Monday 29th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Feb-2024

فيلم «الحِمل».. جديد الجيش لمواجهة المخدرات
الدستور - نيفين عبدالهادي
للحديث بقيّة، وللرسائل سطور جديدة أكثر إبداعا وتميّزا، وللكلمات تتمّة بحقائق جديدة وإضافات عميقة، هكذا يتحدث صانعو فيلم «الحِمل» في مديرية الاعلام العسكري عن عملهم السينمائي الأول والذي اعتمدت إدارات عدد من المهرجانات الدولية ليخوض غمار منافسات دولية ضمن فئة الأفلام القصيرة، في حين وصل بعدد منها إلى التصفيات نصف النهائية بعد قبوله واختياره خلال منافسات سبقت ذلك، ليكون الفيلم الأول ليتبعه أفلام أخرى تصنع من ألفها إلى يائها بسواعد نشامى القوات المسلحة/ الجيش العربي.
 
قفزة نوعية في عالم التميّز، خرج بها الاعلام العسكري لمكان آخر يضاف لنجاحاته العملاقة في المجال العسكري، بتوجهه نحو الدراما ليتم توظيفها بصورة عبقرية لمكافحة آفة المخدرات، فكان فيلم «الحِمل» الذي يقف خلفه كوادر ضخمة من نشامى القوات المسلحة، وباقة مبدعة من الفنانين الأردنيين الذين سارعوا للمشاركة به بمجرد الاتصال بهم، ليحضر الجيش العربي بميدان جديد وعلى مستوى دولي بتميّز، وتأكيد أن الفيلم هو التجربة الأولى، لكن الكلمة الكاملة لم تقل بعد، فسيتبعه الكثير من الأفلام الأخرى، والتي ستركز في هذه المرحلة على المخدرات ومحاربتها.
 
في مقارنة ذكية، وظّف الاعلام العسكري الدراما السينمائية في الحرب على المخدرات، فالأردن يواجه اليوم حربا شرسة على حدوده تحديدا الشمالية منها على آفة المخدرات، وعلى المهربين والمتسللين، فهي حرب خطيرة يدفع بها نشامى القوات المسلحة الخطر عن الوطن وعن المنطقة، من هذه العصابات والمهربين الذين يستهدفون الأردن والمنطقة بحرب خطيرة في تجارة المخدرات، ليكون فيلم «الحِمل» أداة جديدة يستخدمها الجيش لمواجهة آفة المخدرات وحرب الوطن عليها وعلى من تسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن واستقراره.
 
جريدة «الدستور» في متابعة ميدانية لتفاصيل انتاج وإعداد وتصوير فيلم «الحِمل»، مع المعنيين بالإعلام العسكري ومع عدد من الفنانين المشاركين به، تابعت بداية الفيلم الذي لم يتم عرضه حتى الآن كونه يشارك بعدد من المهرجانات الدولية، لنرى فيلما دوليا بحرفيّة التفاصيل، إخراجا وتمثيلا وأداء، بتفاصيل منها الصغير وآخر كبير، لكنها تحمل جميعها رسائل غاية في الأهمية، والإبداع، يبدأ الفيلم بقصة وينتهي بقصص، بمعنى أنه يبدأ بحالة في موضوع المخدرات، وينتهي بتعبير عبقري بأن حرب المخدرات لم تنته وأن الخطر لا يزال قائما، والمواجهة باقية، ليجسّد الفيلم رؤية ثاقبة ومميزة للقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية الإعلامية.
 
رؤية القيادة العامة للقوات المسلحة الإعلامية
 
مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى عبد الحليم الحياري أكد أن فكرة إنتاج فيلم «الحِمْل « السينمائي أتت لتنفيذ رؤية القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية الإعلامية تجاه استخدام كافة الوسائل الاتصالية والاستفادة من الدور الهام للفن للوقاية والتوعية من خطر آفة المخدرات التي تعاني منها العديد من المجتمعات في المنطقة والعالم، وكذلك كشف حقيقة واقع تجار المخدرات والعصابات والمهربين الذين يستغلون ضعف الوعي المجتمعي لدى الناس للإيقاع بهم في قبضتهم والفتك بهم بشتى أشكال العنف ضد الإنسانية.
 
