Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Oct-2022

لجنة القصة القصيرة برابطة الكتاب تحتفي بتجربة سليمان الأزرعي
الغد - عزيزة علي -
أقامت لجنة القصة القصيرة في رابطة الكتاب الأردنيين أول من أمس ندوة حوارية حول التجربة الإبداعية للدكتور سليمان الأزرعي، شارك فيها د. زياد أبو لبن، وأدارتها القاصة ناريمان إبو إسماعيل، وذلك في مقر الرابطة.
قال د. زياد أبولبن: “إن التجربة الإبداعية التي ظهرت متأخرة على منجزه النقدي لم تنفصل عن شخصية الناقد والقاص والروائي سليمان الأزرعي، فقد تشكل وعيه منذ السبعينيات، وهو على مقاعد الدراسة الجامعية في مرحلتها الأولى بجامعة دمشق، فاتخذ من اليسار خطاً أوصله إلى السجن، فالاشتراكية الشيوعية شغلت فكره وجزءاً كبيراً من إبداعه القصصي، وكذلك جزءاً مهم من نقده.
وأشار أبو لبن إلى أن الأزرعي انحاز إلى الفكر الماركسي وتمسك بثورية الفكر والثبات على المبدأ بعيداً عن المناصب التي تقلب في وظائفها، بدءاً من وزارة التربية والتعليم العام (1975- 1985) معلماً ومديراً إلى وزارة الثقافة في عدد من المواقع الإدارية والثقافية (1991 – 2004)، وهو المنتمي لحركات التحرر العالمي.
ورأى أبو لبن أن الحس القومي والدفاع عن قضايا أمته العربية تشكل في وجدانه، وأدرك في وعيه المبكر مناصرة الشعوب المضطهدة والمقموعة من قوى الاستعمار العالمي، وهذا ما نعثر عليه في قصص مجموعاته وفي روايتيه، بل وفي فكره، وما ينعكس على سلوكه ومكونه الاجتماعي. فقد عاش تجربة السجن العام 1985، ثم الملاحقة السياسية والعزل من عمله والفصل التعسفي سنوات الأحكام العرفية.
تحدث أبو لبن عن بداية مشوار الأزرعي مع الإبداع حيث بدأ بـ”ينشر قصصه إلى جانب دراساته ومقالاته النقدية في الصحف والمجلات قبل أن يصدر مجموعته الأولى “البابور”، وتضم ثماني قصص، تسرد حكاية البسطاء والفقراء في بيئة ريفية، وهي البيئة التي عاشها الكاتب”، مبينا أن الأزرعي يستكمل تجربته القصصية الواقعية بمجموعة “الذي قال آخّ أولاً”، وتضم المجموعة أربع عشرة قصة، وهي تعالج الواقع العربي سياسياً واجتماعياً.
وأشار أبو لبن إلى أن المجموعة الثالثة “القبيلة”، التي جاءت للأزرعي تعبر عن حالة الاشتباك التاريخي في فهم الصراع العربي الإسرائيلي، كما ينهل من تجربته في “السجن” التي دفع فيها ثمناً باهظاً من حياته، فيعود بالقارئ في بعض قصصه إلى مضارب البدو وحياة القرى بعيداً عن الصراع الطبقي في المجتمع.
كما تصور المجموعة القصصية “فالانتاين”، بحسب أبو لبن الصراع الطبقي، ونقد الطبقة البرجوازية، كما يصور حالة الفساد في المجتمع، بل يطال مؤسسات أكاديمية كما في قصة “س”، التي يدفع ثمنها أستاذ جامعي يرفض وساطة رئيس الجامعة لتغيير علامة أحد الطلاب، وما أظنّ “س” إلا سليمان الأزرعي نفسه، فيأتيه الرد من خلال ورقة دست إليه من تحت باب مكتبه “يؤسفني إبلاغكم بعدم الرغبة بتجديد عقدكم”.
فيما أخذت مجموعتة “جمار منتقاة”، اتجاه الفكاهة والسخرية سرداً لاذعاً لنقد الواقع بتمثلاته، وما قصص هذه المجموعة إلا استكمالاً لقصص مجموعاته السابقة، وتدور أحداثها في مضامين لا تختلف كثيراً عن سابقاتها، لكننا نجد انعطافة حادة في لغة السرد في مجموعته الرابعة “أممية”، التي تضم ست عشرة قصة، حيث يعود بنا في مضامين بعضها يعود إلى حياة القرية بأسلوب رشيق يجد فيه القارئ متعة القراءة، وعمق التجربة، وجماليات اللغة.
في نهاية الحفل تقدم الأزرعي بالشكر المشاركين في هذا الحفل ثم تحدث عن تجربته الأدبية والفكرية، قائلا: “أنا من جيل تجرع قصص الهزايم من 1948-1967، ثم تحدث عن أبرز المحطات الفكرية والثقافية والأدبي في حياته”، قائلا: “إن تجربتي في دمشق التي هي المحطة المعرفية الأهم وهي تلك الحاضن التي تعج بالثقافة والفكر والأدب والسياسية، وفيها تشكلت فكريا، مبينا أن تجربته في دمشق تعد أهم التجارب على كل الصعد وفيها تشكلت معرفيا، وفي دمشق نشر أول كتاباته، وفيها كتب الشعر، ثم توقف عنه، ثم توجه إلى النقد الذي استحوذ على كل نشطاتاته الأدبية واكتشف جماليات النصوص.