Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Jul-2020

ملاحظات على هامش غداء عمل سعودي أردني*بلال حسن التل

 الراي

يواصل السفير السعودي في عمان نايف بن بندر السديري إضافة خطوط جمالية للصورة المشرفة التي يرسمها للدبلوماسية السعودية منذ وصوله إلى الأردن، والقائمة على التواضع والتواصل، وكان آخر نشاطات السفير التي تصب في تعزيز هذه الصورة غداء العمل الحاشد الذي إقامة يوم الخميس الماضي لمناقشة الفرص المتاحة التي يمكن الاستفادة منها نتيجة لمشاركة الأردن في قمة مجموعة العشرين، التي ستعقد في تشرين ثاني القادم في السعودية والتي سيكون الأردن ضيف شرف بدعوة من خادم الحرمين الشريفين تقديرا لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ورغم أن السفير قدم تلخيصاً لما تم إنجازه حتى الآن وخاصة أثناء جائحة كورونا إلا أن بعض الحضور من الأردنيين خرج عن أهداف الدعوة، عندما أغرته شهوة الميكرفون ليجلد الأردن، وهو الأمر الذي صححه السفير بلباقة ولطف، عندما أشاد بالمبادرات الخلاقة التي يقدمها المسؤولون الأردنيون أثناء مشاركتهم في المحافل الخارجية، وكأنما أراد أن يقول لهم انظروا إلى الجزء الممتلىء من كأس وطنكم الذي نراه نحن فلماذا تنكرونه أنتم؟ بالإضافة إلى أن سعادته أراد بدبلوماسية راقية أن يلفت نظرهم، إلى أنه ليس هذه هو المكان لاستعراض عضلات اللسان، وتسجيل الأهداف في مرمى الحكومة الأردنية، وهذه أول الملاحظات التي أسجلها على هامش اللقاء، وخلاصتها دبلوماسية راقية من سفير ذكي، في مقابلها إخفاق بعضهم في حسن أختيار المرمى لتسجيل الأهداف.
 
كذلك أخطاء معظم المتحدثين عندما أضاع الوقت بالمجاملات، ولم يذهب إلى مناقشة القضايا المرسلة مع الدعوة، وهي ملخصات للاجتماعات التي عقدت تمهيدا لقمة مجموعة العشرين، والتي تغطي كل جوانب الاقتصاد، بما في ذلك تأثيرات جائحة كورونا، كما لم يذهب الحضور إلى مناقشة العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها من خلال مقترحات عملية محددة، باستثناء قضية واحدة مهمة تم طرحها وهي إمكانية مساهمة السعودية الشقيقة في الحد من خطر البطالة الذي يهدد الأردن، وهنا يمكن تسجيل الملاحظة الثانية وهي قدرة بعض الأردنيين على إضاعة الفرص الجادة وهدرها، ومنها تحويل لقاء سعادة السفير إلى ما يشبه المهرجان الخطابي، الملاحظة الثالثة التي نضعها فهي أنه تم هضم حق الصحفيين والكّتاب في الحديث، والمشاركة عندما استأثر الرسميون بالحديث.
 
ملاحظة أخيرة أضعها بين يدي سعادة السفير، خلاصتها أنه في ظل هذا الحديث عن التميز في العلاقات الأردنية السعوية باعتبارها علاقات استراتيجية بين شقيقين جارين، توجها خادم الحرمين الشريفين بدعوة الأردن ليكون ضيف شرف في قمة العشرين القادمة مما يتيح للأردن منبراً دولياً ليس لعرض مشكلاته وقضاياه أمام العالم، بل لعرض رؤيته لمستقبل هذا العالم، ولجعلها على جدول مناقشات هذا المحفل الدولي الهام، في ظل ذلك كله، وفي ظل القبول الذي يتمتع به السفير السديري، فإنه من المهم أن يمتد دفىء العلاقات الرسمية إلى العمل الشعبي لتحقيق المزيد من الدفء في علاقات البلدين والشعبين، اللذين تربطهما الكثير من العلاقات الإنسانية والثقافية والتاريخية وصولاً إلى تبادل المنافع كما حدث أثناء جائحة كورونا.