Monday 29th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Feb-2024

رواية بازار الفريسة.. جرأة وينبوع من الأسئلة

 الدستور-ناصر الريماوي

«بازار الفريسة».. هي الرواية الثانية للكاتب والصحفي خالد سامح المجالي، والتي صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بعد روايته الأولى «الهامش» عام 2020.
تستقي هذه الرواية، «بازار الفريسة» أهمية خاصة من حيث التناول وربما التصدي لتلك الحقبة الزمنية المعاصرة من تاريخ النضال العربي الفلسطيني في لبنان والأردن وفلسطين والمنطقة العربية بأسرها، وما واكبها أيضا من خيبات متتالية أفضت إلى تحولات جذرية وعميقة طالت أغلب المعايير والمفاهيم والقيم المرتبطة بالمسار النضالي آنذاك.
ليس هذا فحسب بل واستباحت كثيرا من الأطر السياسية الفاعلة وغير الفاعلة وأصابتها ببعض التشظي والتمزق. خيبات وإرهاصات لم يسبق لها مثيل رافقت خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت عام 1982 ثم تشتت كوادرها في أصقاع ومدن بعيدة عن خطوط المواجهة، وقلب الموازين السائدة آنذاك في الجغرافيا السياسة رأسا على عقب.
تحديات وحشد للوعي العربي الجمعي وحروب ومواجهات طاحنة لنيل الحقوق، ثم فجأة ودون مقدمات هزائم نسبية قاسية وجلوس طوعي مبيت إلى طاولة غير مستديرة لاختلال القوى وموازين الضغط السائدة قبالة الآخر، أفضت في نهايتها إلى مصافحات علنية صادمة للأغلبية وتوافق مغاير مع الذي كان يسمى بالعدو ومنذ وقت قصير، ثم اتفاقات سلام رسمية، موقعة في «أوسلو»، وضعت أحد طرفي المعادلة، وتحديدا ذلك الجانب الأضعف، تحت المجهر الدولي المخاتل لتقرير مصيره وإثبات أحقيته في استعادة أرضه ذات يوم .
حقبة استثنائية ضاغطة، امتدت لعقود، توارت خلفها وقائع دولية عديدة دون أن تتوارى هي أو تخبو، لتظلّ حاضرة بذلك الأثر الباقي لها والذي استقر بثقله في صدور الذين عاصروا وقعها الصادم ممن حملوا السلاح المقاوم ذات يوم.
في هذا النوع من الروايات والتي تستند وقائعها إلى أرضيات الحقب المماثلة في بنائها الروائي، فإنها لا تطلق أحكاما قطعية ومباشرة حول تلك المراحل الزمنية ولكنها تفتح للقارئ بابا واسعا وتتركه مشرعا للتساؤلات حولها.
الإجابات والأحكام غير حاسمة أيضا، بكل تأكيد، وهذا واقعي بنسبيته، وهنا الأهمية.
تلك الحقبة الطافحة بالخيبات كانت هي الدافع الفعلي والأرضية الأساس لمواضيع الرواية الثلاث (المناضلون ومآلاتهم- عمّان في زمن التحولات – بيروت بين زمنين، الحرب والسلم).
وعلى الرغم مما قد يبدو للوهلة الأولى بأن شخصية المناضل التقدمي «رشيد مرعي» هي الشخصية المحورية وبأنها تمثل الموضوع الرئيس في الرواية، إلا أنها ليست كذلك، بل إنني أجزم بأن المؤلف قد استعان بها لتكون عصبا نابضا خلال مراحل الرواية وفصولها. وأما الشخصية المحورية والتي تضطلع بالمواضيع الرئيسة الثلاث وتشعباتها في الرواية هي الكاتبة والمخرجة المسرحية «هالة جبران» زوجة المناضل التقدمي «رشيد». هالة اللبنانية، المتحررة من عقد الموروث البالية والتي اختارته ليكون زوجا وشريكا لها بل وأصرت على ذلك رغم ظروفه النضالية الصعبة في لبنان إبان الحرب الأهلية والحصار، وأحواله الاقتصادية البائسة ورفض ذويها لهذا الزواج من الأصل، جملة وتفصيلا.
