د. محمد شحرور : هل كان "مثالاً يحتذى في الشجاعة العقلية" أم مجرد محرّف للقرآن؟
مواقع
مِن�' بين رواد الفكر والتغيير الذين تركوا بصمة عميقة في مرحلة الجفاف الثقافي العربي على مدى العقود الأربعة الماضية ، المفكر الإسلامي الدكتور محمد شحرور الذي غادرنا مؤخرا بعد ان أحدث جدلا اصوليا طال اساسيات العقل العربي ومواضع تقصيره او تخلفه بشكل وصفه بانه مأساوي
هنا تقريران يختصران جهدا موسوعيا ثريا للدكتور شحرور صنع له اتباعا ومريدين يجدون في الجدل حالة صحية تعد بما يمكن ان يكون بداية تغيير يفوق حسابات وتوقعات الكثيرين
التقرير الأول يصف شحرور بانه " كان مثالاً يحتذى في الشجاعة العقلية" بينما يصفه التقرير الثاني بانه تحريفي لديه جرأة على العبث بالقران
1-
الإسلام والإيمان في فكر محمد شحرور
كان مثالاً يحتذى في الشجاعة العقلية
أصوات مدنية
جاد الكريم الجباعي
https://syriauntold.com/2020/01/07/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%81%D9%83%D8%B1-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%B1/
07 كانون الثاني 2020
________________________________________
طالما أثار الراحل محمد شحرور النقد والزوابع حول أفكاره الجريئة التي تعرضت لنقد الكثيرين، بين من اتهمه بأنه يسعى لهدم أسس الإسلام، وبين من يرى فيه مصلحا إسلاميا مستنيرا يدعو لقراءة معاصرة للقرآن الكريم. هنا يقدم المفكر جاد الكريم الجباعي، قراءة سريعة في أفكاره ورؤاه، تحية لروحه الكريمة.
07 كانون الثاني 2020
جاد الكريم الجباعي
مفكر سوري من مواليد 1945. له عدد من الكتب والمؤلفات منها: طريق إلى الديمقراطية، وردة في صليب الحاضر، قضايا النهضة، جدلية المعرفة والسياسة، من الرعوية إلى المواطنة
"إن ما قُدِّم لنا على أنه أركان الإسلام غير صحيح؛ ولا يتطابق البتة مع التنزيل الحكيم، فالركن الصحيح من بينها هو ركن الشهادة الأولى (شهادة أن لا إله إلا الله)، أما الشهادة بأن محمداً رسول الله، وأما إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت فهي من أركان الإيمان وليس من أركان الإسلام"[1]
هكذا حدد المفكر السوري، الدكتور المهندس، محمد شحرور (1938 -2019) سمتاً أو خطاً موجهاً لتفكيره في الإسلام ومسائله، وموقفاً شجاعاً من مؤسسة الدين الوشعي، ومن التراث الديني التقليدي، منطلقاً من إيمانه بأن الإسلام رسالة سماوية خاتمة لسائر الرسالات، وموجَّهة إلى جميع الأمم والشعوب، وأن هذه الرسالة هي القرآن فقط. ومن ثم، إن القرآن بصفتيه المذكورتين، ينطوي على خطابين متجادلين؛ أحدهما موجه إلى المسلمين، أي إلى البشر كافة، على اختلاف معتقداتهم وأديانهم ومذاهبهم[2]، والثاني موجه إلى المؤمنين برسولية محمد ونبوته، على نحو ما يؤمن اليهود والمسيحيون بنبوة موسى وعيسى أو على نحو ما يؤمن البوذيون بفلسفة بوذا. وحجته في البرهان على ذلك حجة لغوية (فيلولوجية) خالصة. والمنهج اللغوي (الفيلولوجي) هو الركيزة الأساسية لرؤيته التأويلية أو قراءته المعاصرة للقرآن وموقفه النقدي من الفقه والفقهاء ومن التفسير والمفسرين، ومن علماء الحديث خاصة. وعدته النظرية معرفة علمية (تفوق معرفته اللغوية)[3]، مكنته من "التوسع في فهم كلمات الله" الدالة، في نظره، على قوانين الطبيعة ونظام الكون.
