Thursday 17th of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jul-2025

إسرائيل تديرها حكومة غير سوية يجب اسقاطها

 الغد- يديعوت أحرونوت

 
بقلم: رون بن يشاي   15/7/2025
 
ليس بقلب مرتاح أدعو إلى إسقاط حكومة منتخبة في إسرائيل، لكن أحداث الأيام الأخيرة أوصلتني إلى استنتاج واحد ووحيد، لم يسبق لي أن وصلت إليه في كل حياتي - شؤون دولة إسرائيل تديرها اليوم حكومة غير سوية.
 
 
حكومة سوية ما كانت لتدفع قدما بانقلاب قضائي في ذروة حرب في سبع ساحات، ينبغي فيها اتخاذ قرارات في شؤون الحياة والموت وما كانت لتمزق هكذا الشعب، تزرع فيه الكراهية وتمس بدافعية القطاعات التي تقاتل وتتحمل العبء.
حكومة سوية ما كانت لتتصور العمل على قانون يعفي 80 ألف شاب مؤهل من التجنيد، بل وتحفزهم على عدم التجند بعطايا يتلقونها على حساب دافع الضرائب. وذلك في الوقت الذي يتعطش فيه الجيش إلى 10 آلاف مجند كي يحافظ على الإنجازات الأمنية التي وصلنا إليها ويمنع التدهور إلى حرب جديدة بعد وقت قصير.
حكومة سوية ما كانت لتمزق نسيجنا الاجتماعي، ما كانت لتهدم "الدولة اليهودية والديمقراطية" التي قاتلنا وما نزال نقاتل في سبيلها.
إن التركيز على بنيامين نتنياهو كجذر كل الشرور ليس صحيحا. إنها الحكومة كلها، بكل أعضائها. أنا أخاف منهم. أنا ببساطة أخاف منهم. تحليل العوامل والدوافع أن تكون حكومتنا صعدت إلى مصاف "مسيرة السخافة" وتعمل بخلاف مصالحنا الأمنية والقومية وبخلاف المنطق السليم أبقيه لخبراء أفضل وأكثر خبرة مني في السياسة الإسرائيلية والنفوس التي وراءها، لكن يبدو أن التشويه الفكري والخسوف الذي عانت منه هذه الحكومة يؤدي بنا إلى أفكار باتت غريبة، ضارة وخطيرة أكثر فأكثر. مثلا "المدينة الإنسانية" التي يطلب نتنياهو وسموتريتش من الجيش إقامتها بين محور موراغ ومحور فيلادلفيا. حسب الخطة التي توجد منذ الآن في الجيش لا يدور الحديث عن معسكر اعتقال، لا سمح الله، وبالتأكيد ليس عن معسكر إبادة، مثلما تدعي محافل معينة في اليسار الإسرائيلي وفي أعقابهم أيضا قسم من وسائل الإعلام الدولية. النية هي إقامة معسكر لاجئين كبير ستضطر إسرائيل لأن تبذر المليارات لإقامته وعلى شبكات المياه، المجاري، خدمات الصحة العامة والمستشفيات الضرورية لمئات الآلاف في البداية ولمليون فلسطيني في نهاية المسيرة.
لكن فضلا عن الزمن الذي سيكون ضروريا لإقامة معسكرات اللاجئين هذه والمقدرات التي ستستثمر فيها، ليس واضحا أي هدف عسكري وأي مصلحة إسرائيلية ستخدمها هذه "المدينة الإنسانية".
يعتقد وزير الدفاع كاتس ورئيس الوزراء نتنياهو بأن جمع السكان الفلسطينيين قرب الحدود مع مصر يقرب هجرة السكان إليها من قطاع غزة. سموتريتش يأمل بأنه هكذا ستفرغ له ولدانييلا فايس مناطق لاستيطان متجدد في قطاع الفلسطينيين، لكن هذا سيكون هذيانا تاما لأن لن تكون أي دولة غربية مستعدة لأن تستقبل عشرات آلاف اللاجئين من غزة، ناهيك عن مئات الآلاف.
نصف الغزيين على الأقل مستعدون للهجرة من القطاع، لكنهم سيفعلون هذا فقط إلى دول غربية، حيث سيتحسن وضعهم، وليس إلى دول قد تكون مستعدة لأن تستوعبهم في أفريقيا وفي آسيا، حيث سيتفاقم وضعهم الشخصي فقط.
كما أن فكرة إقامة مدينة مؤطرة في جنوب القطاع تفصل السكان عن حماس ليست ممكنة التنفيذ ومنقطعة عن الواقع. مثلما حصل في المنطقة الإنسانية في المواصي وفي مناطق أخرى في غزة، فإن أناس حماس بلا سلاح سينتقلون مع عائلاتهم إلى المدينة الإنسانية جنوبي محور موراغ وهناك سيخوضون معارك شوارع مع أناس العشائر الذين سبق أن تمردوا عليهم، والذين هم أيضا سيأتون إلى المدينة الإنسانية كي يحصلوا على الغذاء. "الصمامات" التي سيقيمها الشاباك كي يرشح أناس حماس والجهاد الإسلامي من بين الوافدين إلى المدينة الإنسانية سبق أن ثبتت عدم نجاعتها، عندما فر سكان شمال القطاع للنجاة بأرواحهم إلى المواصي وبينهم أناس حماس، وكذا عندما سمح لأولئك الناس بالعودة إلى شمال القطاع والشركة الأميركية حاولت هي أيضا الفصل بين الإرهابيين والمدنيين غير المشاركين وفشلت.