الرواية تنهض بفضائها وتأثيثها لتفضي إلى ثلاثة مواضيع رئيسة يتناوب على سردها المؤلف ببراعة من خلال التداعيات والوصف وبثق المشاهد المتعاقبة بسلاسة ولغة بصرية وازنة، غير مبتذلة.
وتحديدا من خلال «هالة»، الشخصية الأبرز.. ذات القواسم المشتركة بين بقية الشخوص في الرواية.
الموضوع الأول: المناضلون ومآلاتهم على ضوء المستجدات السياسية والخيبات وفقا لتلك الحقبة القاسية التي تحدثنا عنها سابقا، من «رشيد مرعي» مرورا بالرفيق «سامي» والرفيق المناضل الآخر «كمال» على خلفية انكفاء اليسار وارتباك العمل النضالي بل وتراجعه لدى معظم الحركات الوطنية آنذاك.
فالثورة لم تنتصر، أيضاً لم تُهزم بالمفهوم القتالي أو العسكري ولكنها اختارت أن تنتصر بشكل أو بآخر إلى عقلانية الموقف وواقعية الظرف في نيل الحقوق المشروعة. مما أحدث شرخا كبيرا وخللا في جملة المفاهيم النضالية والتي كان من شأنها أن توجه العمل النضالي وأن تدفع به نحو مراحل أخرى متقدمة من الفعل.
الذروة هي «أوسلو» ومراحل الحل النهائي للقضية وما أفرزته من معايير جديدة مغايرة على الصعيد النضالي، معايير تدفقت ببطء ولكن بقوة وثبات نحو الوعي الفردي لكل شخص من شخوص الرواية وتحديدا الشخصيات النضالية المشار إليها، معايير مختلفة ستعمل على إعادة ترتيب فوضى قناعاتهم الفردية من جديد، واستبدال بعضها بقناعات أخرى مغايرة، ستغدو مع الوقت راسخة. وتحديدا «رشيد مرعي».
بات هناك شرخ في المفاهيم وتبدل مفاجئ في المعايير إذن لم يبق لدى البعض سوى تلك القيم النضالية، لم يتبق من منظومة النضال العتيقة سوى بعض القيم الأصيلة، قيم ثابتة، لا ينبغي لها أن تتأثر بما يجري ولكنها في الوقت ذاته غير ملزمة للبعض.
في الحقيقة هي قيم إنسانية خالصة كالوفاء والصدق والأمانة والإخلاص والشرف وغيرها، قيم ليست حكرا على أحد، ولا تقتصر على شخصية الفرد المقاوم وحده وإنما من شأن النضال الوطني أن يعمقها لدى الفرد المقاوم الملتزم بقضايا أمته العادلة وأن تغدو نهجا حياتيا واضحا لا لبس فيه، تحدد خياراته، بل وتقوده بالمطلق حتى آخر يوم في حياته.
بعد خروج المقاومة من بيروت 1982 يعود «رشيد مرعي» إلى عمّان برفقة زوجته اللبنانية «هالة».
يقيمان في حي «ماركا الشمالية» العمّاني، المتواضع نسبيا، ثم التنقل بين أحياء متواضعة أخرى رغم رقيها التصاعدي النسبي في نفس المدينة. يؤسس «رشيد» مركزا للدراسات السياسية (جسور الحوار) لينتقل بعد ذلك وبوقت قصير ليقيم هو وزوجته في أحد أحياء عمّان الراقية، بعد أن هبط عليه ثراء فاحش ومفاجئ أثار العديد من التساؤلات والشكوك حول أنشطة «رشيد»، المناضل اليساري السابق، ومركز الدراسات الجديد.