فقد لاحظ أن الدلالات السياقية لكلمات الإسلام والمسلمين، والإيمان والمؤمنين هي دلالات مختلفة، وكذلك الدلالات اللغوية، فجعل من الثانية مدخلاً لمعرفة الأولى وفهمها، انطلاقاً من اجتهاد لغوي ينفي ما يسمى ترادف الكلمات، أي أن تدل كلمتان أو أكثر على معنى واحد، وهو اجتهاد مهم، قلما يأخذ به الكتَّاب، فتفوتهم دقة المعاني، لإهمال الفروق. يضاف إلى هذا الاجتهاد أن "الكلمات السعيدة"، أي التي تظل في التداول، تتطور دلالاتها وتنمو وتختلف من زمان إلى آخر ومن مكان إلى آخر، وفقاً لتطور المعارف ونمو الثقافة.
بين الرسول المعصوم والرسول المجتهد
فعلى الفرق بين الإسلام والإيمان يقوم فرق آخر بين الرسول المعصوم، الذي يُشرًّع له، حسب تعبير جورج طرابيشي[4]، وبين النبي "المجتهد"، الذي يحكم بنفسه ويشرِّع بنفسه، فيصيب ويخطئ،. ويقوم، من ثم، فرق آخر أكثر خطورة بين دين يتمحور على الرسالة، أي على القرآن، ودين يتمحور على الرسول، أي على السنة النبوية. وهذا الأخير هو ما يسمى الدين الوضعي، والتراث الديني البشري. وبهاتين الصفتين يكون الدين الوضعي قابلاً للنقد، وقابلاً للتصديق والتكذيب، ويكون من حق الإنسان أن يكون مسلماً، من دون أن يكون مؤمناً، فلا يعود المذهب الديني محدداً للهوية، ولا تعود الطائفية سوى عيب من عيوب السياسة، ومرض من أمراض المجتمع، وعلامة على التوحش.
لاحظ شحرور أنه نسبت إلى النبي معجزات وخوارق ما أنزل الله بها من سلطان، على نحو ما نُسب إلى نبي اليهود ونبي المسيحيين، ونَسَب الشيعةُ مثلها إلى الإمام علي بن أبي طالب
فقد لاحظ شحرور أن الإسلام المحمدي تحول إلى دين متمحور على الرسول، لذلك تضخمت مدونة الحديث أو السنة النبوية، تضخماً هائلاً، استدعى نشوء علوم خاصة بها، كما تضخمت السيرة النبوية، ونسبت إلى النبي معجزات وخوارق ما أنزل الله بها من سلطان، على نحو ما نُسب إلى نبي اليهود ونبي المسيحيين، ونَسَب الشيعةُ مثلها إلى الإمام علي بن أبي طالب. ومن أسباب هذا التحول، في نظر شحرور، صيرورة الدعوة ديناً للسلطة - الخلافة، وتحول الخلافة إلى "ملك عضوض"، وميل متأخر للبرهنة على نبوة النبي وصدق الرسالة بالمعجزات والخوارق، ربما كان ذلك الميل علامة على تشكل هوية إسلامية متعدية للإثنية.
نقد التراث
ولذلك رأى أن المسلمين المحمديين يؤمنون مثله "بصدق قول الله: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، وبصدق رسوله، وبأن الرسالة هي الخاتم والصالحة لكل زمان ومكان ... ومع ذلك لا يجيزون أي قول لم يقله السلف، ولا يقرون بأي رأي أو اجتهاد لم يرد في كتب التراث". [5] فوجه سهام نقده إلى التراث، بوجه عام، وإلى الفقة والفقهاء بوجه خاص، فاستثار مؤسسة الدين الوضعي وسدنة هياكل الوهم، بتعبير عبد الرزاق عيد، فتألبوا عليه ورموه بالزندقة والكفر والإلحاد، وبأنه علماني، يجعل القرآن تابعًا للقيم العلمانية المعاصرة، ويقوم بليّ أعناق النصوص ليخرج بمفاهيم تتلاءم مع هذه القيم. فالضابط الوحيد عنده في تفسير القرآن هو "الجذر اللغوي"، وعندما يريد تفسير كلمة معينة في القرآن يلجأ إلى القواميس يبحث فيها عن معنى يجده أكثر توافقا مع القيم العلمانية المعاصرة! وهذه هي خلاصة منهجه"[6].