نحن كمواطنين ملزمون بأن نعترف بأنه طالما بقيت هذه الحكومة في الحكم، فإن أفكارا من هذا النوع ستتسبب بتبذير مقدرات وبضحايا في الأرواح في أوساطنا. واضح تماما ما ينبغي لهذه الحكومة أن تفعله كي تبقي دولة إسرائيل في يدها ما سبق أن حققته، وتمتنع عن مواصلة سفك الدماء والمقدرات التي المنفعة الهامشية له قلت بشكل دراماتيكي هذه الأيام.
لو كانت لنا حكومة عقلانية وبراغماتية لكان رئيس الوزراء ووزراؤه فهموا واستوعبوا بأننا في هذه الحرب انتصرنا تقريبا في كل الساحات، ربما باستثناء اليمن.
رئيس الوزراء، الذي يرى نفسه كالدرع المطلق للشعب اليهودي على أجياله غير مستعد لأن يعترف بذلك، لكن في غزة أيضا تبقى فقط قليل جدا مما يمكن أخذه من حماس من خلال أعمال الجيش الإسرائيلي. صحيح أن حماس لم تحسم، لكنها هزمت. هي لم تحسم رغم أن معظم قدراتها العسكرية، بما في ذلك الأنفاق أخذت منها منذ الآن، لكن ما تزال لديها الإرادة للوقوف على قدميها وإدارة حرب عصابات من خلال خلايا صغيرة.
نتنياهو يرى في الإسلام المتطرف العدو المطلق الذي يجب إلغاؤه من المنطقة تماما من خلال إبادته الجسدية أو طرده إلى مناطق أخرى. طالما كانت حماس توجد على مسافة 800 متر عن سديروت، فإنها تشكل خطرا. نتنياهو ليس مخطئا، لكن كلفة - منفعة نصر عسكري مطلق يحاول أن يحققه من شأنها أن تجعل نصرا كهذا أشبه بالهزيمة لبيروس الذي قال "نصر آخر كهذا وضعنا".
في كل حرب، سواء كانت هذه حربا ضد جيوش إرهاب أو ضد جيوش لدول، فإن القدم المنهية يجب أن تكون سياسية، وهكذا أيضا يجب أن يكون في حرب 7 تشرين الأول (أكتوبر) في كل ساحاتها السبع. في لبنان وفي سورية نحن نوجد منذ الآن في مسيرة الانتقال إلى المرحلة السياسية، هكذا أيضا في إيران - وإن كان هذا سيستغرق هناك زمنا أطول. وفي غزة يجب أن نعمل أمرين بالترتيب التالي:
الأمر الأول، إعادة المخطوفين. كلهم. عندها فقط يمكن للجيش، إذا لم هناك يكن وقف نار دائم، أن يعمل بنجاعة ضد 3-4 مراكز الثقل تحت الأرضية الأخيرة المتبقية لحماس في غزة. طالما بقي لدى حماس حتى ولو مخطوف واحد، فلن يتمكن الجيش من إنهاء المهمة حتى وفقا بنهج نتنياهو وسموتريتش اللذين تعد ايديولوجيتهما أقرب بكثير مما يظهر للعيان.
إن تحرير المخطوفين سينهي أيضا الجدال الهدام في إسرائيل الذي هو الآخر يقسم المجتمع ويزرع الكراهية فيه.
الأمر الثاني هو أنه بالتوازي مع تحرير المخطوفين، يجب أن نضمن مع الولايات المتحدة، مع دول المنطقة ومع السلطة الفلسطينية، حكما جديدا في غزة. نعم، نتنياهو وسموتريتش ملزمان بأن يسمحا للسلطة الفلسطينية بأن تكون جزءا من اليوم التالي في القطاع، وإلا فسنضطر لأن نختار بين تحول القطاع إلى الصومال وحكم عسكري إسرائيلي سيتطلب منا مقدرات وقوى نفسية ليست لدينا.
على إسرائيل أن تصر في المفاوضات على اليوم التالي في القطاع على مبدأين مهمين: الأول، إسرائيل ستكون المسؤولة الحصرية والأخيرة على أمنها وأمن مواطنيها. المبدأ الثاني، يمكن للجيش الإسرائيلي أن يقيم دفاعا متقدما في أراضي القطاع. وطالما لم يتفق على هذين المبدأين، فإن من حق إسرائيل أن تصر على ألا يكون هناك وقف نار دائم. كما أن على إسرائيل أن تساعد الولايات المتحدة وإدارة ترامب على الوصول إلى اتفاق في موضوع النووي والصواريخ مع إيران. هذا ممكن، لكنه يستغرق وقتا.
هذه هي خلاصة ما ينبغي أن تفعله حكومة في إسرائيل، تضع المصالح الأمنية والقومية أمام ناظرها. لكن إذا لم تصعد هذه الحكومة في غضون أسابيع قليلة إلى مسار عقلاني يخدمنا، نحن المواطنين، فلن يكون هناك مفر. كلنا سنضطر لأن نبذل الجهود لإسقاطها من خلال إضراب عام إلى موعد نهاية في الاقتصاد يترافق مع خروج جماهيري إلى الشوارع. لا مفر أمامنا. هكذا فقط مثلما يقال في الصلاة:"نرحل هذه الحكومة المغرضة عن البلاد" وننهي "مسيرة السخافة"، قبل أن تلحق هذه الحكومة أضرارا أخطر، ربما غير قابلة للتراجع بأمننا وبنسجينا الاجتماعي.