وأضاف العميد الركن الحياري أن الخطة الإنتاجية لفيلم «الحِمْل» هدفت بكافة مراحلها إلى ترجمة الرؤية التوعوية الهادفة على الفيلم وتجسيدها بالقصة الدرامية وإيصال واقع الحياة المؤلم الذي تعيشه هذه العائلات التي فتكت بها آفة المخدرات، من خلال توفير كافة الإمكانات المتاحة لفريق العمل العسكري في إنتاج مشروع فيلم «الحِمْل».
 
عائلة أردنية تقع بشباك الشر في 23 دقيقة
 
قصة الفيلم الذي حقيقة يجذبك بشكله الإبداعي إخراجا وتنفيذا، تدور على مبدأ الخير متمثلا في عائلة «أبو عمر» الشخص البسيط الفقير، الذي تجرّه طلبات زوجته الكثيرة لشباك الشر المتمثل بشخصية «عودة» تاجر المخدرات، ففيما قاوم مطولا عدم الانجرار وراء تجارة المخدرات، لكنه يضطر لذلك إرضاء لزوجته.
 
وتمضي أحداث الفيلم الذي تصل مدته لـ(23) دقيقة فقط، بتفاصيل رائعة وتصوير ينقل لك حقائق من الحدود ومن طبيعة العائلة الأردنية البسيطة، ومن طلبات الزوجة التي لا تنتهي، لتقودك الأحداث لمفاجأة أن زوجة «أبو عمر» مدمنة مخدرات، وكذلك ابنه الكبير عمر، وتمضي الأحداث في سياق درامي تشويقي رائع، وبوسائل إخراجية حديثة تصوّر الشر بتفاصيل دقيقة ذكية، تبدأ من الساعة التي في يد «عودة» رمز الشر في الفيلم، وتمر في السيجار وصولا لأزرار جاكيت عودة التي ينتهي بها آخر مشاهد الفيلم كرمزية بأن الشر لم ينته وخطر المخدرات لا يزال موجودا.
 
نهاية الفيلم تحمل الكثير من عناصر المفاجأة، والحزن والهلاك لمتعاطي المخدرات والذي يتاجر به، ويحمل رسالة تحذير كبيرة من آفة المخدرات، سيما عندما تكون سببا في الحاق أضرار جسام على الإنسان وتهلكه وتدمّر عائلته، ويعدّ من الأفلام الذي يفتح بداية جديدة في نهايته، يبدأها المشاهد بسؤال ماذا بعد؟ وهو نوع من الدراما السينمائية الهامة المعروفة «بالنهاية المفتوحة».
 
عندما ينتهي الفيلم بدقائقه الـ 23، تنظر لساعتك لتفاجأ بأن الوقت مضى، كونه يأخذك لحالة من التشويق والبحث عن الحقيقة، والمتعة الرائعة، سيما وقد تضمن مشاهد حيّة وواقعية من مواجهات نشامى القوات المسلحة على الحدود في حربهم على المخدرات والمهربين والمتسللين، لتخرج بثروة ثقافية وتوعية ومعلوماتية كبيرة وهامة جدا، فهو أكبر من فيلم، وأكثر من رسالة، وكما هي تأكيدات صانعيه لا يزال للحديث بقيّة.
 
الرائد التويجر .. هذه تفاصيل «الحِمل»
 
وحيث يجتمع صانعو فيلم «الحِمل» من إخراج وتنفيذ وإنتاج وفنانين، التقت «الدستور» بمخرج وكاتب السيناريو للفيلم المبدع الرائد محمد جميل التويجر، الذي وضعنا بصورة تفاصيل الفيلم وولادة فكرته، وتفاصيل خروجه بالصورة التي قادته للسجادة الحمراء لعدد من المهرجانات الدولية منافسا وبقوة عن فئة الأفلام القصيرة، على مستوى دولي.
 
