قال شاعر الأطفال محمد جمال عمرو إن للشاعر طقوسا لا تخضع لمعادلة ولا ترضخ لقيود، وأضاف إن تلك الطقوس «تمردت من قبل على مخرجات جائحة كورونا التي نراها تلملم أطرافها إلى غير رجعة»، إلا أن شهر رمضان الفضيل يأتي فرصة للمرء لمراجعة الذات والتفكر بما كان منه وما سيكون.

 

وتابع عمرو بقوله: «رمضان محطة أحاول فيها تجميع ما أنتجته خلال العام، وتصنيفه وتبويبه وأرشفته، تمهيدا لإصداره ضمن الأعمال الكاملة التي بدأت نشرها في مجلدات من القطع الكبير».

 

«$» التقت عمرو في الحوار التالي:

 

• يتسم شهر رمضان الكريم بالأجواء الروحانية والشعائر التي تميزه عن بقية شهور السنة. بعد تخفيف القيود على الحياة اليومية على إثر انحسار جائحة كورونا، كيف تقضي وقتك بعامة، وبخاصة فترة بعد الغروب؟

 

للشاعر طقوس لا تخضع لمعادلة ولا ترضخ لقيود، ولعل تلك الطقوس قد تمردت من قبل على مخرجات جائحة كورونا التي نراها تلملم أطرافها إلى غير رجعة إن شاء الله، إلا أن شهر رمضان الفضيل يأتي فرصة للمرء لمراجعة الذات والتفكر بما كان منه وما سيكون، لذا فإنني أمضي وقتا طويلا في التأمل في مجالات شتى، سعيا مني للوصول إلى مساحات من الصفاء والهدوء، من دون الإخلال بما يترتب علي من واجبات إيمانية واجتماعية مختلفة، ولعل خير ما يشغل فترة ما قبل الغروب هو التدبر في آيات الله عز وجل وتلاوة كتابه.

 

• هل تضع برنامجاً محدداً للقراءة في الشهر الفضيل، أم إن الأمر متروك للصدفة؟ وما نوع الكتب التي تقرؤها أو تفضّل قراءتها خلاله، مع أمثلة عليها؟

 

برنامج قراءاتي ومطالعاتي في رمضان لا يختلف عنه في بقية شهور السنة، ولعل أهم القراءات ما يتصل بأدب الأطفال الموجه لهم والكتب التي تتحدث عن هذا الصنف من الأدب، وما يصدر في هذا المجال من كتب، سواء ما كان منها ورقيا أو إلكترونيا عبر شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، هذا إلى جانب مطالعتي في الصحف الأردنية بنسختها الإلكترونية، والتي غالبا ما أطالعها على شاشة هاتفي الجوال متى ما صحوت بعد منتصف الليل.

 

• هل تواصل مشاريعك الإبداعية في شهر رمضان، وما آخر مشروع اشتغلت أو تشتغل عليه؟

 

رمضان محطة أحاول فيها تجميع ما أنتجته خلال العام، وتصنيفه وتبويبه وأرشفته، تمهيدا لإصداره ضمن الأعمال الكاملة التي بدأت نشرها في مجلدات من القطع الكبير، صدر المجلد الأول عن مؤسسة الحلبي في المغرب، وتم تجهيز المجلدين الثاني والثالث، ويضم كل مجلد خمسين قصيدة، وهذا لا يعني توقفي عن كتابة ما يطلب إلي كتابته. ومن الأعمال التي أنجزت لي مؤخرا أغنية عن النجاح بألحان الفنان طارق الشرقاوي وأداء الأطفال: فرح ونغم ورعد هاشم، وتم تسجيلها في استوديو الفنان مراد دمرجيان، وأغنية أخرى لأطفال السرطان كتبتها لمبادرة حرير وتم?إطلاقها في حفل ثاني أيام رمضان، وفيها أقول على لسان طفلة تعاني السرطان:

 

باروكةُ» شَعري شَقراءُ..

 

وعُيوني الحُلوةُ خَضراءُ

 

أهدَتني بنتٌ إيّاها..

 

ما أروَعَها! ما أحلاها!

 

•إلى أيّ مدى تسهم أجواء الشهر الفضيل في منحك فرصة للتأمُّل، ومراجعة الذات، وإعادة ترتيب أوراقك في علاقتك مع نفسك ومع الآخرين عموماً؟

 

أجواء رمضان والنفحات الإيمانية التي تسود فيها تبعث في النفس الطمأنينة، وتشيع السكينة والهدوء، وتكون الأوقات متسعة حين تغيب عنها الدقائق والساعات التي كنا نمضيها في الإعداد للوجبات النهارية وتناولها، فيجد المرء منا فرصة للتدبر والتفكر والتخطيط لما يمكن أن يقوم به في مستقبل أيامه، يستذكر ما مضى ويخطط لما سيأتي، ويرسم خطته وفق المعطيات التي بين يديه، والفائز من يستطيع توظيف هذه الحالة من التصالح مع النفس في الانطلاق نحو مرحلة جديدة يكون الخير والعطاء والمحبة أهم مخرجاتها.