الدكتور مهدي العلمي.. عاشق العلم وناسك في محراب الثقافة
الدستور-أمل يوسف عقرباوي
نحن هنا في حضرة قامة أدبية مختلفة، قامة تردد صدى صوته جدران كل المحافل الأدبية، قامة لا تملك إلا أن تحبها وتحترمها لتميزها في الجوهر والمظهر، إنه الدكتور مهدي فكري العلمي صاحب السيرة العطرة والإنجازات الكبيرة، تلقى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في عدد من مدارس مدينة عمان الحكومية والخاصة ،تخرج من الجامعة الأردنية تخصص إدارة الأعمال سنة 1973، وحصل على الماجستير في الإدارة العامة من نفس الجامعة سنة 1988، وحصل على الدكتوراة في الدراسات السياسية من معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة سنة 2004.
إلى جانب خبرة مصرفية طويلة يتمتع د. مهدي العلمي بخبرة طويلة في التدريب وتنمية الموارد البشرية مدتها 30 عاماً، يعتبر الدكتور مهدي العلمي كاتب مقالة متميز، وباحثا جادا، ومدربا مؤثر ومؤلفا غزير الإنتاج، ألف عدداً كبيراً من الكتب بلغ 50 كتاباً منشوراً. حصل الدكتور العلمي على عدد كبير من الجوائز، والدروع التكريمية ، وشهادات الشكر والتقدير من أهمها: جائزة المدرب العربي المتميز الأولى فئة مدرب مستشار معتمد (أعلى الفئات). جائزة أحسن مقالة عن الثورة العربية الكبرى. جائزة مسابقة القدس.
والدكتور العلمي عضو هيئة إدارية في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين. عضو هيئة إدارية في نادي خريجي الجامعة الأردنية. إضافة إلى عضويات عديدة في عدد من الجمعيات، والروابط، والمنتديات.
وقد اشتهر د. العلمي بنشاطه في التواصل الاجتماعي من خلال برنامجي خمسة تدريب، ودورات تدريبية مجانية يقدمها الدكتور مهدي العلمي والتي شاهدها ملايين المشاهدين. من بين عناوين الكتب التي ألفها د. مهدي العلمي:
«آل العلمي المشيشيون الأدارسة الحسنيون»، «مدونة المواطنة والهوية الوطنية»، «بعض يوم: مذكرات الدكتور مهدي فكري العلمي»، «أسرار النجاح في هذه الحياة ومقالات أخرى»، «ناسك في محراب الثقافة»، «المشروع النهضوي الأردني»، «بدوي العلمي الآثار الكاملة 1901-1958»، «مذكرات فكري بدوي العلمي»، «التعليم والتنشئة السياسية في الأردن: دراسة حول القيم السياسية في الكتب المدرسية في مرحلتي التعليم الإعدادية والثانوية».
الدكتور العلمي الأديب الذي يتحفنا بدهشته لا يبخلَ بترك كلمة ندية على الأشياء حتى وإن كانت بسيطة، المبدع الذي لا يبحث عن الاختلاف أو مواطن الضعف فتجده يلقي الضوء على الجوانب الخفية بكل خفة وكأنه يملك سحرا وما هو بساحر، عرف كرمز من رموز الثقافة العمانية بعيدا عن النرجسية ساطع الحضور بصوته الشجي وفكره المنظم المتقد، واسع الإطلاع حد الإعجاز، صاحب الرأي الذي تنتظر سماعه بكل شغف لما يملكه من عقلانية في الطرح وإن اختلفت معه، لأنه لا يذكر عيبا للتشهير، ولا يغفل عن أدق الجماليات وإن لم تلق لها بالا، الرجل الودود هادئ الطبع.. عذب اللسان، صاحب القدرة على أن يحيل الخلاف إلى مضمار بحث ضامنا أن لا يستحيل إلى اختلاف وكأنه يوضئ كلماته بطهر الفكر وحسن النوايا كبناء ماهر يسعى لترميم الجدار المائل لا هدمه فوق رأس من يتظلل به.
وللحديث عن صالونه الأدبي والشعري الذي يختار الشخصيات المرموقة من خلال حسن اختياره لرواده وحكمة انتقائهم وتنوع بعضهم من لقاء لآخر وهو الحاوي لقامات الثقافة في الأردن من شعراء وأدباء أردنيين وفلسطينيين وجنسيات أخرى عربية لا تخلو من اللقاءات الدسمة، كما أنه يهتم في التنوير الفكري والاجتماعي ضد الجهل وضد الجمود كما أن للدكتور طاقة هائلة ومتنوعة يستند إلى جرأة نادرة ويعتبر حرية التفكير والتعبير عن الرأي هي من الحقوق الطبيعية، حيث لا سقف ولا حد لحرية العقل، ولا سلطة على الكتابة يزدحم العالم العربي في إشكاليات التجهيل والتخلف وتزداد سلبية المجتمعات لدينا ففي هذه اللحظة الملتبسة والصعبة يطل علينا من يحمل المشروع النهضوي من خلال منشوراته ونداوته فهو بمكانة عقلية وعلمية ولا يقف ضد التطور الطبيعي وما يميز هذا الأديب هو طريقة عرضه البارعة لتجاربه وهي كثر وكأنه ينعش العقل ويقوي الذاكرة التي تدفع الحاضرين للمتابعة بشغف وإضافة إلى نشاطاته الفكرية والأدبية فهو منخرط في العمل التطوعي والاجتماعي.