العيون على الدوحة.. مفاوضات الخداع الإسرائيلي
الغد-معاريف
آفي أشكنازي
رئيس الموساد دافيد برنياع يسافر إلى قطر كي يدفع قدما بالصفقة الجزئية مع حماس. برنياع، رئيس الشاباك رونين بار ومندوب الجيش الإسرائيلي اللواء نيتسان الون، يعملون في السنة والأشهر الثلاثة الأخيرة على مدار الساعة، في محاولة لتحريك جبال وتلال لأجل إنقاذ مخطوفاتنا ومخطوفينا الموجودين في أسر حماس. يعملون لأجل إنقاذ المخطوفين. ليس واضحا إذا كانوا سينجحون هذه المرة في تحرير قسم صغير من المخطوفين في إطار صفقة إنسانية. في كل حال، كل واحدة وواحد من المخطوفين الذين سينقذون من الأسر هو عالم بكامله.
لكن حان الوقت لأن نقول بصوت عال إن كل قصة المفاوضات هذه هي مخادعة إسرائيلية. المسؤولة عن مصير المخطوفين هي حكومة إسرائيل. فمن منع تحرير مخطوفين في شهري أيار (مايو) وحزيران (يونيو) 2024 هي حكومة إسرائيل بالمناورات التي قامت بها ودفعت حماس لتفجير المفاوضات. وليس محور فيلادلفيا هو صخرة وجودنا.
لا منطق ولا غاية للنهج الذي تقوده الحكومة في المفاوضات الحالية، باستثناء البقاء. هذه حكومة فقدت الرحمة وتركت لمصيرهم مائة رجل، امرأة، شيخ، مجندة وجندي لمصيرهم. فلا غاية من المطلب الإسرائيلي لمواصلة القتال حتى بعد التوقيع على الاتفاق. أتفق أنه توجد حاجة لمواصلة القتال في غزة، لكن ليس هذا ما يقصده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
حاليا الجيش الإسرائيلي لا يناور في مخيمات اللاجئين في وسط القطاع ولا يدخل إلى أحياء في خانيونس ولا لبضعة أحياء في مدينة غزة. والسبب هو التخوف من أن يكون مخطوفون في هذه المناطق، والفهم من تجربة الماضي في أن دخول قوات إلى مناطق يوجد فيها مخطوفون يضعهم في خطر فوري وملموس على حياتهم. إذن كيف بالضبط سيواصلون القتال في داخل تلك المناطق التي يحتجز فيها مخطوفون؟
الجيش الإسرائيلي يوشك منذ الآن على إنهاء القتال في شمال القطاع. هكذا أيضا في رفح. في محور نتساريم يعمل الجيش منذ أشهر على شكل الأمن الجاري وليس بالهجوم. لا يوجد أي منطق في ادعاءات نتنياهو بأن إسرائيل لم تصل إلى اتفاق كامل لتحرير كل المخطوفين، أحياء وموتى، مقابل إنهاء القتال. إذن فلنذكر رئيس الوزراء بأنه فقط قبل شهر ونصف تقريبا توصل إلى اتفاق وقف نار في الشمال، مع حزب الله؛ العدو الأكبر والأخطر بكثير من حماس. بعد شهر ونصف، والجيش الإسرائيلي يواصل العمل في لبنان ويبدو أنه سيواصل العمل فيه لزمن طويل آخر.
وعليه، فإنه في الوضع الناشئ في الشرق الأوسط يمكن لإسرائيل أن تصر على القتال حتى بعد اتفاق في غزة. كما أن الجيش الإسرائيلي يعرف كيف يدخل إلى كل مكان في غضون دقائق حتى ساعة. رأينا هذا في المناورة الثالثة في جباليا. رأينا هذا في المناورة في خانيونس، رأينا هذا في المناورة في رفح. ورأينا هذا في الأسبوع الماضي في دخول اللواء 401 المدرع إلى مستشفى كمال عدوان في قلب مخيم اللاجئين جباليا.
في أفضل الأحوال، سيعاد بعض من مخطوفينا الأحباء، لكن هدف هذه الخطوة هو خلق بقاء للحكومة. لا منطق في إجراء مفاوضات لاتفاق جزئي، على مراحل. ليس لهذا منطق عسكري ولا استراتيجي، بل العكس: يؤدي بنا فقط إلى حرب طويلة عديمة الغاية. المفاوضات الحالية قد تنقذ بضع مخطوفات ومخطوفين، لكن على ما يبدو ستحسم مصير باقي المخطوفات والمخطوفين.