الراي - جمال عياد - ترى الفنانة لينا التل بأن جوهر مشروعها الشخصي يتمحور في إيصال الفنون للجميع، وبخاصة الأطفال في سن مبكر، بممارستهم للفنون الأدائية في المدارس؛ والمتمثلة في الدراما والمسرح، والموسيقى، والفنون الشعبية والرقص.
جاء ذلك في حوار « ابواب-الرأي» معها، الذي تناول تكريمها من زملائها الفنانين، في حفل إشهار فرقة رؤى المسرحية،و رؤيتها لعالم الطفل ضمن مشروعها الفني.
وتحدثت عن كيفية قيادة المؤسسات الثقافية والمجتمعية، و الحراك الفني المحلي، وكيف تنظر إلى الدعم الأجنبي إلى عبر أعمال مركز الفنون الأدائية.
*ماذا عنى لك تكريمك، من قبل زملائك الفنانين، حيث لم يأت من جهة خاصة أو رسمية، في حفل إشهار فرقة رؤى المسرحية، وبمناسبة الإحتفال باليوم العالمي للمسرح؟
- اعتبر هذا التكريم وساما فخريا اعتز به، وله مكانة خاصة في حياتي المهنية لأنه أعطي لي من قبل فنانين مبدعين لهم خبرة وعطاء متميزين في الحركة المسرحية والتلفزيونية المحلية، وأخص بالذكر زملائي الأعزاء الفنان زهير النوبانين والفنانة نادرة عمران، وجميع أعضاء فرقة رؤى الذين اتمنى لهم النجاح والمزيد من الإبداع في خدمة الأردن.
*ما هو مشروعك الفني؟
- جوهره الأساس أن تكون الفنون في متناول الجميع، وان يتعرض الأطفال في سن مبكر في المدارس لممارسة الفنون الأدائية والمتمثلة في؛ الدراما والمسرح، والموسيقى، والفنون الشعبية والرقص.
وكنا بدأنا في العام 1987، مع المؤسسة المعنية بأكبر عدد من الناس، ألا وهي وزارة التربية والتعليم، فتم عقد عدة دورات تدريبية، حول مفهوم الدراما في التربية والتعليم، للمعلمين والمعلمات من الصفوف من واحد وإلى عشرة، ة، نتج عنها اصدار أول دليل للمعلم حول كيفية استخدام الدراما في التربية والتعليم من الصفوف من واحد وحتى خمسة.
ومن ثم تلاها إصدار منهاج للفنون المسرحية، بحيث يدرس للطلبة ضمن محور الفنون، من صف واحد إلى عاشر، وقمنا بتشكيل الفريق الوطني للمسرح التفاعلي وأنتجنا العديد من المسرحيات التي كانت تعرض ولا تزال في مدارس المملكة في كافة المحافظات وفي البلديات.
كما وإننا قدمنا المعطى الأهم؛ ألا وهو طاقات جديدة للحراك الفني الأردني والعربي، كالمبدعة الضريرة روان بركات والتي انتجت أول قصص مسموعة على أقراص مدمجة للاطفال على مستوى عربي، كما وقدمت بركات دورات في الدراما الإبداعية محليا وعربيا من خلال مؤسستها (رنين)، أو الفنانة راكين السيلاوي والتي أكملت دراستها الجامعية في الفنون المسرحية في بريطانيا، ولا بد من التنويه إلى الحدث النوعي؛ من إضافة فن الباليه وفنون الرقص، إلى المركز الوطني للثقافة والفنون، بإشراف رانيا قمحاوي، 1996 وبإعتماد من الأكاديمية الملكية البريطانية للرقص. وأيضا افتتحنا دورات تدريبية محترفة للفنون المسرحية للأطفال والشباب، بالتعاون مع أرقى مؤسسات العالم وهو مركز كندي للفنون الأدائية، في واشنطن، وباعتماد من وزارة التربية والتعليم.
