Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Dec-2019

سر الأردن !!*رجا طلب

 الراي

وجهت لي ابنتي سؤال دكتور مادة التربية الوطنية بالجامعة والسؤال عن أسباب استقرار الوضع السياسي في الأردن واختلافه عن أوضاع دول الجوار التي مرت وتمر بالكثير من التطورات كالاحتجاجات والمظاهرات التى ترافقها مواجهات عنيفة ودموية مثل العراق واجراءات معيشية قاسية مثل لبنان؟.
 
أجبت بالقول إن هناك ثلاثة عوامل ميزت الأردن وسببت له الاستقرار الذي نعيشه اليوم رغم صعوبة ظروفنا المادية والمعيشية وهذه العوامل هي ما يلي:
 
أولا: مكانة الملك دستوريا وشعبيا، فالملك في الدستور في المادة 30 والتي تقول (الملك هو رأس الدولة وهو مصون من كل تبعة ومسؤولية) وتستكمل هذه المادة بالمادة 26 والتي تقول (تناط السلطة التنفيذية بالملك ويتولاها بواسطة وزرائه وفق أحكام هذا الدستور)، وهو ما يعني ان الملك لا يحاسب وأن الذي يحاسب هم الوزراء وهو ما وفر حصانة خاصة للملك على عكس الحكام الآخرين الذين إما جاءوا بانقلابات عسكرية أو بعمليات ديمقراطية مزيفة جعلتهم في الحالتين يتحولون لحكام طغاة، كما أن المكانة الدستورية للملك ساهمت في تحويله إلى أب لكل الأردنيين وتحول الحكم لدينا إلى ما أسميه ملكي - أبوي، الملك فيه ليس حاكما فحسب بل هو أب لجميع الأردنيين ويقف على مسافة واحدة منهم.
 
ثانيا: مرونة النظام السياسي بسبب الدستور وحضاريته، وهذه المرونة كفلت له التكيف والتأقلم مع الظروف والمستجدات دون أن يتعرض لنكسات أو انكسارات أو خضات عنيفة يضطر معها اللجوء إلى العنف الدموي لمواجهة أي شكل من أشكال التحديات، وقد أنتج هذا الواقع وخلال عمر الدولة الأردنية الممتد منذ عام 1921 الى اليوم ما يسمى بالامن الناعم.
 
ثالثا: نجح النظام السياسي في محاصرة الفساد بصورة فاعلة نسبيا وكانت الدولة الاردنية من اوائل الدول العربية التي اوجدت مؤسسات رقابة لمحاربة الفساد كهيئة مكافحة الفساد وديوان المحاسبة وديوان المظالم وغيرهم فيما نجد ان دولة مثل لبنان بدات تفكر في ذلك بعد الثورة الشعبية التي اندلعت منذ اكثر من اربعين يوما.
 
لدينا مشاكل اقتصادية عميقة وبنيوية ومن ابرزها على الاطلاق النظام الريعي والاعتماد بصورة اساسية على الدعم الخارجي والمساعدات وهي مشكلات تخرجنا الى الشارع للاحتجاج ولكنها لا تجعلنا نقف ضد الملك والنظام وبكل صراحة فإن الوعي الذي يتحلى به الاردنيون، وعي نحت بفعل الخبرات والتجارب وجنب الاردن بلاء المعارضة المرتزقة والمعارضة العدمية بحيث بات أي أردني عادي يلمس الفرق بين الاردن والاحتجاجات فيه الموجهة للحكومة ولبعض سياساتها وبين الاحتجاجات في شوارع دول الجوار الموجهة لرأس النظام ولفساده، ولتعسف الطبقة السياسية والمطالبة برحيلها.
 
سر الأردن.. أبوية الملك وتسامح النظام.