Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2020

عن معركة الكرامة*بلال حسن التل

 الراي

لا يحتفل الأردنيون بمعركة الكرامة سنوياً لأنها الانتصار الوحيد الذي حققه الأردن والأردنيون، بل لأنها تذكرهم بأي وطن عظيم هو الأردن وأي شعب باسل هم الأردنيون، الذين طالما أضاءوا سماء أمتهم بأنوار انتصاراتهم، فكلما أحلولك ليل الأمة بعتمة الهزائم أهدى إليها الأردنيون انتصارا بدد عتمة الهزيمة فقبل أن يصنع الأردنيون نصر الكرامة الذي بدد عتمة هزيمة حزيران عام 1967، كان الطيارون الأردنيون أول من يخترق أجواء فلسطين المحتلة ويضرب القواعد الجوية للاحتلال، بعد أن حفظ الأردنيون للأمة الكثير من كرامتها في ليل هزائمها عام 1948، ففي تلك الحرب كان الأردنيون وحدهم الذين ينتصرون على العصابات الصهيونية، في اللطرون وباب الواد وجنين وعلى أسوار القدس، فيحفظون أجزاءً كبيرة من أرض فلسطين لأهلها، ويأسرون قادة العدو من أمثال ارئيل شارون وجنودهم، وكان الأردنيون وحدهم الذين يجبرون العصابات الصهيونية على توقيع وثائق الاستسلام والهزيمة، كما هو حال الحي اليهودي في القدس.
 
إن تاريخ الصراع مع الصهانية يؤكد أن الأردنيين هم أول من انتصر على العصابات الصهيونية، لذلك لم يكن مستغرباً أن يكونوا أول من يكسر في معركة الكرامة أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، ليرسخوا حقيقة تاريخية تؤكد أن الأردنيين هم أول من أهدى الأمة نصراً في معاركها مع يهود، على يد الملك الأردني المؤابي ميشع الذي أنهى العربدة الإسرائيلية القديمة في بلادنا، مخلداً انتصاراته على مسلته الموجودة في متحف اللوفر، التي آن آوان استردادها لأنها جزء من تاريخ الشعب الأردني العظيم، الذي خرجت جيوشه ذات يوم من الكرك لتستعيد القدس من يد الصليبيين الذين أعادوا احتلالها بعد صلاح الدين.
 
والكرك في تاريخ الأردن والأردنيين هي الأرض التي كانت على سهولها أول معارك التحرير في مؤتة، التي احتضنت رفاة جعفر الطيار أول الفتح وأول العهد بين آل البيت والأردنيين، الذين احتضنت أرضهم في الحميمة بعد ذلك النواة الأولى لاسترداد آل البيت حقهم في الخلافة، لتجدد نفس الأرض عهدها لآل البيت في مطالع القرن الماضي عندما أنضمت قبائل الأردن وعشائره وضباطه من أمثال علي خلفي الشرايرة وخلف التل لثورة شريف مكة الحسين بن علي لتصبح ثورة العرب الكبرى بعد أن أعطاها الأردنيون بعدها الشعبي وزخمها العسكري، حتى إذا ما سقطت رايتها في ميسلون، تلقفها الأردنيون ورفعوها مجدداً في سماء الأمة، مبايعين الهاشميين بالملك، وهو البيعة التي مازال الأردنيون على عهدهم بها، فصنعوا بقيادة آل البيت نصر الكرامة الذي أعاد للأمة كرامتها، على طريق نصرها النهائي الذي سيكون على أرض الأردن، تحقيقاً للوعد الإلهي «وإذا جاء وعد الآخرة بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأسس شديد»، ولا غرابة في ذلك، فتاريخ الأردنيين سِجل حافل بالانتصارات الحاسمة التي غيرت وجه التاريخ، فأرضهم هي التي احتضنت كل المعارك الفاصلة في تاريخ أمتهم من اليرموك إلى حطين التي ستُجدد بفضل عزيمة الأردنيين فهنيئاً لنا انتصار الكرامة محطة على طريق النصر النهائي.