وعن فكرة وفلسفة الفيلم قال الرائد التويجر أن فلسفة القصة الدرامية بنيت من الحِكمة القديمة: « إن الهلاك يبدأ بفكرة شيطانية.. فإما أن تتركها وتنجو.. وإما أن تلحقها فتهلك «فبُنِيَ التصور الدرامي لشخصية الخير «أبو عمر» الرجل الخمسيني البسيط وهو يقاوم المخططات الشيطانية لـ «عوده» شخصية الشر الذي يسعى بكل الوسائل لاستدراج أبو عمر للعمل معه وإيقاعه في قبضة العصابات الإجرامية الخارجة عن القانون، وينتج من تطور هذه الأحداث الدرامية قصة الخيانة والغدر وهلاك الإنسان وهو يجري خلف طمعه والرضوخ لوساوس شيطانه.
 
وبين الرائد التويجر أن فيلم «الحِمل» هو أول فيلم سينمائي تنتجه القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، من خلال مديرية الإعلام العسكري، ويعدّ فيلما قصيرا مدته (23) دقيقة، وأنتجت مديرية الإعلام العسكري الفيلم، فيما تم الإعلان عن اختياره للمشاركة في عدة مهرجانات سينمائية دولية، لافتا إلى أنه بتوجيهات من مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري جاءت فكرة الفيلم في خطوة لتوظيف الدراما السينمائية لمحاربة المخدرات، بدأ في اجتماع مصغر، بأن يكون الفيلم أداة لمواجهة المخدرات والمهربين، وفور التوجيه بإنتاجه بدأت ماكينة العمل في كتابة النص والترتيبات اللازمة بهذا الشأن، سيما وأننا جزء من منظومة المؤسسات الإعلامية في مواجهة المخدرات.
 
وبين الرائد التويجر أن المواد السينمائية هي الأكثر تأثيرا في المجتمعات، تحديدا على الشباب والأسرة، والأكثر سرعة وأداة إقناعية هامة، ورأينا أننا بذلك نحصّن المواطن بشكل حقيقي وعملي، ونتحمل من خلاله مسؤوليتنا الإنسانية وهو بالمناسبة ما جعله فيلما دوليا، وعليه بدأنا على الفور بمراجعة داخلية لواقع عملنا وأدواتنا وقدراتنا، تفاديا للخطأ قدر الإمكان، حتى وصلت للقصة التي ستكون للفيلم وكان عليّ أن تكون متكاملة حتى تخرج بالرسالة التي تدعم عمل القوات المسلحة في مواجهة المخدرات.
 
كتابة النص والإخراج معا
 
وعند البدء بكتابة النص، قال الرائد التويجر راجعت أحد أساتذتي وأخبرته بأنه قد أوكلت لي مهمة كتابة فيلم سينمائي، فوجه لي نصيحة بقوله «أنا أعرفك وأعرف أنك تملك حسا وطنيا عاليا ورؤى في الكتابة هامة، وتملك خبرات بالإخراج والعناصر الإخراجية والإنتاجية ممتازة، ولفت انتباهي لمسألة هامة بأن أكثر المواد شهرة ونجاحا تلك التي كان بها كاتب السيناريو هو المخرج، ورغم أنني أجبته في حينه أن بذلك يزداد الحمل والمسؤولية عليّ، إلاّ أنني قررت ذلك كون المخرج هو من يرى ما يكتب بصورة أكثر ابداعا، وبما يجسد رسالة ورؤى القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية.
 
وفيما أكد الرائد التويجر أنها تجربته الأولى في إخراج وكتابة الأفلام السينمائية، قال بدأت بالاطلاع على حالات للإدمان على المخدرات والتعاطي أو الدخول بهذا العالم المدمّر، محليا وعربيا، لأرى بعيني كم هي آفة موحشة جدا، هي الشيطان بحد ذاته، لأرى قصصا مؤثرة جدا، ما أدى إلى إسقاط نفسي عليّ مما جعلني أعيد النص لأكثر من أربع مرات، وأعدت السيناريو بواقع مخفّف، لكن وضعت رسالة في الثواني الأولى للفيلم بأن هذه الآفة خطيرة ومدمّرة، وكتبت رسالة بأن قصة الفيلم تجسّد أن الواقع يشهد قصصا أكثر إيلاما من قصة هذا الفيلم، هذا كان مدخل الفيلم، وأوصلت رسالة بأن أي شيء تراه هو صورة مخففة عن ما يحدث على أرض الواقع الذي يجب أن يعيه الجميع.
 
