Friday 28th of November 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Nov-2025

لا أبرياء في القدس

 الغد

هآرتس
بقلم: أسرة التحرير
 
 
 
يوم الأحد الماضي، استعد عشرات الأطفال الفلسطينيين من القدس الشرقية لتقديم مسرحية "تحت شجرة الزيتون" الموسيقية في مسرح الحكواتي. صعد الأطفال، بملابسهم التقليدية، إلى المسرح للرقص والغناء، عندما اقتحم رجال الشرطة، بعضهم ملثمون وبعضهم بملابس مدنية، القاعة، وأمروا بإيقاف العرض. "هل سمعتم ما قلت؟ هل سمعتم؟ الجميع للخارج خلال خمس دقائق!"، صرخ أحد رجال الشرطة بملابس مدنية في وجه موظف المسرح. أصيب الأطفال بالذعر، وبدأوا بالبكاء والركض، وتقيأ أحدهم ذعرا. أما الكبار، فلم يكن لديهم أي إجابة.
 
 
الذريعة القانونية لمداهمة الشرطة للمسرح هي المادة 3 من "قانون تطبيق الاتفاق المرحلي بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة". يهدف هذا القانون إلى تطبيق اتفاقيات أوسلو في التشريع الإسرائيلي. تنص المادة على منع السلطة الفلسطينية من العمل في أراضي دولة إسرائيل. ومن المثير للسخرية، في هذا الإجراء، أن الشرطة الإسرائيلية، بناء على أوامر الوزير إيتمار بن غفير، وصلت إلى المسرح لفرض الامتثال لاتفاقيات أوسلو.
بن غفير ليس أول وزير يستغل منصبه للإساءة إلى سكان القدس الشرقية باسم هذا القانون. كما اعتاد الوزراء السابقون توقيع أوامر الإغلاق وإرسال الشرطة لتفريق مهرجان للمهرجين، وبطولة كرة قدم، وحدث يوم المرأة، ومؤتمرات صحفية، وحفل إطلاق كتاب، وغيرها بالقوة. كل ذلك باسم الادعاء بأن السلطة الفلسطينية متورطة في الحدث من خلال تمويل أو رعاية أو حتى استضافة شخص مرتبط بالسلطة. في معظم الحالات، تكون المشاركة ضئيلة، إن وجدت. إن الالتزام القسري بأحد بنود اتفاقيات أوسلو أمر غريب - بالنظر إلى حقيقة أن إسرائيل دمرت الاتفاقية من خلال البناء العشوائي في المستوطنات وتشجيع إنشاء العشرات من البؤر الاستيطانية والمزارع والتجمعات السكنية الجديدة في الضفة الغربية.
إن الغرابة في هذه الحالة لافتة للنظر بشكل خاص في ضوء الفشل الذريع للشرطة والوزير المسؤول عنها، في كل مجال، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمواطنين والمقيمين العرب. في اليوم التالي لاقتحام المسرح، نُشرت بيانات حول جرائم قتل النساء في إسرائيل: قُتلت 43 امرأة منذ بداية العام، وهو رقم قياسي منذ عقد، ويوشك أن يحطم رقم قياسي في عدد جرائم القتل في المجتمعات العربية - 230 جريمة قتل منذ بداية العام.
والأسوأ من ذلك: أن الاعتداء العنيف من قبل الشرطة على مسرحية أطفال يرسل رسالة إلى الجمهور مفادها بأن عبارة "فلسطيني بريء" من وجهة نظر إسرائيل هي تناقض ذاتي، سواء كان من حماس في قطاع غزة أو طفلا في مسرحية بالقدس الشرقية. هذه وصفة مؤكدة لليأس والعنف، وتشجع أكثر العناصر تطرفا في المجتمع الفلسطيني، وتعطي تأكيدا إضافيا للمجتمع الدولي بأن إسرائيل تتجه نحو تعميق الاحتلال والقمع والفصل العنصري.