Saturday 11th of January 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Nov-2012

احترام الوقت .. المسؤولية منذ الصغر
السهر لساعات متأخرة، ومشاهدة التلفاز لأوقات طويلة، واللهو واللعب دون حسيب أو رقيب، كلها مؤثرات تخلق عادات سلبية على الأبناء ولعل أبرزها «الكسلوالخمول»
الذي يصيب أجسادهم وأذهانهم لاسيما مع معاناتهم كل صباح بالإستيقاظ و الذهاب للدوام المدرسي، الأمر الذي يتطلب من أرباب الأسر تعزيز قيمة الوقت لدى الأبناء منذ الصغر و»تعويدهم» على نظام تقسيم الساعات اليومية حسب جداول زمنية بما يتناسب مع مراحلهم العمرية، فعلى الرغم من ضرورة منح قسط من الراحة والترفيه للأطفال إلا أنه من الأولويات التربوية أيضاً تعليم الاطفال احترام الوقت وأهميته من خلال انهاء الواجبات والفروض المدرسية في أوقات معينة
 
وتحديد ساعات للنوم تلافياً للعشوائية واللامبالاة في مسار حياتهم اليومية، واداركاً لهم لقيمة الوقت مستقبلاً بإعتباره من «الذهب».
 
وعليه يرى تربويون وعلماء اجتماع أن تقدير قيمة الوقت هو دليل تطور المجتمعات وتحضرها معتبرين أنها عنصر من عناصر الحداثة، مؤكدين أن عملية تسارع التطور التكنولوجي والثورة المعرفية التي أصابت المجتمعات لها علاقة مع احترام الفرد للوقت بإعتباره جزءاً من منظومة التطور العلمي والتكنولوجي، فتعليم الاجيال القادمة وأبنائنا لهذه القيمة تعكس لهم مهارات بعملية تنظيم الوقت مستقبلاً وكيفية توزيع المهام والواجبات اليومية وأدائها بعيداً عن العشوائية والمبالاة التي تخلق الكسل والخمول للأبناء، فالوقت نعمة وذلك مصداقاً لقول النبي عليه الصلاة السلام في الحديث النبوي الشريف «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».
 
 
 
التحفيز دافع.
 
مازن إسماعيل موظف قطاع عام، بين أن تربية الأبناء ليست بالأمر السهل وتحتاج لجهدٍ وصبرٍ طويل معهم حتى تقطف الثمار، مؤكداً أهمية تعزيز قيمة الوقت وغرسه في الأطفال منذ الصغر، لافتاً إلى أن هنالك بعض الممارسات البسيطة والتي توائم أعمارهم مثل تسجيل البرنامج المدرسي على أوراق ملونة بالغرفة للتذكير بالواجبات المدرسية، علاوة على تحفيزه للأبناء وتشجعيه عند إنهاء ما هو مطلوب منهم في الأوقات المحددة، ومحاسبتهم وتوبيخهم عند تأخرهم في أياً من الأعمال أو الواجبات المدرسية أو المنزلية المختلفة، موضحاً أن تحديد جداول زمنية للأطفال مع افساح مجال للعب واللهو يخلق لديهم الحرص على قيمة الوقت.
 
 
 
الدوري الإسباني سبب.
 
واشتكت ميسون عبدالكريم موظفة قطاع خاص، من بعض الصفات السلبية كالكسل والخمول التي بدأت تظهر على أبنائها خلال أيقاظهم للمدرسة صباحاً، مضيفةً أن متابعة مباريات كرة القدم «للدوري الإسباني» ومتابعة اساطير كرة القدم «ميسي و رونالدو» جعلتهم يسهرون حتى ساعات متأخرة لحضور مبارياتهم التي تنتهي عند منتصف الليل، الأمر الذي يجعلها تصطدم معهم بإستمرار وتتناقش معهم حول سلبيات السهر وآثاره على البدن وقلة ساعات النوم ومدى انعكاسه على المستوى الذهني والدارسي لهم، مؤكدة أنه على الرغم من ارتفاع أصوات الحناجر إلا أنه على حد قولها «لا حياة لمن تنادي».
 
