Monday 16th of September 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Sep-2024

من مصلحتنا إنهاء الحرب

 الغد-يديعوت أحرونوت

بقلم: آفي شيلون
 
 
في أعقاب الخط التي ألقاها كل من نتنياهو وغانتس وايزنكوت، يمكن أن نرى ذلك كتطور إيجابي في الخطاب نحو الجماهيري – أخيرا قادة المعسكرين يعرضون بوضوح موقفهم من استمرار الحرب، وللجمهور يوجد خلاف يتباحث فيه. رئيس الوزراء قال أمورا واضحة: علينا أن نحتفظ بمحور فيلادلفيا كي نمنع تهريب السلاح. حتى لو كان الثمن التخلي عن أمن عشرات آلاف سكان الشمال ممن لا يمكنهم أن يعودوا إلى بيوتهم؛ حياة المخطوفين، ممن لا يمكنهم أن يتحرروا بدون صفقة؛ حياة الجنود ممن يواصلون التعرض للقتل في ظل حرب متواصلة أهدافها في هذه اللحظة ليست واضحة (وثمنها اقتصادي أيضا سنشعر به قريبا). نتنياهو لم ينتبه إلى أن اقتراحه هو، في واقع الأمر، عودة إلى السياسة ما قبل 7 تشرين أول (أكتوبر): إغلاق بوابات غزة لنكون مسؤولين عنها بدلا من فك الارتباط عن غزة تماما والاجتهاد للبحث لها عن حل سياسي يتضمن السلطة الفلسطينية والدول العربية المعتدلة بدون حكم حماس.
 
 
غانتس وآيزنكوت شرحا، من جانبهما، بأنه بدون حل وسط على فيلادلفيا،  المخطوفون لن يعودوا وعلى أي حال من الأفضل أن يقام هناك عائق تحت أرضي من أن يرابط جنود- سيشكلون أهدافا للعمليات – في استحكامات فوق الأرض. ليس عندي شك في أنه من الأفضل، في الظروف الحالية، حين تكون حماس على أي حال منهارة وغزة باتت مدمرة، المساومة على محور فيلادلفيا، والوصول إلى صفقة تعيد المخطوفين وكذا تهدئ الشمال وتسمح ببداية عودة السكان.
لكن في الجدال الجماهيري ينقص موقف واحد لم يقال للجمهور وهو بالذات الحاسم: متى تعتزم إسرائيل وقف الحرب، التي كانت مبررة وأدت إلى انهيار حماس، لكن الضرر الذي في استمرارها فاق فضائلها؟ فحتى لو تراجع نتنياهو في نهاية الأمر عن محور فيلادلفيا، فأننا نسير نحو صفقة على مراحل لم نتلق فيها إلا بعضا من المخطوفين، وأن في كل مرحلة سنكون مطالبين بمزيد من الخلافات، ومرة أخرى سننتظر الشائعات عن مزيد من المخطوفين الذين قتلوا والشمال سيواصل الاشتعال لأشهر أخرى. وعليه فمطلوب شجاع أكثر من مجرد تأييد الصفقة.
الحقيقة هي أن ما ينبغي أن يكون على الطاولة من جانب معارضي سياسة نتنياهو، التي تسعى لمواصلة القتال، هو المطالبة بصفقة واحدة، شاملة، في إطارها تعيد لنا حماس كل المخطوفين ولا تعود إلى الحكم مثلما كانت وبالمقابل توقف إسرائيل الحرب، وهذه هي المصلحة الإسرائيلية الجوهرية.
هكذا فقط نتمكن من التفرغ لتسوية في الشمال، لترميم المجتمع ولاستكمال المفاوضات بالسلام مع السعودية، والذي في إطاره ستشارك دول عربية في نظام سلطوي جديد في غزة وإجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية في الضفة كخطوة نحو مفاوضات معهم. هذه هي الوصفة الوحيدة التي تسمح لإسرائيل أيضا بالاستعداد لمعركة مستقبلية حقيقية مع حزب الله وإيران وكذا للعيش هنا مع أمل في مستقبل من المصالحة.
على هذه المسألة يجب المطالبة بالانتخابات – على ما نريد نحن الإسرائيليين في واقع الأمر في أعقاب الحرب.
في هذا السياق نتنياهو بالفعل محق في أن محور فيلادلفيا يرتبط بمحور (المقاومة). لكنه يرتبط في أن من يصر على أن تكون الإستراتيجية الإسرائيلية للتصدي لهذا المحور والاحتفاظ بمحور فيلادلفيا في واقع الأمر لا يقترح أي تصد جدي لإيران وحزب الله بل تمترس في حل عسكري محلي فقط.
من يخطط للتصدي بجدية وبحكمة لمحور الشر يجب أن يفهم بأن فيلادلفيا هو مجرد ورقة واحدة مقابله يمكننا أن نبني حلفا إستراتيجيا مع الدول العربية المعتدلة، إلى جانب الولايات المتحدة، ضد محور (المقاومة). بالتوازي فإن قيادة إسرائيلية شجاعة عليها أيضا أن تعلن للجمهور بأنه إلى جانب تعزيز الاستعدادات في الجيش علينا أن نفهم بأن حلا يمكنه أن يجلب أمنا حقيقيا يكمن فقط في تسوية سياسية مع الفلسطينيين.
نعم، بالذات الآن على إسرائيل أن تستغل نتائج الحرب التي آضعفت حماس بحيث أن رجالها شوهوا استطلاعات تأييد لها في أوساط الفلسطينيين، لأجل وضع بنية تحتية، على الأقل، للمفاوضات على التعايش هنا. على المدى البعيد هذه هي الوصفة الوحيدة لنصر مطلق.
وعليه حتى لو كان خيرا فإنه يوجد في هذه اللحظة جدال جماهيري على الصفقة وتفاصيلها، علينا أن نتذكر بأن هذا جدال يفوت القصة الأكبر: الحرب في غزة يجب أن تنتهي، ومن الأفضل في صفقة واحدة شاملة، لأن هذه هي المصلحة الإسرائيلية.