الغد-هآرتس
بقلم: نوعا لنداو 18/12/2024
منذ إعلان وزير العدل، ياريف لفين، عن الاستئناف الرسمي للانقلاب النظامي (خلافا لادعائه)، فإن الانقلاب لم يتوقف أبدا. فقد سمع من أجزاء في المعارضة ادعاء بأن الانقلاب هو الذي تسبب بالمذبحة في 7 تشرين الأول (أكتوبر). يئير لبيد قال ردا على إعلان لفين: "في المرة السابقة، الانقلاب النظامي كلف الدولة 1800 قتيل و100 مخطوف، ما يزالون محتجزين في غزة، و11 ألف مصاب في الجيش الإسرائيلي. هذا ما يحدث عندما تقوم الحكومة بإضعاف الدولة من الداخل".
كما هي العادة في المعسكر المعارض لنتنياهو -ليس دائما لسياسته- فإن النوايا حسنة، التنفيذ إشكالي. من بين الإخفاقات الكثيرة جدا التي تسببت بالكارثة، يختارون إظهار "الشرخ الداخلي" كعامل رئيسي، فإنهم ينضمون بالفعل إلى رواية نتنياهو الذي يعمل منذ سنة على الإقناع بأن هذا الشرخ هو، وبحق، السبب في الهجوم. حسب الرواية البيبية، التي تشمل نظريات مؤامرة كاذبة وصادمة، فطرف نتنياهو يقول إن الاحتجاج ضد الانقلاب هو الذي تسبب بالمذبحة. والمعارضة تقول كل ما حدث كان بسبب انقلابكم النظامي. الطرفان متفقان على أن العامل الأساسي لهجوم حماس هو ضعف المناعة الاجتماعية التي هددت بالتأثير على المناعة العسكرية.
صحيح أنه توجد دلائل تربط بين قرار حماس حول توقيت الهجوم وبين عدم الاستقرار السائد في إسرائيل. ولكن الصلة تتعلق بقضية التوقيت وليس السبب. هل في المستقبل سيكتب المؤرخون بأن حماس هاجمت إسرائيل بسبب نية تنفيذ فيها انقلاب نظامي، أم أنهم سيشيرون إلى ذلك كفصل استثنائي وصادم بشكل خاص في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني المتواصل؟ هل حماس لم تطمح دائما إلى تدمير إسرائيل وتدربت على خطتها لفترة طويلة؟ وإذا لم تكن الحكومة قد دفعت قدما بالانقلاب، فهل حماس كانت ستجلس إلى الأبد بهدوء في غزة وتقوم بإحصاء الأموال القطرية؟ هل الانقلاب هو الذي تسبب بالاستخفاف بعيد المدى بتأمين الحدود؟
التركيز على موضوع التوقيت ودمجه بالعامل، يخدم مستويين يوجد لهما إخفاقات كثيرة يجب التكفير عنها، المستوى السياسي والمستوى الأمني. وهو يخدم نتنياهو من خلال إخفاء كل إخفاقاته السياسية الخطيرة خلال أكثر من عقد وجوده في الحكم.