الغد-معاريف
بقلم: تسفي ستباك 17/12/2024
اقتراح طرحته في منشورات مختلفة لإقامة حكومة بديلة (حكومة ظل) حظي بردود فعل غير قليلة، معظمها عاطفة وبعضها سلبية – من جانب مؤيدي الحكومة الحالية، ممن رأوا فيه تفكيرا تآمريا وغير ديمقراطي، ومحاولة للالتفاف على نتائج الانتخابات. وعليه، فمن المهم الإيضاح للجميع بأن الفكرة هي جمع قوى المعارضة القائمة – أحزاب انتخبت قانونيا في الانتخابات، بالضبط مثل أحزاب الائتلاف. الاعتراض على إقامة حكومة بديلة، مثل تلك الموجودة لسنوات طويلة في بريطانيا، أساسه سوء فهم للموضوع وسوء فهم جوهري للديمقراطية.
إن إقامة حكومة بديلة يحقق سلسلة من المنافع للمعارضة الصهيونية. يخلق اهتماما جماهيريا وإعلاميا عاليا مقابل حالات الظهور العفوية لممثلي المعارضة اليوم. يثبت قدرة محافل المعارضة على العمل اليوم رغم الخلافات بينها. يساهم في إقناع الجمهور بوجود بديل جيد للحكومة الحالية وأنه يوجد بديل للزعيم الحالي. إن إقامة مثل هذه الحكومة سيشكل أيضا إعدادا جيدا للانتخابات.
الحكومة البديلة لا تقول فقط "ما هو لا" مثلما تقول المعارضة اليوم، بل تقول أيضا "ما هو نعم". ستركز بالذات على المجالات المدنية، وعلى رأسها التعليم، الصحة، الرفاه والاقتصاد – وتعرض الطريق للنمو. حكومة الظلال ستمثل هذا التغيير عن الحكومة الحالية ليس فقط في مواقفها وخططها بل وأيضا في نهجها الحسي – في العطف وفي الاستعداد للعمل من أجل الجموع. مهم جدا لوزرائها ومديريها العامين أن ينزلوا إلى الميدان. حكومة الظلال ستمثل جزءا مهما من الجمهور. من الحيوي منحهم الأمل في أن تنقضي هذه الأيام الرهيبة. مع ذلك لن يكون سهلا إقامة مثل هذه الحكومة وتثبيتها. في الطريق إلى هناك توجد حواجز وتحديات غير قليلة: خصومات شخصية ومواقف سياسية مختلفة، فيما أن المسألة الأساس التي في الخلاف هي الموضوع الفلسطيني.
سيدور، على أي حال، أيضا جدال في مسألة من سيكون رئيس الوزراء في حكومة الظل وكيف ستوزع الحقائب على خلفية الفجوة بين العدد الحالي للنواب من الأحزاب المختلفة وبين الوضع في الاستطلاعات. واذا لم يكن هذا بكافٍ، ينبغي الافتراض بأن الحكومة القائمة ستفعل كل شيء كي تتهم المعارضة بالتآمر في أيام الحرب وستحاول تسخيف الحكومة البديلة. الائتلاف السائد سيستعين بالنقص البنيوي لحكومة بديلة لا يمكنها حقا أن تنفذ وبالتأييد، المعنوي على الأقل من إدارة ترامب.
إن الحاجة لإقامة حكومة بديلة واضحة، لكن لأجل أن تقوم حقا بطلب ضغط جماهيري هائل على الأحزاب الصهيونية الأربعة في المعارضة، لتتفضل بالوصول إلى توافقات في موضوع هوية رئيس الحكومة البديلة، توزيع الحقائب وهوية الوزراء، العثور على وزراء عامين واعداد أوراق موقف تخدم عمل الوزارات المختلفة. التحديات لن تختفي مع إقامة حكومة بديلة، والجميع سيكونون كصفر مقارنة بالتحدي الأكبر: ان نجلب إلى هذا الشعب في الانتخابات حكومة مناسبة تحل محل الحكومة السيئة التي تنثر الوطنية الزائدة. ان نجلس حكومة أخرى تظهر أن شيئا آخر ممكن أيضا.