Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Mar-2023

كتاب جديد يتأمل «علاقات الأردن الخارجية في عهد حكومات سمير الرفاعي 1944- 1963م»

 الدستور-نضال برقان

انطلاقًا من أهداف كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية بإجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالأردن منذ نشأة الإمارة وحتى الوقت الحالي، والإسهام في نشر المعرفة عن تطور الأردن الحضاري والتاريخي منذ تأسيس الإمارة، وعلاقاته مع دول الجوار ومع القوى العالمية، ودراسة حياة الرواد والساسة والأعلام الأردنيين وأثرهم في بناء الدولة الأردنية، ودور الأردن السياسي والإقليمي، والمساهمة في بحث وتحليل التراث الفكري والسياسي للقادة السياسيين، وأثرهم في التنمية والتحديث في الأردن. من هنا جاء إصدار هذه الدراسة التاريخية السياسية الهامة من إصدارات الكرسي عن علاقات الأردن الخارجية في عهد حكومات سمير الرفاعي 1944- 1963م نظرًا لخصوبة هذه الفترة التاريخية بالدراسة والبحث. وقد قام على تأليف هذا العمل نخبة من الباحثين كل من: الدكتور عودة الشرعة والدكتور إيهاب زاهر والأستاذ محمد بني عيسى والأستاذة هلا الردايدة ومن تحرير وإشراف شاغل الكرسي الأستاذ الدكتور محمد محمود العناقرة.
تتناول هذه الدراسة علاقات الأردن الخارجية في عهد حكومات سمير الرفاعي بين عامي 1944- 1963م وهي فترة تعد من أهم المحطات التاريخية التي مرت بها العلاقات الخارجية للأردن على المستوى العربي والدولي، وما من شك أنها كانت ذات أثر كبير على العلاقات الأردنية – العربية، والأردنية – الدولية لاحقًا, فقد نهجت المملكة الأردنية نهجاً يتناغم مع التطورات الحاصلة في العلاقات الدولية, وعليه كان الهدف من وراء البحث في هذه الفترة هو معرفة طبيعة العلاقات التي تربط الأردن بالدول العربية، مع الإشارة إلى أن المنطقة العربية كانت على الدوام ميداناً للتيارات السياسية والفكرية، ومسرحاً للمنافسة بين الأقطاب الدولية المتعددة. وتناولت الدراسة أيضًا موضوعًا هامًا في تاريخ الدولة الأردنية تمثل في العلاقات الأردنية مع دول الجوار: سوريا ولبنان والعراق وفلسطين ومصر، وعلاقاتها الخارجية مع بريطانيا خلال عهد حكومات سمير الرفاعي.
وسعت الدراسة لإبراز طبيعة العلاقات الأردنية مع الدول العربية في مختلف القضايا والمستجدات الدولية، وإبراز جهود حكومة سمير الرفاعي في هذه القضايا في اللقاءات والمؤتمرات والاجتماعات، وكذلك إبراز صورة العلاقات الأردنية البريطانية ونقاط التقارب والاختلاف والموقف من القضية الفلسطينية، وكيفية التعامل معها.
وقد قسم الكتاب إلى أربعة فصول، حيث جاء الفصل الأول بعنوان العلاقات الأردنية العربية: سوريا، لبنان، العراق في عهد حكومات سمير الرفاعي، وتناول الملامح التاريخية لمنطقة بلاد الشام، والتحولات السياسية التي شهدتها المنطقة من قيام الحرب العالمية الأولى 1914-1918م، وإعلان الثورة العربية الكبرى 1916م، وصولاً لتأسيس الإمارة، والمعاهدة الأردنية – البريطانية عام1928م، وعلاقات الأردن مع سوريا ولبنان، والعراق.
وتناول الفصل الثاني الموسوم بـ العلاقات الأردنية البريطانية في ظل حكومات سمير الرفاعي 1944- 1963م، بدايات التدخل البريطاني في المنطقة.
أما الفصل الثالث فقد تناول علاقات الأردن مع فلسطين خلال عهد حكومات سمير الرفاعي 1944- 1963م، ومواقف الأردن السياسية تجاه فلسطين، والاهتمام بقضية فلسطين في فكر الملك المؤسس عبد الله الأول.
أما الفصل الرابع والأخير الموسوم بـ العلاقات الأردنية – المصرية في عهد حكومات سمير الرفاعي فقد تناول المباحثات الأردنية المصرية حول مشروع سوريا الكبرى، والوحدة السورية، وموقف مصر منها، واللقاءات والمباحثات الأردنية مع المسؤولين المصريين في القاهرة، والجهود المشتركة بين البلدين في مواجهة الخطر الصهيوني.
وفي تقديمه للكتاب أكد الأستاذ الدكتور إسلام مسّاد رئيس الجامعة ورئيس مجلس إدارة الكرسي إلى قيام الدولة الأردنية على مبادئ الثورة العربية الكبرى فهي حاملة رسالة الثورة التي أطلقها الشريف الحسين بن علي آملًا بتحقيق حرية العرب واستقلالهم، وقد وجه الهاشميون بقيادتهم الحكيمة سياسة الأردن وعلاقاته الخارجية مع الدول المجاورة نحو تحقيق التضامن العربي والدفاع عن قضايا الأمة العربية، فالأردن جزء لا يتجزأ من الأمة العربية يرى ان من واجبه المحافظة على العلاقات الأخوية مع جميع الدول العربية.
بدوره أشار شاغل كرسي سمير الرفاعي الأستاذ الدكتور محمد العناقرة المشرف على الدراسة إلى أهمية إصدار هذه الدراسة التاريخية السياسية قائلًا: يأتي هذا الكتاب ليتناول جانبًا هامًا من المحطات المضيئة لدولة رئيس الوزراء سمير طالب الرفاعي، بمشاركة فريق من الباحثين المختصين والبارعين في الكتابة التاريخية، حيث يطلعنا الكتاب على علاقات الأردن الخارجية على المستوى العربي والإقليمي والدولي، ويقدم صورة مشرقة عن الرعيل الأول من رجال الأردن الأوفياء ممن رافقوا الملك عبد الله الأول منذ تأسيسه الإمارة الأردنية، ومن بعده الملك طلال ونجله الملك الحسين – طيب الله ثراهم- إنه حديث عن رجال كان عطاؤهم موصولاً، وعن رجال كان العمل العام بالنسبة إليهم هدفاً سامياً، خدمةً للوطن وللأمة لا لتحقيق منافع خاصة، وإن قراءة سيرة هؤلاء الرجال إنما هو بعث لقيم وأخلاق حميدة كانت عنوان تعامل رجال الأردن الكبار، ومن هؤلاء دولة سمير طالب الرفاعي.