لي أعناق المفاهيم العلمية والفلسفية
ونحن نعتقد أنه جعل القيم العلمانية تابعة للقرآن، ولوى في كثير من الأحيان أعناق المفاهيم العلمية والفلسفية بجعلها مفاهيم قرآنية؛ فهو يقول: ".. إن محوري الكينونة والسيرورة كشكل مستو يمثلان الوجود بمركباته، أما محور الصيرورة فيمثل التطور والتحول في هذا الوجود، وهذا ما نراه واضحاً جلياً، منذ لحظة الانفجار الكوني الأول، حيث ظهرت الفوتونات فقط، ثم تحول قسم منها إلى هدروجين، ثم إلى هليوم، ثم إلى عناصر رئيسية، تجمعت لتنتج مركبات غير عضوية، ثم مركبات عضوية، ثم كائنات حية بابسط صورها (واحدات الخلية) .. إلى أن ظهر البشر على الإرض، ثم الإنسان، وما زال هذا الكون بكينونته وسيرورته في مرحلة صيرورة مستمرة لا تتوقف"[7]. توحي هذه الفقرة المقتبسة بتمامها بتبصر علمي للكون وتحولات مادته، واقتناع بنظرية التطور، غير أن الكينونة والصيرورة (بلا سيرورة) تصيران الجنة والنار، "حيث الثبات والخلود، وحيث للزمن معنى آخر غير المعنى الذي نعرفه". وقانون نفي النفي هو القانون الوحيد الذي يبرهن على وجود اليوم الآخر (ص 30)، ويصير الضوء هو الموجود الوحيد الغائي في ذاته: الله نور السموات والأرض، ولكن رغم أنف النفي ونفي النفي، إن "قانون عدم التناقض هو أساس المنطق الذي يحكم الفكر" (ص 41).
ما هي أركان الإسلام؟
عرض شحرور عدداً من الآيات التي جاء فيها ذكر الإسلام وخلص إلى أن تلك الآيات، في تسلسلها تبين أن "الجن وإبراهيم ويعقوب والأسباط ويوسف وسحرة فرعون والحواريين ونوحاً ولوطاً، كانوا من المسلمين، وأن فرعون حين أدركه الغرق نادى بأنه منهم. وهؤلاء جميعاً لم يكونوا من أتباع محمد" [8] واعتبر أن هذا يدحض مزاعم واضعي أركان الإسلام الخمس (هكذا) وينبِّه القائلين بها إلى مخالفة ذلك للتنزيل الحكيم .."[9] فهو يعتقد أن أركان الإسلام هي "التسليم بوجود الله (مقترناً) بالإحسان والعمل الصالح. وبهذا يكون صاحب التسليم مسلماً، سواء أكان من أتباع محمد (الذين آمنوا) أو من أتباع موسى (الذين هادوا) أو من أنصار عيسى (النصارى) أو من أي مله أخرى غير هذه الملل الثلاث، كالمجوسية والشيفية والبوذية (الصابئين)". أي إن أركان الإسلام ثلاثة هي الإيمان تسليماً بالله، والإيمان تسليماً باليوم الآخر والإحسان والعمل الصالح. آية ذلك أن نقيض الإسلام، في نظره هو الإجرام بدليل الآيتين: أفنجعل المسلمين كالمجرمين، ما لكم كيف تحكمون" [10](القلم 35 و 36).
القرآن أصل الأصول ودعوة لقراءة معاصرة له
يلخص شحرور دعوته في أمرين: أولهما اعتبار التنزيل الحكيم هو أساس الأسس وأصل الأصول، والمحك المعياري الذي يجب أن تقاس عليه النصوص الأخرى. والثاني هو إعادة قراءة القرآن وفهمه وتدبره قراءة معاصرة. ويرد على منتقديه بقوله: "وهِم ناقدونا، فحسبوا أننا ندعو إلى نبذ التراث، إلى رفض السيرة النبوية، إلى الإقلال من قدر الأئمة السابقين .." [11] والحق أن شحرور اعتبر كل ما عدا القرآن تراثاً بشرياً، لا يجوز تقديسه أو تقديره فوق قدره، وأن "السلف الصالح" رجال مثلنا، (هم رجال ونحن رجال)، لا يحسن بنا تقليدهم ومحاكاتهم في كل شيء، ولا أن تعدهم مراجع لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم. وفي هذا وذاك كان مثالاً يحتذى في الشجاعة العقلية، والقدرة على التحرر من أسر التقاليد الذهنية والثقافية.
