Saturday 27th of July 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Feb-2024

الانتخابات قريبة.. والعنف في المجتمع العربي يتصاعد

 الغد-هآرتس

 
بقلم: ضياء حاج يحيى  20/2/2024
 
في الشرطة يلاحظون ارتفاعا واحدا في أعمال العنف تجاه منتخبي الجمهور والذين يعملون في السلطات المحلية في المجتمع العربي في الأشهر الاخيرة كلما اقترب موعد الانتخابات للسلطات المحلية، قال للصحيفة مصدر في الشرطة. ارتفاع مشابه سجل أيضا في شهري آب (أغسطس) – أيلول (سبتمبر) 2023، قبل اندلاع الحرب وتأجيل إجراء الانتخابات المحلية.
 
 
حسب أقوال نفس المصدر، الذي يشارك في التحقيق في الجريمة الخطيرة، فانه توجد صعوبة في توفير الأمن الكامل للأشخاص الذين يتعرضون للتهديد في المجتمع العربية على خلفية الانتخابات القريبة. "هناك أشخاص دخلوا إلى فئة المهددين، ضمن ذلك رؤساء السلطات المحلية ومرشحون لمناصب مختلفة، لكن يوجد لدى الشرطة الكثير من الأعمال الأخرى في المجتمع العربي، بدءا بالانتخابات ومرورا بالجريمة الاقتصادية وانتهاء بافشال عمليات القتل لمنظمات الجريمة وحماية الشهود في ملفات كبيرة، كل ذلك يثقل على الشرطة بشكل كبير".
المصدر أضاف بأنه في كل ما يتعلق بالانتخابات المحلية في الوسط العربي فإن عمل الوحدة الخاصة لمكافحة الجريمة يتركز على الحفاظ على طهارة الانتخابات. "عدد غير قليل من محاولات منظمات الجريمة والزعران للتأثير على نتائج الانتخابات للسلطات المحلية تم منعها في السابق بسبب العمل المهني للمحققين ورجال الشرطة الذين يعملون صبح مساء"، قال المصدر واشار الى عمليات الاعتقال التي تم تنفيذها قبل 7 تشرين الأول (أكتوبر) في طمرة والناصرة وكفر كنا وكفر ياسيف واللقية. "هذه الفترة هي تحد كبير"، قال. "بعد الأحداث الأخيرة وفي ظل التآكل الاقتصادي هناك محاولة للسيطرة على مصادر التمويل عن طريق السلطات، والتخوفات فقط تزداد".
في الشهر الماضي كانت هناك عملية قتل وحادثان لاطلاق النار. قبل أسبوعين قتل ادهم حمود، وهو المهندس في المجلس المحلي في الجديدة – المكر. في الشرطة حتى الآن هم غير متأكدين من أن خلفية عملية القتل هي عمله أو أنه كان ضحية للصراع على السيطرة بين منظمات إجرامية فقط لأنه من أبناء عائلة أحدها. على أي حال لم يتم اعتقال حتى الآن أي شخص مشتبه به في هذه الحادثة. في الأسبوع الماضي تم إطلاق النار على مبنى المجلس المحلي في النقب للمرة الثانية في غضون بضعة اشهر. في نفس الوقت، بدون أي صلة، أطلق مجهولون النار على بيت المهندس في اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في وادي عارة، ولم يصب أحد. أيضا في هذه الأحداث الشرطة لم تعتقل أي مشتبه فيهم. في يوم الجمعة الماضي قدم رئيس بلدية الطيبة، شعاع منصور، شكوى تهديد بالقتل في الشبكات الاجتماعية والشرطة بدأت في التحقيق.
