Tuesday 22nd of October 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Oct-2024

بعد الاغتيالات لقادة بحماس وحزب الله.. الحساب لم يغلق

 الغد-هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل
20/10/2024
 
 
هذا ربما سيكون اسبوعا أكثر صخبا من المعتاد في الشرق الاوسط، حتى بمفاهيم الآونة الاخيرة. حزب الله ربما، بمساعدة ايران، اطلق صباح أول من أمس من لبنان مسيرة تفجرت وتسببت بأضرار قرب البيت الخاص لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في قيصاريا. هذا الامر من شأنه أن يجر ردا من جانب اسرائيل، التي هي اصلا تستعد لمهاجمة ايران ردا على هجوم الصواريخ البالستية عليها في أول  الشهر الحالي. من الولايات المتحدة تتسرب وثائق حول عمق استعدادات اسرائيل للهجوم.
 
 
موت زعيم حماس يحيى السنوار قبل ثلاثة أيام في رفح تمت ازالته عن العناوين، في هذه الاثناء يوجد شك كبير اذا كانت نهاية السنوار سيتم استغلالها في محاولة لإحياء المفاوضات حول صفقة المخطوفين، رغم أن وضع الـ101 مواطن وجندي، المحتجزين في قطاع غزة، اصبح اكثر يأسا. أول من أمس قتل في المعارك في مخيم جباليا للاجئين جنديان من لواء المدرعات 401 وأصيب ضابط بإصابة بليغة.
نحو قيصاريا وغليلوت اطلق صباح أول من أمس ثلاث مسيرات متفجرة، اثنتان منها تم اعتراضهما على يد سلاح الجو والثالثة تفجرت، كما قلنا، قرب منزل نتنياهو. رئيس الحكومة وابناء عائلته لم يكونوا في المنزل وقت الانفجار. الرقابة أخرت النشر حول الاصابة ساعة تقريبا الى أن تم نشر الامر في نهاية المطاف في وسائل اعلام سعودية وقطرية. اعتبار الرأي العام اصبح غريبا اكثر فأكثر.
الى جانب النكات التي خرجت عن حب ابناء عائلة نتنياهو للحصول على تعويضات مبالغ فيها على حساب الدولة، من الجدير عدم تجاهل الاهمية التي ترافق الحدث. حزب الله، وربما محور ايران بشكل عام، لديه سلاح دقيق ومستعد للمخاطرة بمحاولة المس بشخصيات اسرائيلية رفيعة. العملية في قيصاريا تدل على قدرة على جمع المعلومات الاستخبارية المخططة والدقيقة. بعد سلسلة عمليات الاغتيال المنسوبة لاسرائيل في طهران وبيروت وغزة، فان اغلاق الحساب يبدو كأفضلية عليا من ناحيتهم. منظومة حماية الشخصيات الاسرائيلية الرفيعة في البلاد وفي الخارج ستحتاج الى التكيف مع ذلك، اضافة الى تقليل الظهور العلني في فترة الحرب.
الضربة في قيصاريا، بما يشبه الضربة التي قتل فيها اربعة جنود من غولاني في الاسبوع الماضي، كشفت الصعوبة التي تواجه منظومة الدفاع الاسرائيلية في التعامل مع المسيرات. بعد ذلك استمر اطلاق نار كثيف من الصواريخ نحو شمال البلاد خلال الصباح والظهر. مواطن قتل بشظايا الاعتراض قرب كريات بيالك و14 شخص أصيبوا بسبب سقوط صواريخ في شلومي وكريات آتا. حزب الله في الواقع تراجع، وتكبد ضربات في جنوب لبنان وجزء كبير من قيادته قتل. ولكنه يحتفظ بقدرة معينة على مهاجمة الجبهة الداخلية الاسرائيلية وتشويش روتين الحياة فيها. اضافة الى ذلك فانه في كل ما يتعلق بمنظومة نيران حزب الله – يبدو أن هناك منحى من التعافي.
محاولة اغتيال نتنياهو يمكن أن تؤثر على اعتباراته في اتخاذ القرارات حول طريقة رد اسرائيل في ايران وفي لبنان، هناك هاجم سلاح الجو الضاحية الجنوبية في الظهر بشكل استثنائي مقارنة مع الاسبوع الماضي. وزراء الحكومة اتهموا ايران بالمسؤولية عن اطلاق المسيرة – هكذا فانهم ساهموا في زيادة التوقعات بخصوص التشدد في الرد المتوقع. في الفترة الاخيرة هدد نتنياهو ووزير الدفاع برد قريب على هجوم الصواريخ البالستية لايران. بعد منتهى السبت اتهم نتنياهو بصوته طهران بالهجوم وقال إن "وكلاء ايران الذين حاولوا اليوم اغتيالي أنا وزوجتي ارتكبوا خطأ كبيرا".
الرئيس الأميركي، جو بايدن، قال اثناء زيارته لبرلين بأنه يعرف كيف ومتى سترد اسرائيل على هجوم ايران. الادارة الأميركية تريد تعميق التنسيق مع اسرائيل، بما في ذلك بواسطة نشر منظومة صواريخ الاعتراض "ثائد"، لكنها ايضا تريد كبح طبيعة الرد. في هذه الاثناء تسربت بشكل معين وثائق سرية توثق متابعة مفصلة لوكالات المخابرات الأميركية لاستعدادات اسرائيل للهجوم. وقد تم الحديث فيها عن مناورة اجراها سلاح الجو في الاسبوع الماضي، حاكت هجوم ضد ايران. التسريب جاء بعد يومين على اعلان الولايات المتحدة عن هجوم أميركي باستخدام قاذفات ثقيلة من نوع "بي 2" على اهداف عسكرية للحوثيين في اليمن في اعماق الارض. ويبدو أن حملة أميركية تجري هنا بهدف ردع النظام في طهران واجباره على كبح تصرفاته، من اجل منع اشتعال اقليمي آخر حتى الانتخابات الرئاسية في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