قراءة هشة وانتقائية
المسلم عند شحرور قد يكون مؤمناً وقد لا يكون، أي إن المؤمن بالله واليوم الآخر والعمل الصالح، قد يكون مؤمناً بالرسالة المحمدية، وقد لا يكون، لكن لا بد للمؤمن أن يكون مسلماً أولاً.[12] ولكي يرفع اللبس عن تعريفة للإسلام بأنه إيمان بـ ... يتحدث عن إيمانين: إيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح (وهذا هو الإسلام) وإيمان آخر هو "الإيمان بمحمد وكتابه" (لم يتنبه، هنا، إلى أن التنزيل الحكيم صار "كتاب محمد")، ما يؤكد زعمنا أن القاعدة الفيلولوجية، التي بنى عليها قراءته المعاصرة، قاعدة هشة وانتقائية، لا تعنى بماهية اللغة. لكن "أركان الإيمان بمحمد ورسالته تقوم على محاور، نلاحظ أنها توجهت جميعها في التنزيل الحكيم إلى المؤمنين بالله واليوم الآخر والعمل الصالح"؛ أي إلى جميع البشر (المسلمين). الإسلام إذاً أعم من الإيمان"، ولهذا سمي الدين الإسلامي لا الدين الإيماني. والأساس عند شحرور هو أقوال الله إن الدين عند الله الإسلام، وقوله : ومن يتبع غير الإسلام ديناً لا يقبل منه، أما الإيمان فخاص بأتباع محمد، ولذلك سماهم التنزيل مؤمنين[13].
وجه شحرور سهام نقده إلى التراث، بوجه عام، وإلى الفقة والفقهاء بوجه خاص، فاستثار مؤسسة الدين الوضعي وسدنة هياكل الوهم، فتألبوا عليه ورموه بالزندقة والكفر والإلحاد، وبأنه علماني، يجعل القرآن تابعًا للقيم العلمانية المعاصرة
يبني شحرور على التفريق بين الإسلام والإيمان من جهة وعلى افتراض إيمانين: إيمان بالإسلام وإيمان برسالة محمد، رؤية ترفع التناقض بين قول القرآن: "اتقوا الله حق تقاته"، وبين قوله: "فاتقوا الله ما استطعتم"، أو قوله: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"، إذ الخطاب في الأولى موجه إلى المسلمين كافة ويأمر بالإيمان الخالص ولا يكون الإيمان خالصاً إلا إذا كانا إيماناً بالله، في حين يتجه الخطاب الثاني إلى المؤمنين برسالة محمد، وفيه تيسير على المؤمنين في العبادات والشعائر[14].
طغيان الوجه الشعائري على الوجه الأخلاقي
كما بنى على هذا التفريق عمومية القيم الإنسانية (مكارم الأخلاق)، وحصرها في تسع "وصايا" سماها "الفرقان". فحين ربطت الأدبيات الإسلامية التقليدية مفهوم الدين والتدين بشعائر الإيمان، باعتبارها من أركان الإسلام، بعيداً عن المعيار الأخلاقي، الذي ينطبق على معظم سكان الأرض، أصبح الحكم على دين الإنسان يتم بدلالة صلاته وصيامه، مهما كان شكل تعامله مع الناس اقتصادياً واجتماعياً. وحين خلطت الحلال والحرام (وهو شرع إلهي) بالمسموح والممنوع (وهو قانون وضعي) والمعروف والمنكر (وهو أعراف وتقاليد اجتماعية) والحسن والقبيح (وهو ذوق فردي، صار وجه المرأة حراماً وصوتها حراماً والموسيقى والنحت والتصوير حراماً، والتثاؤب بفم فاغر حراماً لأنه يدخل الشيطان، وقص الأظافر في الليل حراماً... وحين ألفت العديد من المجلدات في فقه الشعائر التي سمتها عبادات... أخذ الوجه الشعائري من الدين (أركان الإيمان) الأولوية على الوجه الأخلاقي (أركان الإسلام)، حتى انعكس ذلك في التربية المنزلية، التي هي الأساس في تنشئة الطفل، فصار إفطار يوم من رمضان أكبر كثيراً من الكذب[15].
المراجع:
[1] - محمد شحرور، الإسلام والإيمان، ص 22.
[2] - محمد شحرور، نحو أصول جديدة للفكر الإسلامي، دار الأهالي، دمشق، 2008، ص 21.
[3] - نوه شحرور مراراً بالأستاذ جعفر دك الباب، الذي أعانه في المجال اللغوي.
[4] - راجع/ي، جورج طرابيشي، من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث، النشأة المستأنفه، دار الساقي، بيروت، 2010.
[5] - شحرور/ نحو أصول جديدة، ص 23.
[6] - شريف محمد جابر، كيف يحرف شحرور القرآن/ على الرابط: https://blogs.aljazeera.net/blogs/2017/6/12/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%AD%D8%B1%D9%81-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86
[7] - شحرور، نحو أصول جديدة، ص 28.
[8] - شحرور، الإسلام والإيمان، ص 33.
[9] - شحرور، الإسلام والإيمان، ص 37
[10] - راجع/ي، شحرور، الإسلام والإيمان، ص 38.
