Tuesday 22nd of October 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Oct-2024

خدعة "النصر المطلق"

 الغد-معاريف

بقلم: افرايم غانور
21/10/2024
 
تصفية يحيى السنوار بعثت من جديد لدى مؤيدي الحكومة التي في ورديتها وقعت علينا كارثة 7 أكتوبر الدعوة لـ"النصر المطلق"، الدعوة التي يوجد فيها أكثر من أي شيء آخر إرضاء لنزعة الثأر. لولا مخطوفينا لكان مستبعدا أن ينضم الكثيرون في إسرائيل إلى الرغبة في المحاسبة، والثأر من الغزيين الذين إلى الأبد لن تنسى ولن تغتفر لهم المذبحة.
 
 
الدعوة لـ"النصر المطلق"، ليست فقط هاذية وغير واقعية. بل فيها تجاهل تام للمخطوفين الذين يذوون في أنفاق حماس والذين من دون إعادتهم لا يمكن لأي إنجاز أن يعتبر "نصرا مطلقا"، أصبحت دعوة تستهدف رفع الحكومة ورئيسها. دعوة معناها توجد هنا حكومة قوية ومصممة، لا تخضع للضغوط. يوجد هنا رئيس وزراء تجاهل الضغوط، المحللين والجنرالات المتقاعدين ممن دعوا إلى التنازلات وبقي مصمما على ألا ينفذ "صفقات سائبة"، كما وصف هذا بعضا من شركائه ممن مارسوا عليه الضغوط على طول الطريق.
إن مؤيدي "النصر المطلق"، يمجدون طريق نتنياهو في أنه بفضل عناده على الدخول إلى رفح نجحنا في تصفية السنوار. وهذا بخلاف الحقيقة التي شاعت في حينه في وسائل الإعلام: الطلب القاطع من جانب غانتس وآيزنكوت في 15 شباط (فبراير) في موضوع السيطرة على خان يونس ورفح، الطلب الذي عارضه نتنياهو في حينه خوفا منه من توسيع ساحة الحرب.
أولئك الذين يكررون شعار "النصر المطلق" في أعقاب موجات النجاحات العسكرية، دخلوا في حالة نشوة مبالغ فيها ومنقطعة عن الواقع، تثبت أننا هنا لا نتعلم شيئا. نافذة الفرص التي فتحت مع تصفية السنوار في الوقت الذي باتت فيها أيدينا هي العليا تشكل فرصة تحول في الشرق الأوسط. فبدلا من تكرار "النصر المطلق"، كان على نتنياهو أن يعرض على الفور (وما يزال هذا غير متأخر) مبادرة لإعادة المخطوفين مقابل وقف الحرب في غزة. وهذا، إلى جانب الدعوة لكل من لديه اهتمام بما يجري في منطقتنا، بالعمل فورا على بلورة خطة لتمويل دولي لإعمار القطاع، بإقامة جهاز مدني من الدول العربية ليدير ويوفر الاحتياجات الأساسية فيه، والى جانب هذا يشرف على الحياة اليومية فيه. هذا الجهاز يشكل حكما مؤقتا حتى بلورة حكم دائم يدير غزة، المجردة من السلاح الهجومي.
بالتوازي، من المهم استغلال وضع حزب الله الصعب لاتفاق متجدد مع لبنان، على أساس قرار 1559، الذي فيه احترام لسيادة لبنان مع تفكيك الميليشيات العاملة فيه وعلى رأسها حزب الله بنزع سلاحها.
وعلى رأس هذا حان الوقت للعمل بتأييد أميركي ووضع طلب لا لبس فيه أمام إيران: المساعدة والتدخل الإيراني في المحاولات للمس بإسرائيل، الذي إذا لم يتم سيؤدي إلى ضربة للنووي الإيراني، للأماكن الاقتصادية في الدولة ولرموز الحكم فيها.
وما تزال، هجمات حزب الله في نهاية الأسبوع، دليلا على المسافة الشاسعة عن وهم "النصر المطلق". فهذه الهجمات، بتشجيع إيراني، تشير إلى أننا بعيدون عن إنهاء الحرب وأن إيران تواصل العمل على إدارة حرب استنزاف هدفها تقويض إسرائيل – ماديا، اقتصاديا واجتماعيا. محظور على إسرائيل أن تنجرف إلى مثل هذه الحرب التي هي جيدة للإيرانيين. يبدو ألا مفر، ولا سبيل لوقف الحرب من دون توجيه ضربة لـ"رأس الأفعى" الإيرانية. ضربة قاسية وأليمة لإيران وحدها فقط تصدح في كل الشرق الأوسط، ستؤدي إلى وقف الحرب والتغيير في المنطقة.