الغد-هآرتس
بقلم: أسرة التحرير
النيابة العامة للدولة سترفع غدا لائحة اتهام ضد نشطاء الاحتجاج الأربعة؛ عوفر دورون وابنه غال، ايتي يافيه وأمير سديه، المشبوهين بإطلاق طلقات الإنارة البحرية الى منزل رئيس الوزراء في قيساريا. وكان الأربعة اعتقلوا قبل نحو أسبوعين، ويوم الخميس الماضي مدد اعتقالهم بخمسة أيام أخرى، لحين رفع لائحة الاتهام.
الشبهات ضد الأربعة بلا أساس جوهري: جناية القيام بفعل إرهابي على إطلاق مادة متفجرة بغير وجه قانوني، إشعال نار بهدف المس بالبشر، إلحاق ضرر مقصود بمادة متفجرة وإشعال حريق.
من اللحظة الأولى انقض بنيامين نتنياهو، زوجته، رفاقه في المعسكر والحكومة ومؤيدوهم على الحالة كغنيمة كبرى. من ناحيتهم يدور الحديث عن فرصة للإثبات زعما لأفعال ملفقة حول "العنف من الجانبين". كما أن الشاباك والشرطة سارعا للتعاون مع الجنود وتصرفا تجاه الأربعة كإرهابيين يهود بكل معنى الكلمة.
يدور الحديث عن عمل احتجاجي غبي كان يجدر الامتناع عنه، لكنه كان مع احتمال صفري للتسبب بضرر. يدور الحديث بالإجمال عن ألعاب نارية يستخدمها من يخرجون الى البحر كي يطلقوها في حالة الخطر. إضافة الى ذلك، سارع المشبوهون الى الاعتراف، والاعتذار والإعراب عن الندم. ولا ينعكس منهم أي خطر. من يقرر خلاف ذلك ويحاول عرضهم كمن حاولوا التخطيط لعملية مضادة أو لاغتيال رئيس الوزراء وزوجته ببساطة يخدع.
يدور الحديث عن تضخم متهكم لخطر وهمي، هدفه جني ربح سياسي من الحالة. من دون ذرة خجل، عقيلة رئيس الوزراء لم تفوت فرصة لأن تعرض نفسها كضحية لمحاولة قتل، ورفعت شكوى رسمية على "اشتباه لمحاولة قتل و/أو إيذاء، سرقة عتاد عسكري لأهداف إرهاب وجنايات أخرى ترتبط بأمن الدولة وتهديد حقيقي على الديمقراطية". في كتاب الشكوى أشير أيضا الى الموعد الذي اختاره المشبوهون للعمل، قريب من يوم الذكرى السنوية لاغتيال رابين، ما يدل حسب الادعاء "مرة أخرى على النية والإعلان الواضح لمنفذي العملية للمس جسديا برئيس وزراء قائم، في ظروف مشابهة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق وليس فقط بشكل رمزي".
للزوجين نتنياهو ومعسكرهما توجد مصلحة لعرض الاحتجاج كخطير وعنيف. مقابل يغئال عمير وباقي المجرمين السياسيين من اليمين وجدت أخيرا خلية إرهاب من اليسار، ليس أقل. لكن محظور على النيابة العامة أن يغريها استخدام المشبوهين الأربعة الإثبات على ظهرهم لحياديتها السياسية لمن يشهرون بها في معسكر نتنياهو ويصورونها كشريك في المؤامرة لتنفيذ انقلاب سلطوي بوسائل قضائية.
كل اتهام ينسب للأربعة رغبة بالمس جسدي بنتنياهو وبأبناء بيته سيكون تشويها للواقع وسيشكل سابقة خطيرة لملاحقة سياسية لكل من يتجرأ على مواصلة الاحتجاج ضد حكومة نتنياهو.