بعد موته تكثر الإشاعات وتتسع بعد أن تتخذ أشكالا علنية حول فساد أنشطته مستعينا بمركزه الدراسي كغطاء. قبل أن تكتشف «هالة» زوجته ما هو أفظع بكثير في ختام سعيها الحثيث في البحث عن حقيقة ما يشاع. لتصل إلى كنه اختياراته وفقا لما أفرزته الخيبات من معايير طارئة وجديدة للفعل النضالي، فعل يخلو تماما من أية قيم نضالية وإنسانية في الحقيقة.
بالمقابل هناك المناضل الآخر، الصحفي «سامي»، والذي كان شريكا لرشيد في مجلة (الجبهة) في بيروت، محررا ومدققا لغويا وكاتبا. انتهى به المطاف بعد تلك التحولات الجذرية في المفاهيم وعلى ضوء الخيبات، رجلا فقيرا ومغمورا يقبع وحيداً في إحدى أزقة عمّان العتيقة «وسط البلد» ليدير «مكتبة- محلا» صغيرا لبيع الكتب.
وفيما يبدو أنه قد اختار لنفسه هذا المصير بل واستسلم له، فهو يستعين بما يجود عليه ولده الذي يعمل في دولة خليجية من مبالغ مالية في سد احتياجاته في زمن لم يعد فيه للكتاب الورقي أهمية، بعد فظاعة الانتشار الواسع للشبكة العنكبوتية وترويج ما تيسر من كتب عبرها.
رغم السلام الداخلي الذي يشعر به «سامي» إلا أنه ما زال يحمل في داخله جرحا لن يندمل حول بعض الرفاق، ممن باعوا أنفسهم في استجابة لإغراءات رخيصة وبثمن بخس. لم يبق لديه من تلك المرحلة النضالية سوى صورة «فوتوغرافية» عتيقة، بالأبيض والأسود، صورة جماعية بأسلحة العمل النضالي كي تدل عليهم.
هناك أيضا المناضل الرفيق، والصديق المقرّب من «رشيد».. «كمال» والذي عاد كغيره إلى عمّان لتخبو علاقته شيئا فشيئا مع رفاق السلاح، رشيد وهالة وغيرهم، ثم يختفي لفترة طويلة قبل أن نكتشف بأنه عاش معدما ولم يبق لديه أحد لينته به المطاف في مأوى صغير للعجزة عند أطراف المدينة الأخرى، الأقل حظاً، «الزرقاء»، المدينة المجاورة للعاصمة عمّان.
في هذا الموضوع والذي يعد الأهم في الرواية.. ما يثير الكثير من الأسئلة وبجدية حول ماهية المناضل ومدى إقراره بالقيم النضالية في زمن الخيبات، وأيضا تلك المعايير الضابطة لتحولاته ضمن الأطر النضالية والإنسانية.
الموضوع الثاني: «عمّان» في زمن التحولات. «عمّان» ذاتها التي تكبر على سجايا المدن الأخرى في هذا العالم، وهي تواصل نضجها العفوي لتتسع من حول «هالة» ولتغدو فضاء رحبا مع الوقت، «هالة» التي جاءت إليها لتستقر فيها مرغمة في زمن ما، قبل أن تعتاد عليها، لتظلّ «بيروت» الحاضرة كمعادل نفسي لها خلال وقائع الرواية، فبيروت مدينة عالقة في الذهن كشاهد حجري قديم أنجز حضوره منذ زمن بعيد ثم توقف عنده.
برع الروائي «خالد المجالي» في استدراجنا نحو خبايا عمّانية عديدة، خبايا حاضرة على امتداد وجداننا الجمعي، عبر وصفية وازنة للشرفات والأماكن والطقس المناخي الجميل، مشاهد أفضت إلى التقاطات جمالية من خلال اليومي والعادي للشخصية الأبرز في الرواية، «هالة». خبايا نعرفها جيدا ولكننا نسيناها في خضم الزحام.
