Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Mar-2023

اجتياز رمضان بسلام

 الغد-هآرتس

بقلم: أسرة التحرير 19/3/2023
شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع الحالي أصبح منذ زمن “موعدا” اسرائيليا معدا للاضطرابات. لكن الآن، في ظل الحكومة الخطيرة برئاسة رئيس وزراء حاضر – غائب – تطور شهر رمضان ليصبح اختبارا أعلى للوطنية والسيادة – أي استعراض عضلات إسرائيلية.
مثلا، قبيل هذا الشهر بالذات وجدت الحكومة من الصواب أن تواصل هدم المنازل في شرقي القدس. بل وعدلت قانون فك الارتباط بشكل يسمح بالبقاء في المستوطنات التي أخليت في حينه في العام 2005. وقد اجيز التعديل بالقراءة الأولى. وأخيرا، مسيرة جماهيرية إلى البؤرة غير الاستيطانية “افيتار” مخطط لها في أسبوع الفصح “ضد النية للمس بسيطرتنا في بلاد إسرائيل”. والتطلع “لتخفيض مستوى اللهيب” يلقى إضافة مواد اشتعال برعاية ايتمار بن غفير. “جنون تام واستسلام للإرهاب”، هكذا وصف وزير الأمن القومي اجراء إغلاق الحرم لعشرة أيام في رمضان.
مسؤولون كبار في جهاز الأمن شاركوا في نقاش مغلق بلغوا فيه عن تخوفهم من الإخطارات المتزايدة بالعمليات، وليس أقل من ذلك أيضا سلوك بضع من أعضاء الحكومة ممن يتخذون القرارات دون أي تشاور أو محاولة لسماع ما هو موقف قادة جهاز الأمن في المسألة – مثل القرار بهدم المنازل رغم الموقف الأمني.
في الوقت الذي يحتاج فيه المفتش العام للشرطة كوبي شبتاي كامل التعاون مع القيادة السياسية المسؤولة عنه – كي تجتاز دولة إسرائيل الأعياد بالحد الأدنى من العمليات والخسائر – يجد امامه وزيرا معاديا، قوميا متطرفا، جل همه هو صورته وليس النتائج القاسية التي من شأن قصوراته وتصريحاته ان تتسبب بها.
محظور أن ننسى أن بن غفير لا يعمل في فراغ. فهو مدعوم بمساندة سياسية عليلة تمتلىء بتقويمات وضع أمنية. فالمشورة السياسية التي تحذر من مس محتمل بمكانة إسرائيل، يلغونها بدعوى أنها تمس مسا خطيرا بـ “إرادة الناخب” وتستسلم لضغوط خارجية. رئيس الوزراء، في لحظة نادرة من التصميم، وأن كان قرر تأجيل تسوية افيتار وإخلاء الخان الأحمر إلى ما بعد شهر رمضان لكن ما يزال يعرف أي ثمن سيعطيه للمستوطنين مقابل التأجيل، إذا ما نجح حقا في تنفيذه.
تضم الحكومة أيضا اعضاء مثل يوآف غالنت وآفي ديختر ممن يعرفون جيدا حجم الخطر ومساهمة زملائهم فيه. ولما كان رئيس الوزراء لا يؤدي مهامه، فملقي عليهم، وأساسا على وزير الدفاع غالنت مسؤولية شد الكوابح أمام دواليب الجنون ليكون مصدر حماية كي تتمكن الدولة من اجتياز شهر رمضان وعيد الفصح بسلام نسبي.