[11] - شحرور، الإسلام والإيمان، ص 51.
[12] - شحرور، الإسلام والإيمان، ص 52.
[13] - راجع/ي، شحرور، الإسلام والإيمان، ص 55.
[14] - راجع/ي، شحرور، الإسلام والإيمان، ص 56.
[15] - شحرور، الإيمان والإسلام، ص 67 – 68.
----------------------------------------------------------------
2-
كيف يحرّف محمد شحرور القرآن؟
• الجزيرة
12/6/2017
شريف محمد جابر
https://www.aljazeera.net/blogs/2017/6/12/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%AD%D8%B1%D9%81-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86
في الحلقة الأولى من برنامج "النبأ العظيم" على روتانا خليجية خرج علينا المفكر محمد شحرور ليعرض منهجه في فهم القرآن، وكان الأليقُ بهذه الحلقة أن تسمى "كيف نحرّف القرآن"! وسأتناول هنا عرضًا سريعًا لمنهج شحرور وفساده، مع عرض تفسيره لإحدى الآيات، ليتأكد القارئ أنه أمام شخصية مهزومة أمام القيم العلمانية المعاصرة، وكلّ جهوده تتلخص في محاولة ليّ أعناق النصوص لتتلاءم مع تلك القيم!
خلاصة منهج شحرور
يقول شحرور إنّ القرآن رسالة عالمية، ويقصد بذلك أنّه يجب أن يلائم كل الشعوب كالياباني والأمريكي. ويقول إنه رسالة خاتمة، فيجب أن يكون النصّ مواكبا لكل التطوّرات. وبدلا من أن يلجأ شحرور إلى القرآن لاستخلاص مفاهيمه وقيمه وأحكامه بمعزل عن تأثير القيم العلمانية المعاصرة، يقوم بعملية عكسية، وهي أنه يجعل القرآن تابعًا للقيم العلمانية المعاصرة، ويقوم بليّ أعناق النصوص ليخرج بمفاهيم تتلاءم مع هذه القيم. فالضابط الوحيد عنده في تفسير القرآن هو "الجذر اللغوي"، وعندما يريد تفسير كلمة معينة في القرآن يلجأ إلى القواميس يبحث فيها عن معنى يجده أكثر توافقا مع القيم العلمانية المعاصرة! وهذه هي خلاصة منهجه.
نموذج تطبيقي في آية من آل عمران
يستعرض شحرور نموذجا تطبيقيا على منهجه هذا في قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَال�'بَنِينَ وَال�'قَنَاطِيرِ ال�'مُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَال�'فِضَّةِ وَال�'خَي�'لِ ال�'مُسَوَّمَةِ وَال�'أَن�'عَامِ وَال�'حَر�'ثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ ال�'حَيَاةِ الدُّن�'يَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُس�'نُ ال�'مَآبِ} (آل عمران: 14). ويقول إنّ الآية تتحدث عن "متاع"، يعني أشياء وحاجات وليس عن مخلوق عاقل. فهو ينكر أن يكون معنى "نساء" جمع امرأة، وإنما يزعم أنّ النساء هنا جمع "نسيء"، أي التأخير. ومن ثمّ يصبح المعنى: الأشياء المؤخّرة، أي الأشياء الجديدة المحبوبة للناس، أي الموضة. يقول شحرور إنّ الآية فيها خبر عن جميع الناس، وليس العرب خاصة، ويجب أن يكون خبر الله صادقًا، ومن ثم يجب أن يتطابق قول الله مع حال العالم اليوم، والشيء الجديد محبوبٌ من قبل كل الشعوب، ومن ثم يكون معنى "النساء" عنده أي جمع نسيء، أي الأشياء المؤخَّرة، أي الأشياء الجديدة!! بهذا التكلّف السخيف يحرّف شحرور القرآن، وهو كما ترون تكلّف مثير للضحك وليس تعاملا علميّا جادّا، ومع ذلك أريد أن أبيّن لمن اغترّ بمنهج شحرور فسادَ استدلاله ومنهجه، وكونه في الأساس منهجًا انهزاميا ومخالفا للمنهج العلمي في فهم القرآن.