عمّان قبل خمسة وثلاثين عاما. هي مدينة ريفية بذلك اللون الترابي الشاحب، سيدة خجولة، وبكر، لم تعتد على ثقافات الآخرين، ولم تختبر بعد أي ثقافة أخرى مغايرة لموروثها السائد من العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية الأصيلة، لذا فهي تتقن الحفاظ عليها، ولا شيء غير ذلك.
بعد تلك العقود ومن خلال «هالة» وتحديدا في ذلك اليوم الأيلولي البارد، تغدو عمّان وقد اتسعت، بالأحرى نضجت أكثر مما ينبغي، أو أنها ربما تضخمت جغرافيا فقط على امتدادها الأفقي، الجميل.
فشرفاتها قد لا تتسع لحبل غسيل ولكنها تطل على مشاهد «بانورامية» عريضة وواسعة تطوق المدينة.
أيضا ربما تمددت ولكنها لم تتعمق، كونها ما تزال على ثقافة الموروث وحده.
وفيما هي الضواحي الجديدة تتسلق التلال وتندفع عنوة إلى خارج حدود المدينة التقليدية، وبينما هي تنفض عن أسمالها موروثها اللوني، في تخلص شكلي من لونها الترابي، ها هي تلفظ حفلا غنائيا أو راقصا لفرقة لبنانية بعد تصريح علني لأحد أفرادها حول مثليته الجنسية، كما أنها انقلبت ودون تفكير بصالاتها على معرض فني وتشكيلي للفنانة «وفاء» الصديقة المقربة من «هالة» كون العنوان هو «أورجازيم» أي النشوة الجنسية، لم تتقبله لا كشكل ولا كمضمون ولا حتى كرؤية فنية .
هنا تندفع الأسئلة بقوة وغزارة إلى ذهن القارئ حول تلك الثقافات ومغزاها ومن ثم لزومها، أيضا حول المعايير في تقبلها أو رفضها أو حتى تقبل الآخر أو رفضه، وهو ما يحسب للروائي وللرواية.
الموضوع الثالث: بيروت بين زمنين، الحرب السلم. وهو ما برع فيه الكاتب أيضا وباقتضاب سردي ملائم، يتناسب وهذا النوع من الروايات. حيث عمد إلى توجيه بقع ضوئية محدودة السعة والمساحة حول نقاط جوهرية في المدينة لتلافي اجتراح تفاصيل فائضة من شأنها أن تشتت القارئ أو تشعره بالملل.
أسند هذا الدور التنويري لذات الشخصية المحورية في الرواية، «هالة»، كونها القاسم المشترك الأكبر بين مختلف المواضيع في الرواية. «هالة» التي جعلت من «بيروت» مدينتها الحاضرة في الذهن والموازية لعمّان الطارئة على حضورها منذ خمس وثلاثين عاما، رغم نشوزها النسبي في وجدان «هالة» وذهنها المسرحي الحاضر في كل وقت.
بيروت التي تمتلك نواة التحرر الأزلي هي مدينة تستخف بمن حولها وهذا بعض نشوزها، منفتحة على أكثر الثقافات الخارجية غرابة وربما دموية، قادرة على استيعابها بل وهضمها، تلك هوية المدينة وعمقها التاريخي، حمقاء في انفتاحها الطوعي على مختلف الصراعات السياسية أيضاً، مرتهنة في خضوعها
-أحيانا- لواقع أكثر قسوة وقوة.
بيروت الحرب هي بيروت الحب ومهد الذكريات أما بيروت السلم، فهي شبه مختلفة أو بالأحرى مشوهة قليلا، إلى الحد الذي يجعلها غريبة وعاقة.
زيارة «هالة» الأولى لبيروت بعد وفاة زوجها «رشيد» كانت بالنسبة لنا كقرّاء رحلة ميدانية على الورق، رحلة جميلة حملتنا على متن التداعيات إلى «جونيه» و»الروشة» و»تلفريك حريصا» وغيرها، برفقة شقيقها «ميشيل» المقيم في السويد، وأبقتنا هناك.
