الراي - كامل إبراهيم -
شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، بهدم مساكن ومنشآت زراعية في عقربا جنوب نابلس. كما أغلقت قوات الاحتلال طريقا زراعيا في سهل بلدتي سبسطية وبرقة شمال غرب نابلس. هذا في ظل الاقتحامات والاعتقالات المستمرة في مدينة نابلس وقراها ومخيماتها.
وفي تصعيد خطير، من المقرر الثلاثاء عقد مؤتمر في الكنيست يستهدف ممارسة ضغوط من قبل عتاة المستوطنين المتطرفين المطالبين بإعادة احتلال الجزء الشرقي من مدينة نابلس - مقام يوسف دويكات- على مشارف مدينة نابلس – ومدخل مخيم بلاطة من الشرق.
ومن المقرر ان تعقد جلسة بين قادة جيش الاحتلال ووزراء اليمين المتطرف للضغط على المستويين السياسي والأمني لتحقيق هذا الهدف.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن تطورات طرأت على الصراع الذي يخوضه المستوطنون وكل من الوزيرين بن غفير وسموتريش من أجل الاحتلال الدائمة لـ«قبر يوسف» بزعم انه قبر النبي يوسف عليه السلام في مدينة نابلس، وذلك بعد ٢٥ عاماً من الانسحاب منه مع بدء الانتفاضة الثانية، إذ من المتوقع خلال شهر عرض قيادة المنطقة الوسطى رأياً من إعادة احتلال تلك الزاوية الصوفية التي يزعم المستوطنون انها «قبر يوسف».
ووفق الجيش والمستوى السياسي، أجرت اللجنة الفرعية لشؤون الضفة الغربية برئاسة عضو الكنيست تسفي سوخوت، المنبثقة عن لجنة الخارجية والأمن مؤخراً وللمرة الأولى مداولات تناولت فيها ما وصف بضرورة استعادة السيادة الإسرائيلية بصورة دائمة على القبر الذي يوجد في قلب نابلس. شارك في المداولات يوسي دغان الذي ينسق مع سوخوت في هذه القضية والمقدم لهط شيمش نائب رئيس الإدارة المدنية (عينه بتسلئيل سموتريتش وزير المالية والوزير في وزارة الأمن بهذا المنصب بهدف السيطرة على الإدارة المدنية/ الحكم العسكري) كممثل عن الهيئة الأمنية، ?قال ممثل قيادة المنطقة الوسطى في المداولات بأنه سيعرض رأياً في هذه القضية خلال ستة أسابيع.
وكانت أغلقت المداولات جراء بدء الحرب الإسرائيلية على إيران ثم تجددت بعد توقفها.
ويتطلع رؤساء المستوطنين من اليمين المتطرف إلى حسم هذه القضية بسرعة خوفاً من احتمالات اتخاذ بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة قراراً بالتوجه للانتخابات الأمر الذي يؤجل اتخاذ هذه الخطوة مرة أخرى. يشارك في مؤتمر إضافة لسوخوت ودغان وزراء، أعضاء كنيست، شخصيات عامة وأفراد عائلات قتلى جيش الاحتلال في المقام.
هذا واقتحم عشرات من المستوطنين «الحريديم» ليلة الخميس الماضي القبر بدون تنسيق أمني وخاضوا مواجهات مع عشرات الفلسطينيين تضمنت تبادل رشق بالحجارة وأصيب عدد منهم وتم اعتقال آخرين.
ووفق المستوى السياسي في مكتب نتنياهو: «سيترتب على هذه الخطوة في حال تنفيذها نتائج أمنية كبيرة، وذلك لأنها ستؤدي إلى استبدال وضع قائم منذ أكثر من عشرين عاماً ولا يوجد وضوح حول ما سيكون عليه رد الشارع الفلسطيني والسلطة الفلسطينية، كما لا يوجد وضوح حول ماهية الرد الأوروبي والأميركي.
قال سوخوت:» ليس من المعقول انتهاك إسرائيل لاتفاقات وقعت عليها، وتهمل هذا الموقع الهام جداً، يتوجب وجود تواجد يهودي دائم في قبر يوسف وذلك كجزء من سيادتنا على الضف، إبقاء الموقع بأيدي السلطة الفلسطينية هو مس مباشر بالأمن القومي لإسرائيل وبالقيم التي تأسست عليها».
وقال دغان: «أثبت السابع من أكتوبر أنه عندما نهرب من ((الإرهاب)) يستمر بمطاردتنا، لهذا يتوجب إعادة السيطرة على قبر يرسف، الأمر الذي سيؤدي إلى استتباب الأمن في نابلس وفي جميع دولة إسرائيل «على حد زعمه.