الانهزامية في فكر شحرور
يعترف شحرور في أكثر من لقاء بأنّه توجه لدراسة القرآن كردّ فعل على نكسة 67، ومن هنا نفهم تماما النفسية المنهزمة التي توجّه بها شحرور إلى كتاب الله، وهو أمر واضح من منهجه، فمنهج شحرور هو أنه نظر إلى قيم العالم اليوم، وأراد أن يقول: إنّ قيم القرآن لا تتناقض مع قيم العالم، ولِنكون جزءًا من هذه الحضارة يجب أن يحرّف مفاهيم القرآن ويجعلها مطابقة لقيم العالم. فقد كتب مرّة في صفحته على فيس بوك: "الحاكمية الإلهية: الحرام بيّن، فالمحرمات محصورة ومحددة ومفصلة وأبدية، أي لا اجتهاد فيها، وهي محترمة في أغلب دول العالم". ونلاحظ هنا أنّه يقول إنّ المحرّمات الإسلامية محترمة في أغلب دول العالم، وهي مغالطة واضحة فالجميع يعلم أنّ محرمات الإسلام مستباحة حتى في بلاد المسلمين، ناهيك عن بقية العالم! ولكن الشاهد هنا أنّه يحاول دائما المطابقة بين ما يقوله القرآن وما يقره العالم اليوم. وفي مثال آخر في إجابة على موقعه الإلكتروني يقول: "قال تعالى {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالًا من الله} (المائدة 38)، والنكال هو المنع، ولاحظ أن الأيدي بالجمع وليس (يداهما) فالمقصود من الآية هو كفّ أيديهما عن المجتمع بعقوبة ما تحددها الهيئات التشريعية لكن حدها الأعلى السجن المؤبد، علمًا أن السارق اسم فاعل أي ليس من سرق ذات مرة وإنما من امتهن السرقة فأصبح سارقًا. وهذا مطبق في أمريكا". فهو يلوي أعناق النصوص ويُبطل حكم الشريعة المعروف والمجمَع عليه ليلائم حكم السرقة الإسلامي مع حكم السرقة في العالَم اليوم، والمهم كما يقول "هذا مطبّق في أمريكا"!
فأما في تفسيره لآية آل عمران {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَال�'بَنِينَ} إلى آخر الآية، فقد وقع في نفس الانهزامية، فهو يعلم تماما النظرة إلى المرأة اليوم في الفكر الليبرالي (وإن�' كانت الحقيقة مختلفة عن الدعاوى)، ومن ثم لا يريد أن يُظهر الإسلام بمظهر يجعل شهوة المرأة مما زُيّن للناس، فالناس هنا هم كل الناس، بما فيهم من نساء ورجال، فأين المساواة؟! وفكرة أن تكون المرأة "شهوة" هي فكرة مرفوضة في الفكر الليبرالي المدافع عن حقوق المرأة (زعموا)! ومن هنا نفهم بواعث تحريفه أيضًا لقوله تعالى: {نِسَاؤُكُم�' حَر�'ثٌ لَّكُم�' فَأ�'تُوا حَر�'ثَكُم�' أَنَّىٰ شِئ�'تُم�'} (البقرة: 223) وتكراره بأنّ القصد هنا ليس النساء بمعنى جمع امرأة، فالحرث هو "المكسب" عنده، أي الأشياء الجديدة مكسب لكم! ثم بعد كل هذا "التخريف" يقول لنا شحرور إنّ من قواعده التي يستخدمها: "لا يُفهم أيّ نصّ لغوي إلا على نحو يقتضيه العقل"! فلننظر إلى عقل شحرور والمغالطات التي وقع فيها ليصل إلى هذا التحريف.
المغالطات
أولا: يُفقد شحرور بهذا المنهج القرآنَ مضمونه التغييري الفاعل، ويجعله تابعًا لما يتواضع عليه البشر في كلّ عصر. فيجعل كتاب الله مجرّد مُخبر عمّا عليه الناس في عصره، وطبعا كلما تغيرت�' قيم العصر فنحن بحاجة إلى البحث مجددا وليّ أعناق النصوص والتفتيش في الجذور اللغوية لنصل إلى معنى يتوافق مع قيم العصر! وهو منهج باطل، فالأصل في القرآن أنّه كتاب يدعو إلى تقويم أوضاع البشر المنحرفة عن منهج الله، قال تعالى: {إِنَّ هَٰذَا ال�'قُر�'آنَ يَه�'دِي لِلَّتِي هِيَ أَق�'وَمُ} (الإسراء: 9). فأيّ عقل هذا الذي دفع شحرور إلى جعل القرآن تابعًا لأفكار البشر وأوضاعهم؟!