فكرة في إطار الاستراتيجية الإعلامية للقوات المسلحة
 
وبالطبع فكرة الفيلم وفق الرائد التويجر كان يمكن أن تكون فيلما طويلا، لكن بحكم أنها تجربتنا الأولى ذهبنا للفيلم القصير، وبقيت في خانة الفيلم القصير، والذي بالمناسبة يحتاج جهدا كبيرا، مبينا أنه باللغة الإخراجية يتم الاعتماد على النبضات السردية داخل المشاهد، بحيث تطوّر الخطوط الدرامية تجاه منحنيات تعبّر عن ما يحدث بشكل مفصّل على أرض الواقع.
 
بعد ذلك أنهيت النص، يقول الرائد التويجر ضمن الاستراتيجية الإعلامية للقوات المسلحة بتوجيهات ومتابعة بالطبع من القيادة العامة، وأن نعمل ضمن إطار سياسات واستراتيجية القوات المسلحة الإعلامية، وبدأنا بإخراج النص بعد ذلك، وإخراج الفيلم سينمائيا.
 
3 أشهر منذ كلمة نبدأ وحتى بدء التصوير
 
وعن مدة التجهيزات قال الرائد التويجر إنها استغرقت قرابة ثلاثة أشهر، من شهر أيلول وحتى كانون الأول 2023، منذ كلمة نريد انتاج فيلم، وحتى تم بلورة الصورة للفيلم نصا وانتاجا واخراجا، بالطبع أخذنا كل هذه المدة كونها المرة الأولى، حتما ستكون المدة أقل في المرات القادمة، ومن ثم بدأت باختيار الممثلين.
 
وقال الرائد التويجر ان باقة الممثلين المدنيين ساعدونا في إيصال الرسالة بشكل كبير، وقدّموا الكثير من الملاحظات الهامة في حبكة الفيلم، وساهمت بإرسال الرسالة التي نريد، ويخدم النص، وكان الكثير من المشاهد يُعاد تصويرها لأكثر من مرة، حتى نصل للصورة التي تحكي الحقيقة.
 
95 % من مواقع التصوير حقيقية
 
أمّا طاقم عمل الفيلم فهو بكامله عسكري، وفق التويجر : مساعد الإخراج، المصوّرون، الإنتاج، في حين ان الفيلم تم تصويره في خمسة مواقع تصوير، و 95 % من مواقع التصوير هي مواقع حقيقية على أرض الواقع منها الواجهة الحدودية التي يواجه بها نشامى القوات المسلحة محاولات التسلل، بالإضافة إلى اختيار البيئة التصورية تم اختيارها بشكل يحاكي الواقع في منطقة تشهد هذه التفاصيل والأحداث بشكل حقيقي.
 
ولفت التويجر إلى أن الفيلم اتبع به المدرسة الواقعية، حيث اقتربنا للواقع بشكل كبير وابتعدت عن الفانتازيا، واتجهنا للمدرسة الواقعية وهي بالمناسبة الأحدث سينمائيا بأن أنقل الواقع كما هو، وأتحدث للمشاهد عن واقعه ليعيشه كما هو، وتلاحظه بوضوح، فأفضل شيء أن أعكس الواقع كما هو.
 
وأشار التويجر إلى أن أكثر الملاحظات التي وصلت عن الفيلم من المهرجانات الدولية أنه فيلم إنساني وأن الفيلم أوصل الرسالة الاجتماعية بشكل كبير، وأنه فيلم حقيقي وواقعي جدا واحتراف بتنفيذ المدرسة الواقعية الجديدة، يتبع للمدرسة الواقعية، وهذا له أثر كبير على عملنا إيجابا.
 
مهرجانات دولية
 
وعن مشاركة الفيلم بمهرجانات دولية قال الرائد التويجر اعتمدت إدارة مهرجان أونيروس السينمائي ومهرجان نيويورك السينمائي الدوليين في الولايات المتحدة الأمريكية- ولاية نيويورك الفيلم السينمائي « الحِمْل» مع عدد من الأفلام العالمية ضمن فئة الأفلام القصيرة، كما وصل الفيلم إلى التصفيات نصف النهائية بعد قبوله واختياره خلال منافسات شهر كانون الثاني لهذا العام في المهرجانين، كما ووصل الفيلم للتصفيات النهائية في مهرجان CKF السينمائي الدولي في المملكة المتحدة - العاصمة لندن عن فئة الأفلام القصيرة، وفزنا بجائزتين دوليتين.
 
