Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-May-2019

أي انتصارات هذه؟!*صالح القلاب

 الراي-لا يمكن أن تنهي كل هذه الإنتصارات، التي سيحققها «الأصدقاء»!! الروس لنظام بشار الأسد لا في إدلب ولا في غيرها، المشكلة لا بل المشاكل في سوريا فالرئيسيُّ في كل هذا الذي بقي يجري في هذا البلد الشقيق والعزيز منذ عام 2011 وحتى الآن هو الأزمة التي كانت مستفحلة والتي إزدادت إستفحالاً على مدى الأعوام الثمانية الماضية والتي لا يمكن أن تنتهي، لا بالغارات الجوية ولا بالانتصارات العسكرية بل بحل سياسي مقبول، أولاً وأخيراً للشعب السوري الذي باتت الملايين منه خارج وطنها ومشردة إن في الدول القريبة وإن في الدول البعيدة وفي أربع رياح المعمورة.

 
إن كل الدول التي إغتنمت فرصة ما بعد عام 2011 وتدخلت في الشؤون السورية الداخلية، عسكرياًّ وسياسياًّ وبكل أشكال التدخل الأخرى وهي كثيرة ومتعددة، كانت ولا تزال لها مصالحها وأطماعها ولهذا فإن هذه الانتصارات، التي تم تحقيقها في إدلب وقبل ذلك في مناطق أخرى من هذا البلد المنكوب، هي انتصارات لهذه الدول وليس لهذا البلد العربي الذي بات ينطبق عليه، ومنذ أن بدأت كارثته وليس أزمته فقط، ذلك المثل القائل:«عندما تقع الضحية يكثر السلاخون».
 
والسؤال الذي يجب توجيهه للذين بادروا إلى إطلاق «الزغاريد» المُلعلعة للإنتصارات التي حققتها قوات متدخلة ووافدة وأجنبية إن في إدلب وسابقاً إن في حلب وحماه وإن في الشام نفسها هو: وماذا بعد؟! طالما أن العقدة الرئيسة لم تحل وطالما أنه بات حول «طاولة الشطرنج» لاعبون متناحرون كثر وطالما أنّه لا تزال هناك إحتلالات كثيرة في هذا البلد العربي.. وطالما أن التظاهرات المعارضة لا تزال تنطلق حتى من «درعا» المدينة ودرعا المنطقة الجنوبية كلها رغم عشرات بيانات الإنتصارات العسكرية التي كانت قد صدرت ولا تزال تتغنى بها الإذاعات والفضائيات الرسمية!!.
 
وهنا فإن ما يجب التأكيد عليه، مثنى وثلاث ورباع، هو أن عيون الذين «انتصروا» في إدلب وفي شمالي حماه كانت ولا تزال موجهة إلى البحر الأبيض المتوسط وشواطئه الشرقية وإمتداداً نحو الغرب حتى جزيرة قبرص، أي قبرص التركية وقبرص اليونانية، فهناك مربط الفرس..وهناك بدأ الروس التنقيب عن النفط والغاز وهناك مسرح المواجهة الحقيقية ولهذا كانت قد أنشئت قاعدتي: «حميميم» و«طرطوس» ولهذا بادرت إيران إلى إنشاء قاعدتها العسكرية في اللاذقية ولهذا بادرت تركيا إلى إعلان حالة الإستنفار...وبدأت التهديدات والتحذيرات تنطلق من دول «متوسطية» متعددة من بينها إسرائيل «دولة العدو الصهيوني».
 
والمفترض.. إنَّ المفترض أن يبادر نظام بشار الأسد الذي يجب أن يكون قد أصبح صاحب تجربة غنية بالفعل بدل التغني بهذه «الإنتصارات» التي يحققها الذين عيونهم على جزيرة قبرص، إلى العودة إلى الشعب السوري وأن يتفاهم معه على حل «جنيف1» وعلى القرار الدولي رقم 2254..وإلاّ، ونقولها والوجع يعتصر قلوبنا فإن سوريا الحبيبة والعظيمة..قلب العروبة النابض ذاهبة إلى التمزق والتقسيم.. لا سمح الله.