ما بعد السنوار
إن موت السنوار، في تصادم بالصدفة مع قوات من مدرسة قادة الفصائل ووحدة مدرعات اثار على الفور الآمال بتقدم جديد في المفاوضات حول المخطوفين. نهاية السنوار تعكس قوة الهزيمة العسكرية لحماس، التي تقريبا 80 % من القيادة العليا فيها التي تشمل معظم المشاركين في اسرار شن الهجوم الارهابي في 7 تشرين الأول (اكتوبر)، قتلوا في الحرب. لكن في هذه المرحلة يصعب رؤية كيف سيؤدي هذا الامر الى انعطافة قريبة نحو عقد الصفقة.
اسباب ذلك تنقسم بين جانبي المتراس. اسرائيل وضعت وبحق قتل السنوار كهدف رئيسي، لأن موت كبار قادة حماس يبث تصميمها على اغلاق الحساب عن كل المسؤولين عن تخطيط المذبحة. في نفس الوقت كان من الواضح أنه بذلك ستضعف منظومة اتخاذ القرارات في حماس. السنوار ايضا في السنة التي كان فيها هاربا، قاد سياسة حماس ونجح في السيطرة عليها حتى عندما كان الاتصال بينه وبين العالم الخارجي يتم فقط بشكل متقطع. الآن لا يوجد لحماس زعيم مفهوم ضمنا، وأي وريث له سيجد صعوبة في السيطرة على المقاومين الذين ينتشرون في القطاع، وتوجيه خطوات حماس في القتال وفي المفاوضات.
المشكلة تصبح أكثر شدة عندما يدور الحديث عن المخطوفين. معظمهم في الحقيقة يتم احتجازهم لدى حماس، ولكن هناك ايضا مخطوفين وجثثا توجد لدى الجهاد الاسلامي وعائلات محلية وعائلات حمساوية. وريث السنوار، حسب بعض التقديرات، سيكون شقيقه الاصغر محمد – الذي سيجد صعوبة في فرض سلطته على الفصائل والعائلات واملاء سياسة مشتركة في المحادثات غير المباشرة مع اسرائيل. ربما أن الطلبات المتشددة التي طرحها السنوار حتى موته ستقيد بشكل كبير الجيل التالي في القيادة.
في الطرف الاسرائيلي نتنياهو، على الاقل حتى اطلاق المسيرة نحو قيصاريا، ظهر أقل انفعالا من الانجاز الذي يتمثل بقتل السنوار. مؤيدوه يحاولون عرض ذلك كدليل على أنه أدار استراتيجية محسوبة طوال الطريق. رفضه للموافقة على وقف اطلاق النار وتصميمه على القتال في كل الجبهات هي التي أدت حسب رأيهم في نهاية المطاف الى قتل معظم قادة المحور الراديكالي في الشرق الاوسط: السنوار وشركاؤه اسماعيل هنية ومحمد ضيف؛ وكبار قادة حزب الله: حسن نصر الله ووريثه لفترة قصيرة هاشم صفي الدين ورئيس اركان الحزب فؤاد شكر.
عمليا، يبدو أن نتنياهو كان مقيدا خلال فترة طويلة بمساحة مناورته بسبب الحلف غير المقدس الذي عقده مع شركائه في اليمين المتطرف في الائتلاف. إن رفضه للتنازل ساهم ايضا في الاشهر الاخيرة في موت عشرات المخطوفين، الذين بعضهم قتلوا على يد حماس وآخرون ماتوا بسبب ظروف الأسر القاسية. مقتل السنوار لا يتوقع أن يلين مواقف الجناح المتطرف في الحكومة، بل العكس. الوزير بتسلئيل سموتريتش والوزير بن غفير سارعا الى نشر نداءات لمواصلة محاربة حماس، الى جانب المطالبة بعدم التنازل في المفاوضات.
الأميركيون يمكنهم مواصلة نشر مناورات متفائلة. عمليا، بعد المس بالسنوار فانه لا يوجد في هذه الاثناء أي اشارة على مرونة اسرائيلية أو تفكير بالندم بين الباقين الاخيرين في قيادة حماس. في شمال القطاع تستمر في هذه الاثناء عملية الجيش الاسرائيلي، التي تشمل الضغط الشديد على سكان مخيم جباليا. في حادثة في المخيم قتل أول من أمس جنديان من سلاح المدرعات – القريب أول اوفير باركوفيتش (20 سنة) من موديعين، والشاويش اليشاي يونغ (19 سنة) من ديمونة، باصابة صاروخ مضاد للدروع.
رغم عمليات اسرائيل إلا أنه لا يظهر في هذه الاثناء هرب للسكان نحو الجنوب. بعد طلب أميركي صريح سمح الجيش الاسرائيلي بدخول المساعدات الانسانية الى المنطقة، لكن ظروف الحياة هناك تستمر في أن تكون صعبة جدا ويمكن أن تعرض للخطر حياة الكثير من المدنيين، بينهم كمايبدو ايضا المخطوفين الاسرائيليين.