بالنسبة لمن عاصر الحرب فهناك استحقاقات عديدة من شأنها أن تقوض الجمال الفطري لهذه الرحلة، تبدل الأماكن، وندوب الذكريات المرافقة لها، أما لمن جاء لبيروت وعرفها في فترات السلم فعليه أن يواصل دون توقف حتى نهاية الرحلة.
التساؤل الوحيد الذي قفز إلى ذهني هنا حول أفضلية المدن، ودون مقاربات محددة، فقط من حيث السلوك الذي يميزها بذلك التأثير الجارف على وعي الفرد وثقافته بل وعلى المجتمع بأكمله.
هناك بعض المآخذ ضمن المسار العام للرواية، وهذا من وجهة نظري كمتلقي فقط، أو كقارئ يطيب له أن يتلمس متانة النص القصصي ومواطن القوة فيه، وأن ويحظى بنشوة حقيقية في سبر أغواره، قارئ محايد يهفو إلى الدهشة والجانب الجمالي أيضاً كأولوية مطلقة دون أن تعيقه جديّة المضامين في الوصول إلى تلك المتع المنشودة.
وفيما يلي بعضا منها..
الزج ببعض المواضيع الجانبية (كانثيال الخواطر وانهمار بعض التداعيات الفائضة عن حاجة النص والإمداد الضروري اللازم لرفد المواضيع بإضافات هامة وأساسية، كتلك التي اجتاحت «هالة» خلال أزمة السير الخانقة في عمّان مثلا وفي المشفى المخصص لعلاج الإدمان/ «جاميما» العاملة المنزلية وبعض ثرثراتها رغم نجاح الكاتب باستخدامها كمعادل نفسي إزاء حالة الملل والتفكك الأسري في بيت السيدة هالة/ الثرثرة حول سلبية مواقع التواصل الاجتماعي ص123 / الأحلام والإسهاب في تفسيراتها ص140-ص144 / الحديث حول بوابة عشتار أمام السفارة العراقية برفقة أحد الشعراء العراقيين، ص144)
تناول بعض القضايا بشكل تقريري ومباشر لتأتي أشبه بالمقال أو بالكتابة الصحفية (التطرق للحديث حول الرقابة الثقافية والاجتماعية والصحفية.. بما يتعلق في مشاريع «دينا» الكتابية، «دينا» الصديقة الأخرى لهالة، وغير ذلك، ص 135)
غياب المعادل الموضوعي في تجسيد بعض الشخصيات في الرواية، تحديدا شخصية المناضل «رشيد مرعي» (حيث نجح الكاتب من خلال شخصية «جاميما» العاملة الإفريقية ودورها في تحقيق بعض التوازن النفسي للسيدة هالة لإبراز غياب الألفة الأسرية في البيت وحالة الملل المستشرية لديها، لكن المؤلف أخلّ بهذه الموضوعية حين أفضى لنا بذلك صراحة في نهاية الرواية، ص 160)
شخصية «رشيد مرعي» وغياب التدرج المقنع في توجهاته الشخصية وتحديدا تحوله الجذري من مناضل يساري إلى عرّاب للتمويل الأجنبي في الأردن، ابنا باراً للمخابرات المركزية الأمريكية، ومؤسسا لمركز الدراسات السياسية الواجهة، الذي أخفى وراءه تلك الأنشطة المتعاونة مع مؤسسات صهيونية وأمريكية مختلفة.
مع كل ما سبق فهذه الرواية تعكس جرأة في التناول وينبوعا متدفقا من الأسئلة، تشير إلى رؤية غير مشوشة للكاتب بالإضافة إلى وعي حاضر بما يجري وجرى من وقائع على الساحتين العربية والدولية، مردّه اتساع ثقافة الكاتب وانفتاحه، ثم حياده التام حيث يلزم.