ثانيا: الأصل في فهم أي كلمة في القرآن تقديم الدلالة الاصطلاحية الشرعية، على الدلالة العرفية الاستعمالية المستفادة من السياق، وتقديم العرفية الاستعمالية على الدلالة الإفرادية اللغوية المستفادة من وضع اللغة. وعلى سبيل المثال فلنأخذ كلمة "الدابّة"، فهي في اللغة: كلّ ما يدبّ على الأرض. وفي الاستعمال العرفي غلب اسمها على ما يُركب من الحيوان، وفي الاستعمال الشرعي وردت في قول الله تعالى: {أَخ�'رَج�'نَا لَهُم�' دَابَّةً مِّنَ ال�'أَر�'ضِ تُكَلِّمُهُم�' أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} (النمل: 82)، فقد جاءت في هذه الآية بمعنى "دابّة الأرض" التي هي من علامات الساعة، والأحاديث الصحيحة فيها كثيرة. فهل يمكن أن يؤخذ المعنى اللغوي لنقول إنّ معناها في هذه الآية هو كلّ ما يدبّ على الأرض؟ أو إنها كلّ ما يُركب؟ كلا، بل حدّد لها الشرع معنى وهو تلك الدابة التي هي من علامات الساعة. وكذلك "الصلاة"، تأتي في اللغة بمعنى: الدعاء أو الرحمة، ولكن الشرع حدّد لها معنى شرعيّا آخر وهو تلك الفريضة المكتوبة، فهل يمكن لأحد أن يفسّر قوله تعالى {وأقيموا الصلاة} بأنّ القصد هو الدعاء؟! ومن نظر في القواميس العربية سيكتشف أنّنا أمام مساحة واسعة من المعاني المتعددة للكلمة الواحدة، مما يفتح المجال على مصراعيه لاختلاف تأويل القرآن بالأهواء عبر اختيار المعنى الأكثر ملاءمة لأهواء الباحث كما يفعل شحرور، والذي يسدّ الباب على ذلك هو هذا المنهج الذي ذكرناه، وهو منهج لا يعزل القرآن عن السياق الذي نزل فيه، وهذا يُفضي بنا إلى النقطة الثالثة.
ثالثا: يتعامل شحرور مع القرآن كنصّ معزول عن أي سياق، والأصل أنّ القرآن تعبير عن "حياة"، ولا يمكن فهمه دون السياق الذي نزل فيه، وهذه ميزة الإسلام؛ أنّ الله عز وجل حفظ القرآن بحفظ ما يُبيّنه (السنة) وبحفظ السياق المجتمعي الذي نزل فيه. فنحن لا نتعامل مع كتاب الله كنصّ نزل من السماء دفعة واحدة، ولا نفهمه كمن يحاول فهم نصّ هيروغليفي وجدهُ بالصدفة! ومن هنا فإنّ شحرور يرتكب جناية على المنهج العلمي عندما يُغفل السنّة النبوية وإجماع الصحابة وعلماء الأمة المتقدمين والحياة الإسلامية التي عاشت بالقرآن منذ نزوله، ويحاول إنشاء "إسلام جديد" لا يعرفه كل هؤلاء! وقد فصّلتُ في هذا المعنى في تدوينة بعنوان "القرآن وحده لا يكفي" فليقرأها من شاء المزيد، إذ بيّنت فيها أنه لا يمكن فهم القرآن بغير السنّة. وتكمن خطورةُ هذا المنهج، منهج التعامل مع القرآن كنصّ مستغلق ليس له سياق اجتماعي لفهمه (السنة وإرث الصحابة والأئمة)؛ أنّه يزعم بأنّ الأمة لم تفهم كتاب الله عبر 14 قرنًا، بما في ذلك أولئك الصحابة الذين نزل القرآن بينهم وفيهم، والذين نقلوا لنا كتاب الله وحفظوه!
رابعا: فسّر شحرور المتاع في آية آل عمران بالأشياء، وقال إنّه يكون لغير العاقل ومن ثم فلا يمكن أن يكون معنى النساء جمع امرأة. فنقول: وماذا عن "البنين"؟! ثم إنّ المتاع هنا ليس الأشياء بالضرورة، بل هو كل ما يُتمتّع ويُنتفع به، كقوله تعالى: {أَفَمَن وَعَد�'نَاهُ وَع�'دًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّع�'نَاهُ مَتَاعَ ال�'حَيَاةِ الدُّن�'يَا ثُمَّ هُوَ يَو�'مَ ال�'قِيَامَةِ مِنَ ال�'مُح�'ضَرِينَ} (القصص: 61). وهو الغالب عليه في سياق الكلام عن "الحياة الدنيا". والتمتّع يكون أيضًا بالعاقل وبالنساء كقوله تعالى: {فَمَا اس�'تَم�'تَع�'تُم بِهِ مِن�'هُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} (النساء: 24). فالقرآن وحده كاف لردّ ادعائه بأنّ المتاع يكون فقط في أشياء وحاجيات من غير العاقل، فكيف إذا قرأنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدُّنيا متاعٌ وخيرُ متاعِ الدُّنيا المرأةُ الصَّالحةُ" (صحيح مسلم، وروي بألفاظ أخرى في غيره). فهل جهل العلماء وجهابذة اللغة أنّ المتاع لا يكون بالمرأة لأنها مخلوق عاقل فمرّ عليهم هذا الحديث مرور الكرام واكتشف شحرور ذلك؟! وأين الإشكال في أن يتمتّع كلّ رجل بزوجه وكلّ امرأة بزوجها؟!
