الغد-هآرتس
أسرة التحرير 30/12/2024
اجتاح الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع الماضي للمرة الثالثة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا. حسب منظمة الصحة العالمية، فان عملية الجيش أدت الى تعطيل عمل المستشفى الأخير الذي تبقى في شمال القطاع. نشبت نار في قسم الجراحة وفي المختبر، وقتل خمسة من رجال الطاقم الطبي، وبينهم طبيب أطفال بنار الجيش.
نحو 350 كانوا في المستشفى اجبروا على التعري واخلائه. بعض من المرضى والجرحى نقلوا الى المستشفى الاندونيسي الذي هو أيضا اجتاحه الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي. مدير المستشفى، حسام أبو صفية، الذي قتل ابنه في هذا المستشفى قبل بضعة اشهر اعتقله الجيش ومصيره غير واضح؛ ثلاثة أطباء غزيون ماتوا حتى الآن في السجن الإسرائيلي في التحقيق او لغياب العلاج الطبي.
حسب معطيات الأمم المتحدة منذ بداية الحرب قتل 1.057 من عاملي الجهاز الصحي في قطاع غزة، وهو ينهار لكثرة المصابين، للدمار الذي زرعه الجيش في المستشفيات وللنقص في الأدوية، الاسرة والطواقم. توثيق لما جرى في المستشفيات في القطاع في شبكات التلفزيون في العالم – التلفزيون الإسرائيلي يمتنع عن تقارير على ذلك – يظهر صورا يتمزق القلب لها لأطفال يموتون على أرضيات تتدفع عليها جداول الدم، جرحى يعانون الالام دون ان يقدم لهم علاج واكتظاظ رهيب.
ادعى الجيش الإسرائيلي أمس بأن قواته اعتقلت 240 مقاتلا في منطقة المستشفى وان مدير المستشفى مشبوه كنشيط من حماس. لاثبات ادعاءاته عرض الجيش الإسرائيلي مسدسين وسكينا عثر عليها في المستشفى. هذه الغنيمة لا تثبت ادعاءات الجيش. العكس هو الصحيح. بسبب مسدسين وسكين لا يخلى عشرات المرضى والأطباء من مستشفى ليسيروا عراة في الليلة الباردة امام عيون الكاميرات لأجل اهانتهم.
يتثبت الاشتباه بان للضربة المقصودة للمستشفيات في قطاع غزة توجد غاية أخرى. يبدو انه في اطار التطهير العرقي لشمال القطاع – حيث دمر الجيش تقريبا كل المنازل والبنى التحتية كي لا يسمح لعودة مئات الاف المبعدين من هناك – تقرر تخريب المستشفيات أيضا. بغياب كل بنية تحتية طبية سيفرغ شمال القطاع بسرعة اكبر مما بقي من سكانه لأن المرضى والجرحى سيفرون هم أيضا جنوبا في محاولتهم للوصول لتلقي العلاج.
لا ينبغي إبقاء منطقة واسعة بهذا القدر، بل وفي وضع حرب، بدون مستشفيات. ميثاق جنيف الرابع يقرر القواعد بالنسبة للمكانة الخاصة للمستشفيات في وقت الحرب. وجود سلاح خفيف وذخيرة في مستشفى لا يمنح إذنا للمس به، ولا حتى وجود مقاتلين من العدو ممن ينزلون للعلاج فيه. شمال قطاع غزة مدمر وخرب، والجيش الإسرائيلي ينشغل الآن أساسا باستكمال تخريبه. هذا عمل غير شرعي، وفي كل الأحوال محظور أن تندرج فيه المستشفيات.