Saturday 22nd of February 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Feb-2025

فلسطينيون يقتلعون من مخيمات اللاجئين بالضفة

 الغد-هآرتس

هاجر شيزاف
 
في القاعة التي تحولت إلى معسكر مهجرين في كفر اللبد قرب طولكرم، توجد فرشات تغطي الأرضية. هنا ينام مهجرون من مخيمات اللاجئين طولكرم ونور شمس، الذين أمرهم الجيش بإخلاء بيوتهم أو تركوها بإرادتهم بسبب الخوف في الفترة الأخيرة أثناء عملية "السور الحديدي" في الضفة الغربية. التحدث معهم يكشف عددا من أساليب عمل الجيش: اقتحام البيوت واجبار سكانها على المغادرة، احيانا بدون أي مساعدة على طول الطريق. وكشف ايضا أن الفلسطينيين الذين تم استخدامهم كدروع بشرية واحتجازهم لايام بدون التمكن من الاتصال مع العالم الخارجي.
 
 
 حسب التقديرات فإنه في العملية الحالية للجيش الإسرائيلي عدد المهجرين الفلسطينيين من مخيمات اللاجئين في شمال الضفة يتراوح بين 30 – 40 ألف شخص، 500 منهم وجدوا ملجأ في كفر اللبد، سواء في شقق مستأجرة أو في مخيمات للمهجرين. حسب اقوالهم هم لم يأتوا إلى هنا عبثا: إلى هذا الاتجاه أمرهم الجنود أن يتوجهوا عندما اقتحم المخيم في ليلة ماطرة في 9 شباط، التي بدأت فيها عملية في نور شمس. "في منتصف الليل قام الجيش بتطويق المخيم بالكامل وبدأ ينادي بمكبرات الصوت على الناس"، قال إبراهيم وهو أحد سكان المخيم. "بعد ذلك اقتحم الجيش بيتي واخذني. كان الطقس ماطرا وباردا، الجنود استخدموني كدرع بشري ومشوا خلفي وصوبوا سلاحهم نحوي من أجل أن تصل كل رصاصة توجه اليهم ايضا لي". وقال ايضا "الجنود تجولوا معي في ثلاثة – اربعة أحياء إلى أن وصلنا إلى حي المنشية في المخيم، ومن هناك طلبوا منه التوجه نحو الجنوب. لم يكن معي أي شيء، فقط ملابسي التي ارتديها. خرجت حتى بدون جرابين".
 
 
قبل ذلك بدأ الجيش العمل في مخيم طولكرم للاجئين، المخيم الكبير، وإخلاء سكانه. فقط أول أمس تم تدمير هناك 11 بيتا لتوسيع الشارع الذي يمر في المخيم من أجل السماح للسيارات العسكرية بالوصول إلى وسطه. الدمار يثير الرعب في أوساط المهجرين وهم لا يعرفون اذا كان سيمكنهم العودة وإلى اين. الجيش قام بنفي أن هناك سياسة رسمية لإخلاء السكان من الضفة وقال فقط بأنه يسمح فقط لمن يريد المغادرة فعل ذلك. ولكن شهادات كثيرة تدل على وجود نموذج فيه الجنود يجبرون السكان على المغادرة. وحسب أقوال ابراهيم فإن الجنود سمحوا لوالديه بالبقاء في بيتهما الموجود على مدخل المخيم، لكنهما يعانيان من انقطاع المياه ونقص في الطعام. المحلات في المنطقة مغلقة طوال الوقت والطعام يتم ادخاله إلى المخيم بشكل غير منظم وبكميات صغيرة.
في غضون ذلك ابراهيم و70 شخصا من سكان المخيم وجدوا ملجأ مؤقتا في كفر اللبد. على مدخل القاعة التي ينام فيها الرجال كان هناك شخص يقلي الفلافل على غاز بدائي، وإلى جانبه كانت توجد صناديق خضراوات. قبل بضعة ايام الجيش اقتحم القاعة واعتقل ثلاثة اشخاص. في هذا الاسبوع، في محاولة لتشجيعهم، تم اجراء حفل زفاف لعروس كان عرسها قريبا، وأول أمس تمت مشاهدة في القاعة بقايا الزينة. كل ما يوجد هنا، كما يقول سكان القرية المستضيفة، مصدره مبادرات اشخاص افراد تجندوا من اجل المهجرين. "في اليوم الذي بدأ فيه الهجوم (على مخيم نور شمس)، جاء الناس من الصباح الباكر لاستقبال اخوانهم"، قال عبد الله ياسين فقهة، امام مسجد في القرية ويقوم بتنسيق المساعدات. "كلنا تجندنا. شخص أحضر فرشة وشخص آخر احضر بطانية. لم يكن أي رد من التنظيمات الرسمية أو المنظمات الدولية والمحلية. كل ذلك جهد شعبي".
 
