Monday 29th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Apr-2024

نجاح ردع إيران يستوجب تذكيرنا بإنهاء الحرب بكل الساحات

 الغد-إسرائيل هيوم

بقلم: اللواء احتياط غرشون هكوهن
 
جهدان خلقا الإنجاز المهم في إحباط الهجوم الناري الإيراني. الجهد الأول - استنفاد منظومة الدفاع الجوي متعددة الطبقات التي بنيت بكد في الصناعات الأمنية وفي الجيش الإسرائيلي في العقود الأخيرة، والتي انضمت إليها قدرة اعتراض فائقة للطائرات القتالية. الجهد الثاني - التعاون بين الجيش الإسرائيلي وبين قيادة المنطقة الوسطى الأميركية، التي بقيادتها عملت معا بتنسيق عملياتي غير مسبوق قوات عسكرية لبضع دول في مجال عملياتي معقد.
 
 
سبق هذان الجهدان إعداد طويل السنين في تطوير وبناء القوة في جهاز الأمن الإسرائيلي وفي تنسيق استراتيجي عملياتي أخذ بالتعمق في السنوات الأخيرة، بين هيئة أركان الجيش الإسرائيلي وبين قيادة المنطقة الوسطى الأميركية المسؤولة عن المنطقة.
على أساس هذه البنية التحتية، وفي ضوء إعلان التهديد الإيراني، أعدت في الأيام العشرة الأخيرة خطة مشتركة مركزة لإحباط الهجوم الإيراني.
النجاح في تفعيل عموم القوات بتنسيق مثالي - بعيد عن أن يكون أمرا مفهوما من تلقاء ذاته.
إن التفوق الذي أظهر في لقاء القوى يشكل الخطوط الهيكلية لميدان معركة مستقبلي مليء بالتكنولوجيا الفائقة. وإن كان الصدام بين أسراب المُسيرات والصواريخ الجوالة وبين قوات الدفاع الجوي يتحقق منذ نحو سنتين على نطاقات واسعة في القتال في أوكرانيا.
الجديد في الصدامات الجوية في ليلة السبت الماضي تلخص في نتيجة شبه كاملة لإحباط الهجوم.
ستكون لهذا بالتأكيد تداعيات في فحص متجدد واستخلاص الدروس في منظومات النار الإيرانية. في البعد الاستراتيجي أيضا، ستكون القيادة الإيرانية بمراجعة بضع فرضيات أساس، ومنها الفرضية بأن العزلة السياسية التي علقت فيها إسرائيل توقع لدى المنظومة الإيرانية فرصة لانعطافة في تحقيق الحرب ضد إسرائيل.
في هذه الظروف التي تشكلت مع النجاح الإسرائيلي - الأميركي، فإن مسألة الرد الإسرائيلي المضاد تستوجب أيضا تفكيرا متجددا. صحيح أن القيادة الإسرائيلية أعلنت قبل بدء الهجوم عن واجبها لرد مناسب على الأراضي الإيرانية، غير أن النجاح المبهر منح إسرائيل مجال تردد أكثر مرونة.
في ضوء معاني الشراكة العسكرية التي وجدت تعبيرها في عمل التحالف، فإن دولة إسرائيل لا يمكنها أن تتجاهل توقعات حلفائها بالنسبة لشكل الرد الإسرائيلي.
انطلاقا من هذا الموقف، يجدر بالقيادة الإسرائيلية أن تعيد لتركز من جديد أهداف الحرب في عموم الجبهات. وبالذات انطلاقا من انكشاف الدول المباشر لإيران في الحرب ضد إسرائيل، يمكن عرض القتال الإسرائيلي ضد كل واحدة من الساحات الفرعية كعمل إسرائيلي ضد ايران.
لقد سعى الرد الإيراني غير المسبوق لأن يضع لإسرائيل خطا أحمر لنشاطها ضد قادة إيرانيين في سورية.
في هذا الجانب، فإن الميل الهجومي الإسرائيلي لمنع نقل وسائل قتالية الى حزب الله من أراضي سورية ومنع تواجد قيادات إيرانية في الدولة يجب أن يستمر دون روع. فالإبقاء على هذا الزخم يعطي جوابا لمن يخشى من أن يفسر الرد الإسرائيلي في إيران كضعف ويترجم الى فقدان الردع.
حتى بعد الإنجاز المشجع حيال إيران والجدير بكل تقدير، فإن الحرب التي بدأت في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي لم تحقق بعد أهدافها.
ما يزال، في ساحة قطاع غزة وكذا في الساحة اللبنانية تقف أمام الجيش الإسرائيلي تحديات معقدة. مع ذلك، يمكن الأمل في أن النجاح في إحباط الهجوم الإيراني يؤشر لنقطة انعطافة لإنهاء الحرب في كل الساحات بشكل مرغوب فيه لدولة إسرائيل.