Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2018

باستمرار رفض المسلحين المتطرفين الانسحاب من إدلب اتفاق سوتشي على شفى الهاوية

 

إدلب (سورية) - أكدت روسيا وأنقرة أمس أن اتفاقهما بشأن إدلب ما زال "قيد التنفيذ"، رغم عدم انسحاب أي من الفصائل الإسلامية المسلحة من المنطقة المنزوعة السلاح، غداة انتهاء المهلة الزمنية المحددة لذلك.
ومع بقاء الإسلاميين المتطرفين في مواقعهم، تبدو الأطراف المعنية بالاتفاق الروسي التركي وكأنها مدركة أن تطبيقه يحتاج إلى المزيد من الوقت، بحسب محللين.
وانتهت الاثنين مهلة إخلاء الفصائل الجهادية للمنطقة المنزوعة السلاح، من دون رصد أي انسحابات منها حتى الآن، في وقت لم تحدد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) المعنية خصوصاً بالاتفاق الروسي التركي، موقفاً واضحاً من إخلاء المنطقة.
وانتهت الاثنين مهلة إخلاء الفصائل الإسلامية المسلحة للمنطقة المنزوعة السلاح، من دون رصد أي انسحابات منها حتى الآن، في وقت لم تحدد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) المعنية خصوصاً بالاتفاق الروسي التركي، موقفاً واضحاً من إخلاء المنطقة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "بالاستناد الى المعلومات التي نحصل عليها من عسكريينا، يتم تطبيق الاتفاق وجيشنا راض عن الطريقة التي يعمل بها الجانب التركي".
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن "لم نرصد أي انسحاب أو تسيير دوريات في المنطقة المنزوعة السلاح". وأضاف "لا تطبيق حتى الآن للمرحلة الثانية من الاتفاق ولا مؤشرات على تنفيذها".
وتوصّلت موسكو وأنقرة قبل شهر الى اتفاق في سوتشي في روسيا نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب وبعض المناطق الواقعة في محيطها.
وأُنجز سحب السلاح الثقيل من المنطقة الأربعاء، بينما كان يتوجّب على الفصائل الاسلامية إخلاؤها بحلولاول من امس الاثنين. وينص الاتفاق كذلك على تسيير دوريات تركية روسية مشتركة للإشراف على الاتفاق.
وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل اسلامية أخرى على ثلثي المنطقة المنزوعة السلاح التي يراوح عرضها بين 15 و20 كيلومتراً.
وتقع على خطوط التماس بين القوات السورية والفصائل المسلحة، وتشمل جزءاً من محافظة إدلب مع مناطق في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وفي أول تعليق لها على الاتفاق الروسي التركي، لم تأت هيئة تحرير الشام على ذكر المنطقة المنزوعة السلاح. وفي موازاة تقديرها جهود تركيا من دون أن تسميها لـ"حماية المنطقة المحررة"، حذرت من "مراوغة المحتل الروسي"، وأكدت أنها "لن تتخلى" عن سلاحها و"لن تحيد عن خيار الجهاد والقتال سبيلاً لتحقيق أهداف ثورتنا".
 وأعلنت دمشق الاثنين أنها ستترك لروسيا "الحكم ما إذا كان جرى تطبيق الاتفاق أو لا". لكن صحيفة "الوطن" السورية المقربة من دمشق اعتبرت الثلاثاء أن هيئة تحرير الشام "وجهت صفعة قوية لأنقرة".
وقالت إن عدم التزام الهيئة "يضع الاتفاق على حد الهاوية ويبرر للجيش العربي السوري والقوات الجوية الروسية البدء بعملية عسكرية لطردها من المنطقة".
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين تعليقاً على الاتفاق "يجب أن ننتظر رد الفعل الروسي على ما يجري هناك" إلا أنه أكد "في الوقت ذاته (أن) قواتنا المسلحة جاهزة في محيط إدلب".
ولطالما كررت دمشق عزمها استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية. ويتحدث محللون عن وجود تيارين داخل التنظيمات الجهادية يتعارضان في موقفهما إزاء تطبيق الاتفاق.
وأورد مركز "عمران" للدراسات الاستراتيجية ومقره تركيا، في تقرير نشره قبل أيام، أن التيار الاول وهو بقيادة القائد العام لهيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني "يبدي جاهزيته للانخراط في الجبهة الوطنية للتحرير" التي تضم ائتلاف فصائل معارضة مقربة من تركيا. بينما يرفض التيار الثاني الذي يقوده قيادي مصري الامر تماماً "ويدفع نحو رفض الاتفاق".
وطلبت أنقرة، وفق ما نقلته الصحيفة "من موسكو إعطاءها مهلة للتأثير" على قرار التيار الرافض لتطبيق الاتفاق داخل هيئة تحرير الشام. ويقول الباحث في مركز "عمران" نوار أوليفر إن "الأطراف المعنية بالاتفاق وحتى الأطراف المحلية تدرك تماماً أنه من الصعب تطبيق الاتفاق وفق المهلة المنصوص عليها، وبالتالي يتطلب الأمر وقتاً".
ويضيف "مع انتهاء المهلة المتفق عليها أصبح من الواضح أن المدة الزمنية وإن انتهت شكلياً، لكن الجهود مستمرة لتنفيذ الاتفاق"، مرجحا أن هناك اتجاها ل"منح الاتفاق مهلة ثانية غير معلنة".
ويتحدث محللون آخرون عن "هامش مرونة" في الاتفاق كون الجزء المنشور منه لم يسم عملياً المجموعات التي يتوجب عليها الانسحاب من المنطقة المنزوعة السلاح، مكتفياً بالإشارة إلى المجموعات "الراديكالية"، كما لم يحدد آلية مراقبة لهذا البند.
وتشكل إدلب المعقل الأخير للفصائل المسلحة  والاسلامية المتطرفة  في سورية. وجنّب الاتفاق الروسي التركي المنطقة التي تؤوي نحو ثلاثة ملايين نسمة هجوماً لوحت به دمشق على مدى أسابيع.-( اف ب)