 
وليد، من سكان مخيم طولكرم، جاء إلى كفر اللبد مع زوجته واولاده الستة. "لقد طردونا في منتصف الليل في الجو الماطر"، قال. "اقتحموا بوابة الجيران وبعد ذلك دخلوا عندنا وقالوا: يلا، اخرجوا من البيت". الجندي قال لي بأنه يمكننا العودة بعد اسبوعين. في هذه الاثناء أنا موجود هنا منذ 24 يوم". حسب قوله هو وأبناء عائلته تركوا المخيم بدون ملابس وأموال لأن الجنود حثوهم على المغادرة، واضطر إلى أن يرتدي نفس الملابس عشرة أيام. الأولاد لا يذهبون إلى المدرسة التي توجد في المخيم الذي غادروه.
العمليات العسكرية المتواترة تحولت إلى عمل يومي لسكان مخيمات اللاجئين في طولكرم. "هم يأتون بصورة اسبوعية"، قال وليد. "لقد بدأنا نحاول توقع متى سيحدث ذلك في كل اسبوع. هل سيدخلون يوم الثلاثاء أو يوم الأربعاء، ونضع خطط لذلك – ملء المياه وجمع الغذاء لأربعة – خمسة أيام. عمليات سابقة أجبرت العائلة على مغادرة المخيم، لكن ليوم أو يومين في كل مرة. بسبب النزوح المتواصل في هذه المرة فقد خطر بباله بأن هدف إسرائيل هو تفكيك المخيم. "ما يفعلونه يعتبر عقابا جماعيا"، قال. "أنت لا تريد المسلحين، وتريد معاقبة الجميع. أنت تبحث عن عشرين شخص ومن أجل ذلك تقوم بمعاقبة 40 ألفا. هذا يعتبر فشلا للجيش". سكان المخيم يعودون ويذكرون امرأتين من سكان المخيم: سندس شلبي الحامل التي تم إطلاق النار عليها وقتلت عندما حاولت الخروج من المخيم. ورهف الاشقر التي قتلت عندما قام الجنود بتفجير باب بيتها. ايضا القرية المستضيفة عرفت ذلك ولكن في وقت متأخر، بعد أن اطلق الجنود النار وقتلوا صدام رجب ابن السبع سنوات عندما كان يزور والده في طولكرم.
أول أمس اقامت منظمة "اطباء من اجل حقوق الانسان" عيادة متنقلة في كفر اللبد. خارج العيادة تجمع الكثير من النازحين، وقالوا إنه لم يكفهم أخذ أدوية لأمراض مزمنة التي يعانون منها. صلاح الحاج يحيى، مدير العيادة، قال إن الاطباء والممرضين المتطوعين قاموا اليوم بعلاج 400 شخص مهجر. "الوضع فظيع ومحزن جدا"، قال. "هناك مس بالحق في الصحة والسكن والحصول على المياه وحرية الحركة والتعليم. الناس جوعى ولا توجد لديهم ادوية أو مواد أو ملابس دافئة في الطقس البارد جدا". وحسب قوله فان المس بنشاطات "الاونروا" تفاقم وضع سكان مخيمات اللاجئين بشكل خاص وسكان الضفة بشكل عام. ويضاف إلى ذلك ديون وزارة الصحة في رام الله للموردين التي تنبع من احتجاز اموال الضرائب للسلطة الفلسطينية من قبل إسرائيل.  هكذا اصبح يوجد نقص في الادوية. "نحن نطلب من حكومة إسرائيل ومن الجيش الإسرائيلي وقف المس بالابرياء الذين يشكلون الاغلبية الساحقة من سكان مخيمات اللاجئين"، قال الحاج يحيى.
ورد المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي بأن الجيش لا يقوم باخلاء السكان في مخيمات الضفة الغربية، لكنه يسمح يريد الابتعاد عن مناطق المعارك فعل ذلك بأمان. القوات تعمل وفقا للقانون الدولي وقيم الجيش الإسرائيلي، مع تقليص المس بالمدنيين بقدر الامكان. التوجيهات تحظر بشكل صريح استخدام الاشخاص غير المتورطين في مهمات عسكرية، وأي خرق للتعليمات يتم التحقيق فيه وعلاجه".