من بيانات مركز الطوارئ لمكافحة الجريمة والعنف التابع للجنة رؤساء السلطات المحلية يظهر أنه منذ أيار(مايو) 2023 كان هناك 18 حادثة اطلاق نار وتهديد وأعمال تخريب واعتداء متعلقة بشكل مباشر أو غير مباشر بمنتخبين أو موظفين في السلطات المحلية العربية. في آب الماضي تم قتل المدير العام في بلدية الطيرة عبد الرحمن قشوع قرب مركز الشرطة في المدينة. وقبل بضعة أشهر قتل أدير غانم، الحارس الشخصي لرئيس بلدية الطيبة، باطلاق نار على بيت الاخير. في أيلول (سبتمبر) الماضي أصيب مصعب دخان، رئيس لجنة التدقيق في بلدية الناصر باطلاق نار على مدخل بيته بعد يوم على ترشيح نفسه لمنصب رئيس البلدية. في أعقاب إطلاق النار هذا أعلن عن سحب ترشحه.
سامية (اسم مستعار)، التي تعمل مستشارة في إحدى السلطات المحلية في الشمال، تعرضت للتهديد اثناء الانتخابات المحلية عندما تم إطلاق النار على سيارتها في شهر أيلول (سبتمبر). "هذا الأمر كان صادما، أنا أصبت بالصدمة"، قالت للصحيفة. "لا يوجد أي سبب كي أتعرض لحادث كهذا. هذا العنف يحدث ليس فقط اثناء الليل، الآن لا يترددون في المس بالموظفين العامين حتى اثناء العمل في وضح النهار، حتى لو كانوا في مناصب رفيعة، لا يوجد أي أحد محصن. عمليا، الموظفون العرب في السلطات المحلية يضطرون إلى الاختيار بين طريقين. الاولى هي الطريق الخطرة، البقاء في المنصب والتقدم. الثانية هي طريق الانسحاب والخسارة، التنازل عن المنصب من شأنه أن يبني لك حياة مهنية ويحقق حلمك ويحقق مصالح المجتمع. لو أن الوزارات الحكومية تعمل كما هو مطلوب، وكانت تقوم بحل المشكلات الصغيرة قبل تحولها إلى مشكلات كبيرة لما كنا نوجد في هذه الفوضى. يوجد هنا تخلي عن الناس وتركهم لمصيرهم. كل ما يحدث حول السياسة المحلية، تهديد الموظفين العامين وما شابه، ينعكس على المواطن بشكل سيئ جدا لأن العمل الجماهيري اليومي تضرر بشكل كبير".
حسب رئيسة مركز الطوارئ، المحامية راوية حندقلو، فإن أعمال عنف كثيرة ترتبط بالانتخابات المحلية لا يتم أبدا الإبلاغ عنها. "الناس لا يسارعون إلى الإبلاغ عن التهديد بسبب عدم الثقة بجهاز الشرطة ومن أجل حماية حياتهم وحياة أبناء عائلاتهم"، وأضافت "عندما يدور الحديث عن النساء فإن الضرر يكون مزدوجا. فالنساء في المجتمع العربي يمشين طريقا طويلة للوصول إلى المنصب ويناضلن من أجل مكانتهن في كل الساحات. المس بالنساء يتسبب بالضرر الكبير، حتى بقدرتهن على التأثير على جدول الأعمال اليومي".
حندقلو أشارت أيضا إلى أن الخطة الخمسية للحكومة في الحقيقة أدت إلى تغيير للأفضل. ولكن السلطات المحلية العربية بقيت منظومة فقيرة وضعيفة، تواجه الكثير من التحديات، كمؤسسة ديمقراطية وكمقدمة للخدمات المدنية للسكان. وقد قالت "بدلا من محاربة منظمات الجريمة فإن الدولة تحارب السلطات المحلية وتعطي هدية للمنظمات وتمكنها من توسيع سيطرتها وإملاء نظام جديد من الخضوع والعنف".
"كل شخص لديه موقف يختلف عن موقف المجلس، وكل شخص يوجد من لا يروق له في البلدية يقرر إطلاق النار على المجلس المحلي. هذا عمل حقير جميع المواطنين يشمئزون منه، ايضا الذين لا يؤيدون خطي السياسي"، قال رئيس المجلس المحلي في اللقية، احمد الاسد، في أعقاب عمليات إطلاق النار هناك. "حتى الآن نحن لا نعرف الخلفية. في الشرطة يقولون بأنه توجد لديهم اتجاهات تحقيق وأنه تم نقل الملف الى الوحدة المركزية، لكني لا اتوقع أن يتم اعتقال أي مشتبه فيهم. بسبب الانتخابات فإن الأجواء الآن هي أجواء متوترة".