*عودة إلى مشروعك الشخصي كفنانة يلاحظ أن العمل الإداري قد طغى على خصوصيتك الفنية، ألا ترين أنك قد ظلمت هذا الجانب من شخصيتك، ولكن ألا يمكن المزواجة بين الأثنين لنرى أعمال لها بصمتك الخاصة عليها ك»مدينة السوسنة وبترا إن حكت وغيرهما من الاعمال؟
- انا سعيدة أنني في بدايات عملي المحترف أتيحت لي الفرصة أن أمثل في أعمال مسرحية وتلفزيونية متميزة مثل ألف حكاية وحكاية في سوق عكاظ من إخراج المغربي الطيب الصديقي، من إنتاج وبطولة نضال الأشقر ومجموعة من الممثلين العرب، ومسرحية بكرة إن شاء الله» من إخراج نديم صوالحة، وتمثيل داود جلاجل، ونبيل صوالحة، وعرضت في افتتاح المركز الثقافي الملكي في العام 1983‘ ومثلت في أول مسرحية في حقل افتتاح مهرجان جرش الأول في العام 1981، وهي «انتيغونا» من إخراج الإسكتلندي البروفسر إيان كرفرز، وذلك عندما أدارت مهرجان جرش جامعة اليرموك بإدارة الدكتور مازن العرموطي، وقدمت أعمال تلفزيونية، من «أهمها بير الطي والمناهل».
عندما تأسس المركز الوطني للثقافة والفنون في العام 1987، وفرت لي- الجهات المعنية- كل السبل لإنجاح هذا المشروع، وجدت أنه من واجبي ان أقوم بالعمل الفني والإداري لتحقيق ذلك وبخاصة انه لم يكن في الأردن أي مركز للفنون الأدائية، واعتقد أنني نجحت وبدعم من زملائي في العمل في اشباع رغبتي الفنية من خلال إخراج الأعمال المسرحية التفاعلية والغنائية، حيث كنت أحلم بأن أخرج عملا فنيا تاريخيا، وهذا ما حققته في العمل المسرحي الغنائي «بترا إن حكت»، والذي عملت مع زملائي على إنتاجه على مدار عامين، وأعتز وافتخر بمشاركة حوالي مئة فنان من الأردن في هذا العمل، ودعم من المؤسسات الوطنية. كما أعتز بمسرحية «الصعود الى الهاوية» والتي لا تزال تعرض لغاية الان في المهرجانات الدولية.
*ما هو طموحك المستقبلي والذي ترغبي بإخراجه مسرحيا أو فنيا؟
- مسرحية تبرز أبطال الأردن القدامى؛ من شعراء وعلماء وفنانيين وسياسيين، لهم تأثيرهم على مسيرة الأردن التنموية وربط حياتهم الشخصية ونتاجهم الفكري بالأحداث التاريخية التي مر بها الأردن، منهم على سبيل المثال عرار، وأن يكون في كل مدينة مركزا للفنون الأدائية، مثل المركز الوطني للثقافة والفنون.
*كيف تنظرين إلى الدعم الأجنبي لأعمال المركز والأعمال الفنية الأردنية الأخرى وكيف توازنين بين أهداف الجهات الأجنبية الداعمة ورؤاك الوطنية على اعتبار أن هذه المؤسسات وضمن أهدافها التلاقي مع الأهداف الوطنية، حيث أن هناك أصوات تشير إلى تغليبكم مصلحة هذه المؤسسات بأهدافها على مصلحة المؤسسات الفنية الوطنية؟
- لولا الدعم الجنبي، لما استطعنا الإستمرار في تقديم الخدمات الفنية للمواهب الفنية الأردنية وما استطعنا انتاج الأعمال المسرحية المعنية بالتنمية الاجتماعية، كما وإن المؤسسات الدولية المانحة مثل الاتحاد الأوروبي واليونسكو واليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان، هي مؤسسسات معنية بالدرجة الأولى في حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وضمن ذلك لا أرى تناقضا بين أهدافنا واهدافهم لمصلحة الحركة الفنية في الأردن، أما بالنسبة للسفارات وأخص بالذكر النرويجية، التي دعمت الحركة المسرحية للأطفال بإنتاج عرض متميز «وادي القمر» بإسلوب الملتي ميديا؛ وهو أول عمل مسرحي للاطفال بهذه التقنية، بالإضافة لدعم دورات تدريبية للشباب والشابات الأقل حظا في مجال الفنون المسرحية والكتابة الإبداعية، مما أدى إلى ضمان استمرارية الفريق الوطني للمسرح التفاعلي في عطائة المستمر على مدى ثلاث سنوات، بالإضافة إلى دعم السفارة البريطانية، لتمكين الشباب من المشاركة في الحياة العامة من خلال بناء قدراتهم في التعبير عن أنفسهم وإيصال افكارهم ونظرتهم للمستقبل بإساليب إبداعية؛ منها الفنون المسرحية، كما وأود أن أوضح هنا بان مضمون العمل الذي نقوم به، هو من إعدادنا دونما أي تدخل من هذه الجهات المانحة.