وكشف الرائد تويجر أنه من المقرر أن يتم الإعلان عن أسماء الأفلام التي ستستمر للمراحل التالية خلال شهر شباط الحالي وحتى منتصف نيسان المقبل من هذا العام، وقد وصل لهذه المرحلة مع فيلم «الحِمْل» الأردني فيلمان إماراتي وتركي من منطقة الشرق الأوسط ضمن نفس الفئة للتنافس مع (78) فيلما عالميا وصلت لهذه المرحلة في مهرجان أونيروس و(76) فيلما في مهرجان نيويورك الدولي.
 
ولفت الرائد التويجر إلى أنه ضمن منافسات مهرجان CKF أصبح فيلم « الحِمْل» الفيلم العربي والشرق أوسطي الوحيد على لائحة التنافس للمراحل القادمة والتي انحصرت في (16) فيلما على مستوى العالم.
 
وأوكلت لنا مهمة الوصول للمهرجانات الدولية حتى نقدّم الفيلم لها، وبالفعل بدأنا بمتابعة منصات عدد منها وتقدّمنا به، واعتمدنا أيضا على المكتبة العالمية للأفلام، وهي منصة تأسست عام 1992، من الجهات الهامة تمنحك اعتمادية الفيلم لدخول المهرجانات، وترشحنا لعدد منها متنوعة المدارس الإخراجية والنقدية، عربية وإفريقية وأوروبية، وأمريكية، وما زلنا حتى اللحظة نستقبل دعوات للمشاركة في مهرجانات أخرى.
 
تحديات نجاح المرة الأولى
 
وعن التحديات التي واجهت عملهم قال الرائد التويجر يمكن القول إن التحديات تأتي في سياق مجمل التحديات لأي انسان أو جهة بأنني سأخوض التجربة للمرة الأولى، كل شيء كنا نقوم به ضمن حرص شديد لان يخرج بأفضل صورة، لجهة تجهيز المواقع والتفاصيل الإخراجية، لنخرج بفيلم ناجح.
 
وأذكر على سبيل المثال بأحد المشاهد طلبت جمجمة لنقل رمزية معينة بأن هذا الشخص دخل في الشر وبعد ساعتين تم احضارها لي، ووظفتها بالمادة والمشهد، حتى أخرج بصورة ناجحة، بشكل عام الصعوبة كانت في كونها المرة الأولى، دون ذلك الأمور كانت تسير بشكل طبيعي وجيد.
 
ولخّص الرائد التويجر تحديات العمل بقوله نحن كان لدينا شعور «خوف على» وليس «خوفا من»، بمعنى أننا جميعا شعورنا خوف على الفيلم بأن يخرج بشكل مثالي ليليق بشعار الفيلم الذي يتشرف به، شعار القوات المسلحة، لكن لم نخف من أي شيء بالمطلق في عملنا.
 
وعن الخطوة القادمة قال الرائد التويجر سيكون لنا أفلام أخرى، الفيلم القادم أيضا عن المخدرات، وحتما هناك الكثير من المواضيع التي يمكن أن ننتج لها أفلاما، كموضوع السوشال ميديا والتعامل معها، والسير، وغيرها من المواضيع الهامة التي تحمل أبعادا إنسانية.
 
اختيار الاسم
 
وعن مرحلة اختيار اسم الفيلم قال الرائد التويجر مرحلة انتقاء اسم الفيلم مرحلة صعبة وليست سهلة، ذلك أن الانتقاء يجب أن يكون حذرا جدا ويُسقَط على أكبر عدد ممكن من المعاني التي يحملها الفيلم، يجب أن تكون مفردة تحمل تعدد المعاني اللغوية بحيث يتمكن المشاهد أن يقرأ الفيلم من اسمه.
 