خامسًا: يقول شحرور إنّ "الأشياء الجديدة" هي الأمر المشترك بين كل الشعوب، معلّلا بذلك ذهابه إلى هذا المعنى وإنكاره أن تكون المرأة هي المقصودة. فنقول: وهل حبّ النساء أمرٌ مخصوصٌ بالعرب أم هو أمر مشترك بين جميع الشعوب أيضًا؟ فلماذا فرّ من هذا المعنى إلى معنى آخر وزعم أنّه يريد بذلك أن يكون المعنى "عالميًا"؟
سادسًا: قال شحرور إنّ لفظ "الناس" في قوله تعالى {زُيّنَ للناس} يشمل الجنسين، فالنساء أيضا يحببنَ الجديد، فيكون معنى "النساء" الأمور الجديدة التي يحبّها الرجال والنساء. والحقّ أنّ الخطاب القرآني كثيرا ما يخاطب الرجال ويقصد الجنسين، كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَق�'رَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُم�' سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَع�'لَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغ�'تَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّر�'ضَىٰ أَو�' عَلَىٰ سَفَرٍ أَو�' جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ ال�'غَائِطِ أَو�' لَامَس�'تُمُ النِّسَاءَ فَلَم�' تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَام�'سَحُوا بِوُجُوهِكُم�' وَأَي�'دِيكُم�' ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} (البقرة: 223). ومن المعلوم أنّ أحكام الآية منصرفة للرجال والنساء على حدّ سواء، وقوله {أو لامستم النساء} لا يجعل خطاب الآية مخصوصا بالرجال، كما أنّ قوله {حبّ الشهوات من النساء} لا يجعل خطاب الآية مخصوصا بالرجال. وقد يكون ذكر النساء في سياق الشهوات لأنّ الفتنة بهنّ أشدّ، كما قال عليه الصلاة والسلام: "ما تَركتُ بَعدي فِتنَةً أضرَّ على الرجالِ منَ النساءِ" (صحيح البخاري).
****
بيّنّا في هذا المقال فساد منهج شحرور الانتقائي ومناقضته للمنهج العلمي في فهم القرآن، وظهر لنا فساد هذا المنهج جليّا بتطبيقه على إحدى آيات كتاب الله، وهذه رسالة لمن يظنّه على شيء من الحق، بل هو منهج هوى ينطبق عليه قول الله تعالى: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ ال�'كَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ}. يقول الإمام البيضاوي في تفسيرها: "أي�' يُمِيلُونَهُ عَن�' مَواضِعِهِ الَّتِي وضَعَهُ اللَّهُ فِيها بِإزالَتِهِ عَن�'ها وإث�'باتِ غَي�'رِهِ فِيها. أو�' يُؤَوِّلُونَهُ عَلى ما يَش�'تَهُونَ فَيُمِيلُونَهُ عَمّا أن�'زَلَ اللَّهُ فِيهِ". فهو منهج يفتح الباب مُشرعًا أمام تحريف كتاب الله وإبطال مفعول آياته، ويُفقد كتابَ الله مضمونَه التغييريَّ الفاعلَ باعتباره كتابًا هاديًا، فيجعله تابعا لما تواضع عليه البشر في أشدّ العصور ابتعادا عن هدى الوحي، حيث بلغ الانحراف بالبشرية إلى الدفاع عن الشذوذ والزنا ومحاربة العفّة ووصفها بالظلامية والجهل والتخلف! فكيف تصبح القيمُ السائدة في مثل هذا العصر مرجعًا في فهم القرآن؟!
شريف محمد جابر
كاتب ومترجم وباحث في الفكر والأدب من فلسطين، وطالب ماجستير في الأدب العربي