 
 
انعكاس على الشخصية.
 
سناء حسين ربة منزل، قالت أنها اعتادت على تربية ابنها عمر ذو 9 أعوام وتعويده على النوم باكراً خلال الدوام المدرسي بهدف تقسيم الساعات اليومية بناء على الواجبات المدرسية المطلوبة منه، علاوة على تحديد مواعيد اللعب او مشاهدة التلفاز حتى يأتي وقت النوم التي حددته له عند الساعة التاسعة ليلاً، مؤكدة أن تعليم الاطفال الصغار لاسيما في أولى مراحله العمرية احترام قيمة الوقت ينعكس على شخصيتهم ويضفي عليهم قيمة ايجابية مستقبلاً تتمثل بتقدير الوقت واحترامه في جميع المواعيد والمناسبات المختلفة.
 
 
 
الحزم والشدة مطلوبة.
 
الطالب الجامعي وسام حمدان، أكد أن احترام الوقت هو انعكاس على سعادة الفرد أو «تعاسته» على حد قوله، فالإنسان الذي اعتاد على تنظيم مواعيده وبرنامجه اليومي بناء على المهام والواجبات المطلوبة تخلق منه إنساناً منظماً وقادراً على تحمل مسؤولياته في مختلف مناحي الحياة، مبيناً أن والداه قاموا بغرس قيمة احترام الوقت وتقديره من خلال توزيع الساعات اليومية عليه بناءً على الواجبات المطلوبة، مؤكداً أن الحزم والشدة من قبل أبويه كان له الأثر الإيجابي في كثير من الاحيان على شخصيته، لافتاُ إلى ان تفكير الاطفال في بداية عمرهم يرتكز على اللعب واللهو والترفيه أكثر من الاهتمام بالدراسة أو النوم مبكراً.
 
 
 
احترام الوقت دليل التطور.
 
استاذ المناهج والتدريس في جامعة عمان العربية الدكتور عودة عبد الجواد ابوسنينة قال: ان الوقت و احترامه من قيم الحداثة ودليل تقدم وتطور للفرد والمجتمع، وهذا يتفق مع التقدم العلمي والتكنولوجي وعصر التفجر المعرفي واذا اردنا اللحاق بالعصر علينا احترام الوقت و يرتبط الوقت بطبيعة المجتمع اذا كان المجتمع زراعيا فليس له وقت محددا للزراعة والحصاد اى ليس له حدود فاصلة كما في المجتمعات الصناعية الذي نحتاج الى وقت محدد للدوام والانصراف اما مجتمعات الادارة والاعمال فالوقت ثمين جداً، ومحسوب وله ثمن كبير يدفعه رب العمل سواء في البيع والشراء اذن طبيعة المجتمعات تتحكم بقيمة الوقت.
 
«الوقت من ذهب».
 

و طالب ابوسنينة الاباء والامهات نمذجة سلوك احترام الوقت في اعداد الطعام وتقديمه، واذا اردنا الذهاب الى مشوار فيكون بساعة محددة والالتزام بالوقت حتى ننقله الى ابنائنا ونحرص على عدم تأخيره عن المدرسة، مبيناً أنه عندما يدخل الطفل المدرسة نعمل على تنمية احترام الوقت من خلال التزامه بالدوام وبدء الحصة وانتهائها وبرمجة الانشطة ووقت الاستراحة والانصراف من المدرسة والقدوم حتى يصبح الوقت والساعة مرافقة له دوماً، مضيفاً أنه وفي البيت يجب برمجة انشطته اليومية والاسبوعية حتى يعرف قيمة الوقت، وعن العطل الرسمية ومدى انعكاسها على تغيير مواعيد النوم وزيادة الكسل والخمول لدى الأبناء بين أبوسنينة ان العطلة ستكون مختلفة ومبرمجة بشكل مسبق ومعروف كل الاعمال التي سيقوم بها .