وذكرت القناة ١٣ أن عشرات المستوطنين قاموا بأعمال شغب ليلة الأحد /الاثنين بمدخل قاعدة لواء بنيامين احتجاجاً على الجيش وقائد كتيبة قوات الاحتياط ٧١١٤ العقيد (ج) الذي تصدى لعنف المستوطنين في نهاية الأسبوع الماضي. ورفع المستوطنون لافتات كتب عليها «قائد الكتيبة خائن»، «قائد الكتيبة للسجن».
وعلم أمس من الناطق بلسان الجيش أن المستوطنين أحرقوا وأتلفوا منشأة أمنية فيها منظومات تساعد بإفشال عمليات وحماية الأمن في منطقة لواء بنيامين.
وقال الناطق بلسان الجيش: «الجيش يستنكر كافة أعمال العنف ضد قوات الأمن ويتوقع من قوات الأمن استنفاذ السبل القانونية مع الإسرائيليين الذين يمسون بقوات الأمن التي تقوم بمهامهما بالحفاظ حمايتهم وتوفير الامن لهم في قلب الضفة الغربية ».
وهاجم يؤاف غالانت وزير الأمن السابق، إسرائيل كاتس نظيره الحالي ونشر تغريدة ورد فيها: «أعمال العنف الخطيرة التي يهاجم فيها متطرفون جنوداً ويتلفون منشأة أمنية، خطيرة على أمن الدولة، المشاغبون لا يمثلون الاستيطان، عدم معالجتهم يمس بالاستيطان ويهدد المستوطنين. يوجد ثمن لتفضيل الاعتبارات السياسية على الاعتبارات الأمنية».
واقتلع مستوطنون مسلحون أكثر من 150 شتلة زيتون في منطقة إغزيوة قرب قرية سوسيا بمسافر يطا جنوب الخليل، وذلك تحت حماية جنود الاحتلال.
وأوضح الناشط ضد الاستيطان، أسامة مخامرة، أن المستوطنين حطموا أيضًا السياج المحيط بالأرض التي تعود للمواطن محمد مخامرة.
كما نفذ مستوطنون أعمال حفريات في أراضي الفلسطينيين في خربة إخلال العدرة شرق واد الجوايا في مسافر يطا لتوسيع مستعمرة مجاورة. وقطعوا السياج المحيط بأرض عائلة سعيد العمور في خربة الركيز ورعوا مواشيهم في مزروعاته وأشجاره، فيما أعلنت سلطات الاحتلال المنطقة عسكرية مغلقة ومنعت المواطنين من الدخول لأراضيهم لمدة 24 ساعة.
وأفاد رئيس بلدية عقربا، صلاح جابر، أن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة ترافقها جرافتان وبدأت عمليات الهدم، مستهدفة ممتلكات السكان في إطار التضييق على أهالي البلدة.
في سياق متصل، هدمت قوات الاحتلال جدرانا استنادية وردمت بئر مياه في بلدة سلواد شرق رام الله.
وأوضح رئيس بلدية سلواد، رائد حامد، أن الهدم طال عددا من الآبار الاستنادية وبئرا تعود ملكيتها للمواطن عبد الكريم عبد اللطيف شحادة عياد، بهدف منع المواطنين من استصلاح أراضيهم الزراعية.
وأفاد رئيس بلدية سبسطية، محمد عازم، أن جرافة تابعة للجيش أغلقت الطريق الذي يؤدي إلى سهول قرية رامين شرق طولكرم، مما يعيق وصول المزارعين إلى أراضيهم.
وأسفرت اعتداءات المستوطنين في مسافر يطا، تحت حماية جيش الاحتلال، عن إصابة خمسة مواطنين بينهم نساء ومسنون.
كما أخطرت قوات الاحتلال الفلسطينيين بقرارات «وضع اليد» على أراضٍ زراعية ومنع استخدام أو الوصول إليها، بالإضافة إلى الاستيلاء على طرق تربط التجمعات القروية في مسافر يطا.
وسلمت سلطات الاحتلال مؤخرا قرارا بالاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي لشق طريق استيطاني جديد قرب مستوطنة «جرعات حنان»، التي أُقيمت قبل نحو أربع سنوات بشكل غير قانوني على أراضٍ تعود لعائلة حوشية.
كما وضع الاحتلال يده على طريق زراعي في منطقة الثعلة لربط مستوطنة «حافات ماعون» بالشارع الالتفافي 317، واستولى على مساحات من أراضي عائلة العريني.-