Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Jul-2020

اللقاء في أرض المعركة..!!*رشيد حسن

 الدستور

الاتفاق المفاجىء.. وغير المتوقع بين فتح وحماس، على بلورة استراتجية نضالية للتصدي للعدوان الصهيوني الاثم المستمر على شعبنا، ولجم الضم والتوسع والتطهير العرقي والتهويد.. وحرب الابادة التواصلة من مئة عام وعامين..الخ، هو ما يمكن التعبير عنه:
 «باللقاء في ارض المعركة»..
وللتذكير فان ادبيات «فتح» طرحت مبكرا،وبعد انطلاق الرصاصة الاولى، هذا الشعار لتنحية الخلافات بين الفصائل والتتنظيمات الفلسطينية، ولقد أثبتت المقاومة المجيدة خلال السنوات الطويلة، من عمرها المديد، صحة وصوابية هذه الاستراتجية...وكانت معارك بيروت والانتفاضتين المجيدتين: انتفاضة الحجارة والاقصى.. خير مثال وخير تجسيد لهذه الاستراتجية.. فهي أفضل ما يجمع التنظيمات، ويبعدها عن الخلافات..وقد تولت قيادة جماعية مشتركة ادارة الانتفاضتين على مدى سنوات طويلة.. وقد جسدت هذه القيادة الوحدة الوطنية.. وحدة الدم الطاهر، الذي يتصدى لقطعان المستوطنين،.. يروي الارض الطاهرة.. فيزهر فتيانا شجعان.. مقاومين أمنوا بربهم، واصبحوا مثالا يقتدى به في التضحية والاستشهاد.. وهوية نضالية يحملها احرارالعالم، ولا تزال صورة فارس عودة.. واترابه الشهداء محتشدة في الذاكرة الفلسطينية، وتزين صدورالمنازل والبراكيات والمنتديات في الوطن والشتات.. وتحتل مساحات واسعة من واجهات جدار الفصل العنصري..
وحدة الميدان.. هي الوحدة الحقيقية.. وهي فوق كل الشعارات.. وأكبر من كل التنظيرات..
فسفينة الوطن على حد تعبير الرجوب والعاروري تغرق في بحر الضم والتوسع والتهويد.. ولن يكون بمقدور فلسطيني واحد النجاة من هذا الغرق.. من الموت الصهيوني البشع، الذي كرس ويكرس لقتل اكبر عدد من ابناء الشعب الفلسطيني لزرع اليأس والاحباط..!!
ومن هنا..فالواجب الوطني المقدس.. والدرس الاول لانقاذ الوطن..وانقاذ سفينة الوطن، هو الذي دفع التنظيمين الكبيرين «فتح وحماس» للالتقاء، والاتفاق على « استراتجية وطنية للمقاومة الشعبية « لانقاذ السفينة من مخططات الارهابي نتنياهو قبل ان تغرق.. والاتفاق على ترك الخلافات حول قيادة السفينة جانبا، الى حين انقاذ الوطن ووصول السفينة لبرالامان.. وبعد ذلك لكل حادث حديث..
الم تتحد كافة الاحزاب الفيتناميىة في جبهة واحدة لطرد الاميركيين الغزاة..وكذلك فعلت كافة الاحزاب الجزائرية انصهرت في جبهة التحرير لتحرير الوطن، وطرد المستعمر الفرنسي..
نجزم ان هذا الاتفاق هو الرد الحاسم والمؤثر والموجع على العدوان الصهيوني،وعلى مخططات الارهابي «نتنياهو» لضم الضفة الغربية، واعتبار فلسطين كلها من البحر الى النهر الوطن القومي لليهود.
 وقبل ان نختم هذا المقال نشير الى حقيتين وهما:
 الاولى: ان هذا الانجاز فلسطيني –فلسطيني بامتياز، كما يؤكد الطرفان، بدون تدخل عربي او اقليمي او دولي، وهو ما ترجم الى اتفاق سريع.. فاجأ الجميع.
الثانية : ان قوى عربية واقليمية ودولية ستعمل كل جهدها لافشال الاتفاق وخاصة العدو الصهيوني واميركا والمطبعين، مستعينة بالمتاسرلين، ما يفرض على الطرفين الالتحام بالهم الفلسطيني والخروج من دوائر الضغظ العربية، والمحاور العربية.. والتصدي بشجاعة للمؤمرات الكثيرة.. واولها مؤامرة التشكيك بنجاح الاتفاق وقد بدأت سمومها تغطي الافق منذ الان.
باختصار... الطرفان فتح وحماس امام امتحان وجودي.. امتحان ارادة..
 فهل ينقذان السفينة، ام يغرقان ويغرقا السفينة-لا سمح الله-
وليعلما ان الشعب الفلسطيني لن يغفر...ولن يسامح..