقادر على توفير الحبوب بكافة انواعها، وخاصة القمح، واللحوم الحمراء ل»400» مليون عربي جائع، يعيشون على النفايات القادمة من كل دول العالم، ما ادى الى انتشار الامراض العضال، وخاصة مرض السرطان..
نجاح الثورة الشعبية السودانية، يؤكد جملة حقائق ومعطيات ابرزها:
أن الشعوب العربية قادرة على كنس الدكتاتورية والاستبداد، وعلى كنس الفساد والمفسدين، وقادرة على اقامة انظمة ديمقراطية تستند فعلا على ارادة الشعوب العربية، شأنها شأن الدول الديقراطية في اوروبا واميركا اللاتينية واسيا وافريقيا.
ان فشل الاتتفاضات الشعبية فيما مضى، ليس دليلا على عدم جدية الشعوب، ولا على عدم توقها الى الحرية والانعتاق، بل يرجع بالاصل الى اسباب كثيرة في حينها، أهمها تجذر القمع في التربة العربية، واميركا التي لا تحبذ اقامة انظمة ديمقراطية حقيقية في الوطن العربي، لان اقامة هذه الانظمة يعني بالدرجة الاولى نهاية العدو الصهيوني، ويعني بالدرجة الثانية تحرير الثروات العربية وخاصة النفط من الهيمنة الغربية – الاميركية، ومن هيمنة الشركات الاميركية العملاقية العابرة للقارات، والتي اصبحت تحكم العالم من وراء الستار.
نجاح الثورة السودانية هو رسالة الى الشعوب العربية والاسلامية من جاكرتا وحتى طنجة، بان تنهض وتعود الى الحياة، تكسر الاغلال والاصفاد.. وتضع حدا للاستبداد، فيما بقية الشعوب ترزح تحت خط الفقر، وتحت خط الكرامة، وقد استقوت عليها بغاث الطير ودود الارض تنهش لحمها الحي... وما يجري في فلسطين المحتلة من تطهير عرقي فاشي ليس له مثيل، على يد العصابات الصهيونية، اكبر مثال على حالة الانهيار، التي وصل اليها العرب، لدرجة ان بعض الدول العربية تنكرت لمبادرة السلام العربية وهرولت الى «تل اببيب»، تضع يدها في يد الغاصب، في الوقت الذي تستبيح فيه العصابات الصهوني المقدسات الاسلامية والمسيحية، وترفض الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير المصير، وحقه في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وعاصمتها القدس العربية.
مبروك «للزول» السوداني وهم يسرجون قناديل الامل للامة كلها، ويبشرون بنهاية لليل عربي طويل.. وقد صدقت نبوءة شاعرهم الفذ، وهو يصدح مع الفجر الجميل :
أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باقي
المجد والخلود للشهداء الذين صنعوا ويصنعون فجر الامة.