وبين الرائد التويجر أن «الحِمل» هو حِمل اجتماعي واقتصادي وانساني وحتى على المهرب نفسه، فهو حِمل وعبء للكثير من الأعباء التي تحدث نتيجة المخدرات، علما بأن انجح المواد والأفلام أن تصل لحكمة وملخص للأحداث.
 
وعن حضور المرأة في الفيلم، أكد الرائد التويجر أن المرأة حضرت بالعمل وبالتفاصيل الدرامية حيث كانت حاضره في الأحداث، والسبب الرئيس لتوجيه الخير نحو الشر، فهي أساس بالحبكة الدرامية. وبهذا الإطار يضيف الرائد التويجر لقد تعرفت على حالات حقيقية وواقعية لسيدات كن ضحايا للمخدرات، وأخريات كنّ سببا في جرائم، وعمليا أسقطت عددا من هذه الوقائع على الفيلم.
 
مع الفنانين
 
وفي إطار جولتنا تحدثت «الدستور» مع الفنان شادي موسى ممثل شخصية الشر في الفيلم، الذي أكد أنها تجربة أكثر من مميزة، وعبقرية ووظفت السينما بشكل عبقري في محاربة المخدرات، واعتبرها من أكثر تجاربه في العمل الفني أهمية.
 
ولفت موسى إلى أنه عندما اتصل به المخرج الرائد محمد التويجر وافق على الفور في أداء دور عودة في الفيلم، دون معرفة أي تفاصيل، ذلك أن التجربة بحد ذاتها هامة ورسالة وطنية يفخر بأدائها.
 
وقال موسى التجربة ممتعة وصعبة وبها تحدّي النجاح، لافتا إلى أن فترة التصوير استمرت أربعة أيام، يوم كامل على الحدود وأذكر أنه كان يوما باردا جدا، لكن عندما تعمل مع فريق مليء بالحب والعمل نحو النجاح، حتما يكون المنتج ناجحا في ظروف إيجابية، وكان التحدي الأكبر لنا هو النجاح.
 
وحرصنا جميعا على تفاصيل صغيرة وكبيرة لإنجاح الفيلم، ووصوله لأعلى درجات النجاح وكما نرى اليوم للعالمية، وكنت اقترح على المخرج الرائد التويجر بعض التفاصيل التي يُمكن أن تنقل صورة تخدم التفاصيل، وقد استغرق التصوير أربعة أيام والمونتاج (14) يوما، من العمل الممتع جدا.
 
وشارك في الفيلم باقة من الفنانين الأردنيين الواعدين وكان لهم الأثر الكبير في إنجاح الفيلم، منهم الفنان « تيسير البريجي « والفنان « شادي موسى « والفنانة» رابعة السدر « وعدد من الشباب الواعد في المجال الفني.
 
المركز الإعلامي العسكري
 
وعن المركز الإعلامي العسكري ورسالته قال الرائد محمد التويجر ان المركز الإعلامي العسكري أسس برؤية ملكية عام 2016 والغاية الأولى لنواة المركز الإعلامي الإنتاج الفيلمي القصير للتغطيات الصحفية للقوات المسلحة واستعراض رسائل وجهود وقدرات القوات المسلحة، لأن يكون ذراع انتاج عسكري له ادواته الإنتاجية الفيلمية بحيث يمكّن القيادة العامة أن توظف رسائلها على المستوى الاستراتيجي بمواد إعلامية تلبي روح العصر وفق الثورة الإعلامية.
 
وبين الرائد التويجر أن المركز مر بمراحل تطوير معينة وصلنا لمرحلة ان نغطي كافة نشاطات القوات المسلحة إعلاميا، كما تم تدريب كوادره بأرقى المعاهد داخل الأردن وخارجه وتم تأهيل ضباطها ووصلنا مرحلة رضينا بها عن أنفسنا على مستوى اقليمي وعالمي بهذا الجانب.
 
ليأتي فيلم « الحِمْل « الذي أُنتج لأول مرة بشكل كامل من مديرية الإعلام العسكري، ونفَّذَه المركز الإعلامي العسكري كتابةً وإخراجاً وإنتاجاً وتصويراً ومونتاجاً من قبل الكوادر العسكرية الإعلامية العاملة فيه