الراي-اللقاء الثلاثي والذي سيضم وزراء خارجية الأردن والعراق ومصر ليس لقاءً تشاورياً تقليدياً إنه لقاء يعبر عن مدى ومستوى تطور العلاقات البينية بين الدول الثلاث والتي تعتبر محوراً للوسطية والاعتدال والتي تتطابق في ما بينها بالجوهر والمضمون في معظم الملفات السياسية التي تتجاذبها القوى الدولية في المنطقة من أجل التنسيق والتشاور السياسي يعبر بجوهره عن مستوى التطورات والتعاون في المجال الاقتصادي والتنموي وهذا واضح تماماً من خلال الاتفاقات البينية بين الدول الثلاث وخاصة في الاتفاقات التي أبرمتها حكومتنا مع الجانب العراقي والتي حددت آليات تعاون استراتيجية تختلف كلياً عن سابقاتها من الاتفاقات، وكذلك هو الحال مع الشقيقة مصر وهذا التعاون والتنسيق والتكامل في المواقف بين الدول الثلاث أدى إلى آليات عمل دبلوماسية متكررة في مواجهة صعوبة الملفات السياسية المطروحة في المنطقة إن هذا التعاون الدبلوماسي يعكس في كل جوانبه حرص البلدان الثلاثة على تصحيح البوصلة في اتجاه دعم الدبلوماسية المعتدلة المرتكزة على قراءة دقيقة لموازين القوى وصناعة محور سياسي وسطي يكون مرجعية للوسطية والاعتدال السياسي يخاطب من خلالها المجتمعون القوى الدولية والإقليمية التي تبحث في تفاصيل الموقف الأردني والذي يعتبر وبإقرار وشهادات كل المراقبين بأنه الموقف الحقيقي العربي الوحيد القادر على وضع حد للصراعات في المنطقة والذي يتسم بديناميكية عالية من الوضوح والشمولية فالموقف المصري والعراقي والأردني من ملفات المنطقة ينطلق من أولوية المصالح العربية المشتركة وخاصة في الموقف من القضية الفلسطينية وعروبة القدس والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وهذا استهداف تتبناه الدول الثلاث بشكل واضح وشفاف بالرغم من بعض التباينات التكتيكية والتي لا تمس الجوهر من حين إلى آخر.